هو فصل غير كل الفصول الدراسية؛ فطلبته خليط غريب غير متجانس من أصول اجتماعية واقتصادية متباينة، بل حتى في الأخلاق والسلوك هناك تباين شديد.
المجموعة الأولى من أبناء المدرسين ومن أبناء أقارب مديري المدرسة، تتسم هذه المجموعة بالفشل الدراسي وسوء السلوك، ينجحون بالغش حيث تجبر إدارة المدرسة سنويا المدرسين على كتابة الإجابات الصحيحة لهؤلاء الطلاب، أو رفع درجاتهم بعد ظهور النتيجة، لينجحوا دائما.
المجموعة الثانية بعضهم يحاول التملق للمجموعة الأولى أحيانا ويتملق للمدرسين وإدارة المدرسة أحيانا أخرى ليضمن الحصول على بعض الدرجات أو على الأقل النجاح في بعض المواد، وبالتالي لم يكلف نفسه المذاكرة والاستعداد للامتحان.
المجموعة الثالثة من طلبة ذوي خلق لكنهم قرروا عدم المشاركة في لعبة الامتحانات طالما أن النجاح في النهاية للغشاشين فقط فلم يفكروا في المذاكرة باعتبار أن النتيجة محسومة سلفا وحتى لو كتبوا الإجابة الصحيحة فلن يحصلوا على النجاح.
المجموعة الرابعة أيضا من ذوي الخلق، ولشدة أخلاقهم وحسن سلوكهم يتعرضون للضرب من قبل المجموعة الأولى، الذين يسرقون منهم السندوتشات ويستولون على كراساتهم وأقلامهم بالقوة، ليس هذا فحسب بل إن المجموعة الأولى تفرض على هذه المجموعة فتح أوراق إجاباتهم في الامتحانات لينقلوا منها الإجابات الصحيحة وإلا يوقعون بينهم وبين المدرسين فيوقعوا عليهم عقوبات تصل أحيانا للطرد خارج الفصل، وأحيانا التعليق من أرجلهم ومدهم على أقدامهم، وغالبا ما تنتهي بحرمانهم من أداء الامتحان، ومع ذلك ظلت هذه المجموعة حريصة على الاجتهاد والمذاكرة.
المجموعة الأخيرة عبارة عن مجموعة من الطلبة المستجدين لم يحضروا الترم الأول مع زملائهم، وهم أيضا وافدون من مدارس أخرى وبالتالي لم يعتادوا على نظام الامتحانات في هذه المدرسة الجديدة، والوقت ضيق جدا على موعد الامتحان وهم لم يستعدوا له إطلاقا.
ظل الوضع هكذا قائما حتى نجحت المجموعة الأخيرة في حشد بعض المجموعات الأخرى لمواجهة إدارة المدرسة وتقدموا بطلب للإدارة التعليمية لتغيير هذه الإدارة المدرسية، وبالفعل تغيرت هذه الإدارة وبعض المدرسين، وجاءت الإدارة الجديدة لتعلن موعد امتحانات الترم الثاني.
وهنا صرخت المجموعتان الثانية والأخيرة بأن الوقت المتبقي على موعد الامتحان قليل جدا ولن يسمح لهم بالمذاكرة والإلمام بكل المنهج والاستعداد له، خاصة أن المجموعة الرابعة مستعدة منذ بداية العام للامتحان، ومن ثم فهذا يقضي على مبدأ تكافؤ الفرص. وبدلا من أن تركز جهدها في المذاكرة والاستعداد للامتحان في الفترة القليلة المتبقية على الامتحان، اتفقت على أن توقع بين إدارة المدرسة والمدرسين من جهة وبين طلاب المجموعة الرابعة من جهة أخرى، وذلك إما ليتم استبعادهم من دخول امتحان هذا الترم، أو تأجيل الامتحان للجميع وبالطبع هذا ما لم تستطع إدارة المدرسة فعله، أو تشكيك الجميع في استحقاقهم لدرجاتهم التي قد يحصلون عليها من تعاطف المدرسين معهم.
بينما قررت المجموعة الثالثة أن تحاول الاجتهاد في الفترة المتبقية والاستعداد بقدر ما تستطيع دون أن ترفع صوتا أو ترثي حالها، وقد تعلمت الدرس أن المذاكرة في حد ذاتها والاجتهاد مطلوب حتى لو كانت نتائجه معروفة مسبقا.
وفي نفس الوقت أسقط في يد المجموعة الأولى، فهي تعرف جيدا أنها لم تنجح طيلة عمرها إلا بالغش والتهديد والهدايا، فتفرقت بعد أن كانت مجتمعة وحاولت تارة الوقيعة بين الطلاب وإدارة المدرسة الجديدة، وتارة أخرى بين مجموعات الطلاب أنفسهم ، وأحيانا كانت تنجح وكثيرا كانت تفشل.
انتهت حكاية فصل 5-1
ملحوظة: أحداث هذه القصة من نسيج خيال الكاتبة
ومسموح للجميع بإطلاق العنان لخيالهم لإسقاط الأحداث والشخصيات على أي واقع يريدونه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق