الثلاثاء، 9 أبريل 2013
في بلاط صاحبة الضلالة!
الثلاثاء، 2 أبريل 2013
على هامش افتتاح مُؤتمر إطلاق "مُبادرة دعم حقوق وحريات المرأة المصرية"
- يسهم الرجال في النشاط الاقتصادي في مصر بثلاثة أضعاف مساهمة النساء.
- يبلغ معدل البطالة بين الذكور 4,9% مقابل 22,6% بين الإناث.
- يعمل ما يزيد عن 100 مليون شخص في العالم عن بُعد و80% منهم نساء.
- تعرض 30% من الشركات الأمريكية و33% من الشركات الأوربية فرص عمل من المنزل.
الأربعاء، 5 أكتوبر 2011
يوميات صحفية من منازلهم ..الحلقة السابعة

فالمقارنة بالآخرين الذين حققوا نجاحا قد يجعلك تصابي باليأس والإحباط، ومحاولة محاكاة تجارب الغير عن طريق استنساخها كما هي كذلك قد توقعك في الفشل الذي يولد مزيد من الإحباط واليأس.
لا تظلمي نفسك بمقارنتها بالآخرين، لا تقولي زميلتي تدير مشروعا منزليا بطريقة أكفأ مني، أو زميلتي الأخرى تنجز أعمالا من المنزل أضعاف ما أنجزه أنا، وذلك لعدة أسباب. أولها أن كل إنسان له ظروفه ومشكلاته وتحدياته التي يواجهها.
اعملي لتعيشي
وصلتني عدة رسائل من زميلات تركن العمل الوظيفي وبدأن العمل من المنزل، والآن يشعرن بالتوتر، لأن الوقت يضيع بسبب الأولاد، فلا يستطعن انجاز نصف أو ربع ما كن ينجزنه أثناء الوظيفة، لأن طلبات الأولاد لا تنتهي، خاصة الصغار منهم، بينما كن فيما سبق يذهبن بأطفالهن للحضانة أثناء فترة العمل.
وكما قررت ذات يوم أن تتركي الوظيفة لتسببها في ضغوط نفسية عليك، قد تجدين نفسك تقررين ترك العمل من المنزل لفترة ما إن كانت تسبب لك ضغوطا مماثلة. على أن تعودي وتتابعي العمل مرة أخرى. كل ما في الأمر أن فرصتك في الحصول على إجازة راحة من العمل عبر المنزل أفضل من الوظيفة بدوام كامل لأنك كما اتفقنا من قبل رئيسة نفسك.
لا تتوقعي أن تعملي بنفس طاقتك وأنت لديك طفل حديث الولادة، أو أن يكون معدل انجازك وأطفالك صغار مثل أم أخرى اجتاز أبناؤها مرحلة الطفولة المبكرة، ودخلوا في طور المراهقة والاعتماد على النفس. ظروف أخرى قد تجعل معدل انجازك أقل سواء لمعاناتك من مشكلات صحية مزمنة أو كثرة عدد الأبناء، أو كون أحدهم يعاني من مشكلات خاصة، أو كونك ترعي أحد والديك في البيت، أو ربما حتى مدى تقبل زوجك لفكرة عملك ومقدار تشجيعه لك أو إعاقتك.
فيجب أن تتوقفي عن لوم نفسك ومقارنتها بالآخرين فلكل ظروفه التي لا يتشابه فيها مع غيره، والمقارنة في حد ذاتها قد تفسد العمل وقد تجعلك تشعرين بالفشل رغم أنك تحققين نجاحا معقولا مقارنة بظروفك فربما تقررين حينها عدم المواصلة مع أنك لو انتظرت قليلا حتى تتغير الظروف لتحسنت أحوالك كثيرا.
وأريد التأكيد على ذلك لأن هناك المئات من الرسائل وصلتني من فتيات وسيدات لا علاقة لهن سابقة بالعمل الصحفي أو الكتابة، وبمجرد متابعتهن لهذه اليوميات اعتقدن أن مهنة الكتابة هي الوحيدة التي يمكن ممارستها عن بعد، وأن الأمر لا يستحق سوى تعريفهن ببعض المؤسسات الصحفية فيصبحن هكذا وبدون مقدمات صحفيات عن بعد أو كاتبات ومحررات في المواقع الالكترونية.
وذلك طبعا دون اعتبار لمدى توافر الموهبة اللازمة أو الخبرات والدراسات الضرورية للعمل الصحفي، بل هناك من لم تمسك قلما في حياتها بل ولا تستطيع صياغة جملة واحدة وتريد أن تصبح صحفية عن بعد!. ولو نظر كل شخص في نفسه لوجد طاقات ومواهب وقدرات كامنة ما عليه سوى أن ينقب عنها ويصقلها بالمعرفة والتدريب والخبرة، فكوني نفسك ولا تقلدي غيرك الذي قد يختلف عنك في خبراته وقدراته.
لا تقولي لماذا نجحت غيري في مشروعها المنزلي ولم أوفق أنا في تنفيذ نفس المشروع، فربما تكوني اخترت المشروع الخطأ أو الوقت غير المناسب أو لم تحسني استثمار مهاراتك وربما لم تقومي بعمل دراسة جدوى مستفيضة قبل شروعك في التنفيذ. نفس الأمر ينطبق على نجاحات الآخرين في مجالات مختلفة في العمل عن بعد.
ابتكري ولا تحاكي
ابتعدي عن استنساخ تجارب الآخرين دون النظر للظروف والإمكانات والقدرات والمهارات، وليس معنى نجاح إحداهن في عمل ما أنه يصلح للتكرار بالنسبة للجميع.
وقد تتوصلين أنت لابتكار وظيفة جديدة عن بعد لم يتوصل لها أحد من قبل وتحققين من النجاح ما لم يحققه غيرك، فتوقفي عن المحاكاة والتقليد العشوائي وبالتأكيد سيوفقك الله لما يناسبك، وتذكري أن مقياس نجاحك في العمل من المنزل أو عن بعد يختلف عن مقاييس نجاحك الوظيفي، وهو ما سنتناوله في حديث آخر.
السبت، 8 يناير 2011
تعلمي فن هندسة الوقت في عشرين خطوة
يوميات صحفية من منازلهم (6)
من أكثر الصعاب التي واجهتها، وتشاركني فيها الكثيرات من العاملات عن بعد مسألة تنظيم الوقت. ففي الوظيفة خارج المنزل هناك دائما وقت محدد للعمل يبدأ وينتهي في موعد محدد، ولدى العودة للمنزل تنقطع الصلة بالوظيفة لتبدأ مهام المنزل والأسرة.
أما في العمل عن بعد فالأمر يختلف تماما، فلا توجد حدود فاصلة بين وقت العمل والمهام المنزلية أو الأسرية، حيث مكان العمل هو نفسه المنزل الذي لا يخلو من مهام تحتاج المتابعة والتنفيذ.
أوقات مهدرة
صارحتني عدة زميلات أن عملهن من خلال المنزل سبب لهن الكثير من الفوضى وعدم القدرة على تنظيم الوقت، وأنهن كن ينجزن أثناء العمل خارج المنزل بدوام كامل أضعاف ما أصبحن ينجزن الآن في العمل عن بعد.
وأنا أتفق معهن تماما في ذلك، فكيف يمكن مقارنة قضاء ثماني ساعات يوميا في الوظيفة للعمل فقط، بقضاء يوم كامل في البيت حيث تختلط المهام وتتعدد المسئوليات. إضافة إلى أن كل من حولك يعلمون أنك موظفة فلا يتصلون بك أو يقومون بزيارتك أثناء دوام العمل، وهذا ما لا يتوفر في العمل من المنزل.
ولكن ما أحب التأكيد عليه أنك لا يمكن أن تحصلي على كافة المزايا في نفس الوقت فلابد من وجود بعض التضحيات، وما لا يدرك كله لا يترك كله. ويمكن التغلب على بعض الصعوبات بتنظيم الوقت وتعلم كيفية تعظيم الاستفادة منه وحسن استغلاله.
قد تجدين نفسك مكبلة بالكثير من المهام سواء تنظيف البيت أو إعداد الطعام، أو التسوق، أو توصيل الأبناء للمدارس، ومساعدتهم في المذاكرة وأداء الواجبات المدرسية، وكل هذه المهام لا يكفي الوقت لتلبيتها في الظروف العادية، فما بالك لو كنت كذلك تديرين مشروعا منزليا أو تمارسين وظيفة عن بعد، أو تشاركين في عمل تطوعي.
في الوقت نفسه بمجرد أن تبدئين في العمل عن بعد خاصة إذا كان عبر الانترنت، فإن الوقت يفلت منك وربما تجدين أنك قضيتي عدة ساعات، فقط لتفقد البريد الالكتروني والرد على المراسلات، أو في تصفح مواقع الانترنت ومتابعة الأخبار، أو في مواقع الشبكات الاجتماعية كالفيس بوك وتويتر. وهو الأمر الذي لم يكن مسموحا لك به في الوظيفة بدوام كامل.
لا تشعري بالذنب
وأول حقيقتين ينبغي لك أن تؤمني بهما، أن هناك الكثيرات يقضين خارج البيت أكثر من ثمان ساعات يوميا في الوظيفة، دون شعور بالذنب أو التقصير في مسئولياتهن المنزلية والأسرية، وحين عودتهن ينجحن في القيام بهذه المسئوليات في وقت قصير، أنت نفسك ربما كنت واحدة من هؤلاء يوما ما.. فلا داعي لأن تلقي على نفسك اللوم لو انشغلت قليلا عن مهامك المنزلية لصالح وظيفتك التي تقومين بها عن بعد.
أما الحقيقة الثانية، فتتمثل في أن الوقت المتاح لك لممارسة كافة مهامك الوظيفية والأسرية والمنزلية أكثر من الوقت المتاح للموظفات خارج المنزل، إذا استبعدنا الوقت الذي كنت ستقضينه في الاستعداد للخروج يوميا من كي للملابس وتلميع الأحذية، وتحضير حقيبة طفلك لتركه في الحضانة أو لدى أحد أقربائك، إضافة للوقت الذي تستغرقينه في المواصلات ذهابا وإيابا، كل ذلك يجعل الوقت في صالحك.
ولكي تستفيدين من هاتين الحقيقتين، كل ما عليك تنظيم وقتك حتى لا تشعرين به يتفلت من بين أصابعك، وتصابي بشعور من عدم الانجاز والفوضى ومن ثم الإحباط. وهناك العديد من الخطوات البسيطة التي يمكن القيام بها لإدارة الوقت وحسن الاستفادة منه، وعمل توازن بين مهامك الوظيفية ومسئولياتك المنزلية والأسرية.
هندسي وقتك في 20 خطوة
1. قسمي وقتك المتاح بين مهامك الوظيفية والمنزلية، فاجعلي لعملك عدد معين من الساعات لا تزيدين عليها، وكذلك لمسئولياتك المنزلية عدد معين من الساعات.
2. حددي مهامك الوظيفية بدقة واكتبيها في ورقة وضعي أمام كل مهمة الوقت التقريبي الذي تحتاجه، والأمر نفسه في مهامك المنزلية.
3. رتبي قائمة المهام حسب الأهمية، فضعي الأعمال ذات الأولوية في الصدارة، ثم الأعمال ذات الأهمية المتوسطة، وأخيرا المهام التي تقف في آخر سلم الأولويات.
4. أعدي جدولا بقوائم الأعمال، ويمكنك تنفيذه بواسطة برنامج الإكسل، فتجعلي ورقة عمل للمسئوليات الوظيفية، وورقة أخرى للمسئوليات المنزلية. وكل ورقة تضم المهام بعد ترتيبها، والوقت المطلوب، ثم حددي أنسب المواعيد لتنفيذ كل مهمة.
5. يمكنك أن تستعيني بهاتفك المحمول لعمل تنبيه عندما يحين وقت انتهاء المهمة حتى لا تأخذ من وقت المهمة التالية.
6. قومي بتجميع كل المهام التي تتطلب الخروج من المنزل في يوم واحد أو يومين بدلا من توزيعها على مدار الأسبوع، باستثناء مثلا توصيل الأولاد للمدارس.
7. حددي قائمة مشتروات أسبوعية وأخرى شهرية بدلا من الاضطرار للقيام بالمشتريات يوميا فتهدري الكثير من الوقت.
8. يمكنك استغلال الأوقات البينية، فأثناء قيامك بالأعمال المنزلية يمكنك سماع القرآن الكريم أو ترديد الأذكار أو تلاوة وردك القرآني، وأثناء تصفحك البريد الالكتروني يمكنك إطعام طفلك أو مشاركته اللعب.
9. قسمي الأعمال المنزلية لمهام أسبوعية وأخرى يومية، فلا داعي للتنظيف الكامل للبيت كل يوم، يكفي يوما واحدا في الأسبوع للمهام الكبرى، وباقي المهام البسيطة وزعيها على مدار الأسبوع.
10. قومي بتحضير أطعمة جاهزة ونصف مطهية ووضعها في الفريزر لتوفري في الوقت اليومي اللازم لإعداد الطعام، أو يمكنك شراءها بالجملة شهريا.
11. قومي بالاستعانة بمقدمي الخدمات التي يمكن أن توفر لك الوقت، كشراء أطعمة من معارض منتجات ربات البيوت أو أمهات الأيتام المنتشرة في كثير من الأحياء، فتستفيدين وتفيدين.
12. اختاري الأطعمة السهلة السريعة التي لا تتطلب وقتا كبيرا في إعدادها وتفنني في طرق التقديم، ودعي الوصفات الصعبة يوما واحدا في الأسبوع، ويمكنك مشاركة الأولاد في إعدادها حسب أعمارهم.
السوبر وومان!
13. لا تجعلي من نفسك السوبر وومان، وزعي المهام المنزلية على جميع أفراد الأسرة، فكل من الأطفال يقوم بمهام تناسب عمره، فلا ينبغي عليك الانفراد بترتيب كل الغرف وطي الملابس وكنس الأرضيات، بل كل يقوم بترتيب غرفته على قدر استطاعته، وتنظيف الأرضية وطي الملابس وكيها، وترتيب اللعب، كما يمكنهم المشاركة في المشتروات الخارجية.
14. تابعي أولادك في المذاكرة ولا تذاكري لهم، حتى يعتادوا تحمل المسئولية. فيمكنك ممارسة مهامك الوظيفية وأنت معهم تتابعين مذاكرتهم، وتكونين حاضرة للرد على أي سؤال أو صعوبات دراسية.
15. ابتعدي عن مضيعات الوقت كمتابعة المسلسلات والأفلام، أو الثرثرة عبر الهاتف، ومن الأفضل تحديد يوم أو وقت معين للزيارات والمكالمات التليفونية، وأوجزي فيها قدر المستطاع.
16. حددي يوما في الأسبوع للزيارات العائلية والنزهات الأسرية، فالنواحي الاجتماعية هامة والترفيه مطلوب لتجديد نشاطك وحيويتك.
17. حاولي - قدر المستطاع- النوم مبكرا والاستيقاظ مبكرا، فالبركة في البكور، وساعات الصباح المنعشة تبعث الحيوية في الجسم والنفس، ويتم فيها انجاز الكثير من العمل. وأقول قدر المستطاع لأنك في بعض الفترات قد يصعب عليك النوم مبكرا لوجود أطفال حديثي الولادة فلا داعي لليأس والإحباط، فعما قريب سيكبرون وتنتظم مواعيد نومهم.
18. اجعلي لنفسك وقتا تمارسين فيه نوع من التمرينات الرياضية البسيطة أو ممارسة هواية مفيدة لتفريغ شحناتك النفسية، وتجديد طاقتك.
19. لا تتركي الوقت يمضي على وتيرة واحدة، يمكنك تغيير مواعيد كل مهمة أسبوعيا، حتى لا تصابي بالملل.
20. حاولي الاستفادة من كل الوسائل التي توفر لك الوقت، وابحثي عن الجديد في هذا المجال، ولا تكوني كالحطاب الذي كان يقطع الأشجار بفأسه القديمة ببطء، وعندما مر به أحد أصدقاءه سأله: لم لا تسن فأسك؟، فأجابه: "إنني مشغول للغاية؛ فعلي قطع المزيد من الأشجار وليس عندي وقت لسن الفأس!"، والمسكين لا يدري أنه بإضاعة القليل من الوقت قد يوفر المزيد منه.
وللحديث بقية...
الاثنين، 20 ديسمبر 2010
موظفات فوق العادة

الحلقة 5
أمل خيري
منذ بداية كتابة هذه اليوميات، توالت عليّ الكثير من الرسائل والمطالبات الملحة لحلول عملية، ونماذج واقعية لأعمال يمكن أن تمارس عن طريق المنزل، ووفق مفهوم العمل عن بعد.
ومع تقديري لهذه الحماسة التي أظهرتها الكثيرات من الراغبات في العمل من المنزل، إلا أنني لا أدعي امتلاك الحل السحري للجميع، فما يصلح لي ربما لا يصلح لغيري، وما يمكن لغيري القيام به قد أعجز عنه، ومع ذلك هناك الكثير من المجالات المفتوحة على مصراعيها للعمل عن بعد، وما على كل راغبة في العمل سوى انتقاء ما يناسبها، ويلائم ظروفها وإمكاناتها، ويوظف مهاراتها وخبراتها.
ولكي يكون الكلام واقعا ملموسا سأبدأ من تجربتي المتواضعة التي تعددت فيها مجالات العمل عبر سنوات حتى اخترت أحد المجالات وركزت فيه جهدي في الفترة الأخيرة.
فبدايتي كانت أثناء دراستي الجامعية، واستمرت بعد تخرجي، من خلال العمل كصحفية تحت التمرين في عدد من الصحف والمجلات العربية والإسلامية؛ كنت أجري الحوارات والتحقيقات، وأكتب تقارير وأرسلها عبر البريد، أو أسلمها لمقر الجريدة أو أحد الوسطاء، وكنت أحاول فيها دائما اختيار مجالات الكتابة التي لا تحتاج للانتقال الفوري لموقع الحدث، أو التي تتطلب تحركات كثيرة، ومعظمها كان يتم بالتليفون، أو بالمقابلات المرتبة أو غير المرتبة.
فأحيانا يفرض الحدث نفسه أثناء ركوب القطار، أو السير في الطريق، أو زيارة بعض الأصدقاء، أو الأقارب، أو حتى بين الجيران، لأبدأ في إجراء تحقيق أو كتابة تقرير عن ظاهرة ما أو حدث معين.
بالتأكيد ابتعدت عن الأخبار والتغطيات السياسية، وكان توجهي نحو الأبواب الاجتماعية التي ترصد الظواهر والمشكلات بعيدة المدى، والمتغلغلة في المجتمع، وليست الأحداث الطارئة أو المفتعلة؛ مما يسر لي التطرق لموضوعات تهم الناس على المدى الطويل، ويمكن قراءتها، والاستفادة منها، ولو بعد سنوات.
التوعية بالكتابة
الخطوة الثانية تمثلت في كتابة المقالات في مجالات متعددة، سواء المجال الدعوي، أو الاجتماعي، أو التنموي، أو الفكري، أو الثقافي... ولا أنكر الدور الذي لعبته شبكة الإنترنت معي؛ فقد يسرت سبل التواصل مع المواقع والصحف الأكثر انتشارا للكتابة، معظمها كتابات تطوعية ولكنها من باب خدمة المجتمع بالمشاركة في التوعية والتعليم.
وهذا فيه الرد على من يعتقد أن ممارس الصحافة والكتابة يجب أن يكون شخصا لا يهدأ ولا يسكن، يدور حول الأحداث في مواقعها، ولا يمكن العمل في هذا المجال من خلال المنزل، فالتجربة أثبتت أن العمل الصحفي له العديد من المجالات، منها: ما يتطلب الحركة الدءوب، ومنها ما لا يتطلب إلا إعمال الفكر خاصة إذا تعلق بترجمات أو عروض ومراجعات لكتب أو دراسات أو تقارير دولية...
تجربة أخرى عاصرت الكتابة الصحفية، وهي التدريب في مجال التنمية البشرية، والذي تتعدد مجالاته حسب التخصص فيمكن أن تقدم المرأة دورات تربوية للأمهات، وقد تكون دورات دعوية للداعيات أو تثقيفية، أو دورات تخصصية...، ومن جانبي اخترت الدورات التربوية والإدارية التي قدمتها في المدارس والجمعيات بشكل تطوعي، ولكن متى أرادت المرأة أن تحترف المجال، وأن تتكسب منه سيتيسر لها ذلك، طالما توافرت لها مهارات الإلقاء، وحصلت على تدريب متخصص متوازن.
تدريس وتحفيظ
ذكرني مجال التدريب بمهنة أخرى كنت أمارسها أثناء دراستي بشكل متفرق، وهي التدريس للأطفال في المراحل الابتدائية، فأحيانا كانت تلجأ لي بعض الأمهات لمساعدة أطفالها على الارتقاء بمستواهم الدراسي، أو تحسين مهارات الكتابة أو القراءة لديهم، فتبعث لي بأطفالها في بيتي، بل إن إحدى السيدات الأميات كانت تأتيني لأعلمها مبادئ القراءة والكتابة، وفي الحقيقة كنت أجد متعة كبيرة في ممارسة هذه الأعمال.
يضاف لذلك مسألة تحفيظ القرآن في البيوت، ذكرت لي إحدى صديقاتي أنها كانت تستعين بمحفظة تقوم بتحفيظها هي وثلاثة من الأبناء، وكانت تتقاضى شهريا مائة جنيه عن كل فرد من أفراد الأسرة، من جانبي لم أشأ التكسب من تعليم القرآن أو التجويد رغم إفتاء العلماء بإباحته؛ حيث كنت أعتبر أن قيامي بذلك هو دين أوفيه لأساتذتي الذين قاموا بتحفيظي بلا أجر، ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، ولكنه ما زال بابا يمكن لكثير من النساء احترافه والتكسب المادي من خلاله، إضافة إلى الأجر الأخروي مع إخلاص النية لله تعالى.
كمبيوتر وترجمة
في بعض الفترات كنت أحتاج التفرغ التام لرعاية الأطفال، ولكني لم أشأ تضييع العمر، فانتهزت الفرصة لمواصلة دراستي، وفي الوقت نفسه تعرفت على مجال جديد وهو البرمجة، فتلقيت دورات متخصصة، وعلمت نفسي الكثير بأسلوب "self training"، مما وفر لي الفرصة لتقديم تدريب للفتيات والسيدات والأطفال أيضا من خلال البيت، أو الاتفاق مع بعض المراكز التدريبية للعمل عدد معين من الساعات أو تقديم دورات في الموعد الذي أحدده مقابل نسبة من رسوم الدورة التدريبية.
بقيت في هذا المجال سنوات، ولكني لم أشأ الاستمرار فيه، فعدت مرة أخرى للترجمة والكتابة الصحفية وإعداد الأبحاث والدراسات؛ استجابة لنوازع التخصص التي ظلت تلح علي لسنوات، وفي نفس الوقت لم تضيع سنوات دراسة الكمبيوتر هباء؛ حيث أفادتني التقنيات الحديثة هذه المرة في عملي خير فائدة، فانطلقت في مجال الإعلام الإلكتروني الذي لاءم كثيرا رغبتي في العمل من خلال البيت، ولعب الإنترنت دوره في تيسير تواصلي مع العديد من الجهات التي استفدت منها في الحصول على تدريبات إلكترونية ومصادر تعليمية، ومكنتني من التعرف على كثير من الزميلات اللاتي يعمل بنفس الأسلوب سواء في مجال الترجمة أو الدراسات أو الكتابة الصحفية التقليدية.
بالطبع تخلل هذه الأعمال فترات من العمل بدوام كامل، حين كانت تتهيأ الظروف لذلك، إلا أني كنت ما ألبث أن أعود مرة أخرى للعمل عن بعد، ووجدت فيه ضالتي، ووجدته الأنسب لي حتى الوقت الحالي، وإن كان هذا لا ينفي إمكانية العودة ثانية للعمل بدوام كامل في المستقبل، فالأمر يتسم لدي بالمرونة.
هذه مجرد أمثلة لأعمال يمكن أن تتم من خلال البيت، وكما ذكرت سابقا أؤكد على أن اختيار مجال العمل يختلف من شخص لآخر، فالمفترض أن يختار الشخص ما يناسبه ويلائم طبيعة شخصيته وميوله واتجاهاته، ويوافق خبراته ومهاراته الشخصية وظروفه العائلية، وغيرها من الاعتبارات محل الاهتمام، وفي مرات قادمة بإذن الله سأذكر تجارب واقعية أخرى لشخصيات نجحن في العمل عن بعد.
الخميس، 2 ديسمبر 2010
ماما مدير عام!
الحلقة 4
أحد المشكلات الأساسية التي تواجهها الأم في عملها كيفية رعاية الأطفال دون إخلال بمسئوليتها تجاههم، وفي نفس الوقت دون تقصير في وظيفتها، وهي المشكلة التي جعلت الكثيرات يقررن الاستقالة من الوظيفة والاتجاه للعمل من المنزل، لكن إذا كنت اتخذت هذا القرار فلا تظني أن كل الأعمال تناسب كل الأمهات وتلائم كل الظروف.
يجب أن تحددي أولا طبيعة العمل الذي تختارينه، وتتأكدي إن كان يلائم المرحلة العمرية التي يمر بها أبناؤك أم لا، وبالتالي من الوارد تماما أن تغيري من نوعية العمل المنزلي الذي تحترفينه في كل مرحلة من مراحل حياتك وحياة أبنائك، فالمرونة مطلوبة سواء في التفكير أو التنفيذ، وتذكري أن المرونة أحد السمات الأساسية للعمل المنزلي، فلا تضحي بها وتصري على السباحة ضد التيار، فتختاري عملا لا يناسب ظروفك، فتجدي نفسك وقد فشلت في عملك، فتحكمي على التجربة كلها بالفشل.
من موظفة لصاحبة مشروع
إحدى صديقاتي عانت الأمرين قبل أن تدرك هذه الحقيقة، وحين أدركتها عاشت تجربة ناجحة بحق، فبعد حصولها على بكالوريوس التجارة تزوجت وعملت محاسبة في شركة خاصة بدوام ثماني ساعات يوميا، وقبل نهاية العام كانت قد رزقت بطفلها الأول، وبعد انتهاء إجازة الوضع فكرت في العودة لوظيفتها، إلا أن زوجها رفض بشدة أن تترك طفلها في الحضانة يوميا لأكثر من عشر ساعات يوميا، خاصة أن مكان العمل بعيد عن البيت، ولا يوجد دار حضانة في الشركة التي تعمل بها.
ظلت على علاقة سيئة بزوجها على مدى عام كامل هو يتهمها بالإهمال وتفضيل مصلحتها الشخصية على مصلحة طفلها، وهي تتهمه بتدمير مستقبلها الوظيفي، والوقوف ضد طموحاتها وأحلامها، حتى قالت لي صراحة لقد كرهت طفلي لأنه السبب في هذه المشاكل!.
عرض عليها زوجها راتبا شهريا كي تتفرغ لرعاية طفلها فرفضت بشدة، واعتبرت ذلك إهانة، وكأنه يعتبرها جليسة أطفال مستأجرة أو خادمة، وأتتني باكية لتقول هذه هي نهاية حياتي معه، لن أعيش معه بعد اليوم، سأتركه وأعود لوظيفتي، وأترك طفلي في الحضانة، وأحقق نجاحا في عملي فلا حاجة لي بسيطرته بعد اليوم وتحكماته الفارغة.
طلبت منها أن تقبل هذا الراتب بلا حساسية على أن تدخره كاملا، وبعد عدة شهور حين يكتمل لديها مبلغا معقولا تأتيني لنكمل نقاشنا، بالطبع قبلت الأمر على مضض، ثم عادت فأشرت عليها بعمل مشروع حضانة أطفال، لتجمع بين عملها ورعاية طفلها، ونصحتها باستئجار شقة في الدور الأرضي لتفتحها حضانة أطفال بعد أن تدرس جدوى المشروع، وبالفعل استعانت ببعض الأصدقاء لإعداد دراسة جدوى، وبدأت مشروعها بأثاث بسيط، وعدد أطفال لا يتعدى أصابع اليد الواحدة، وكانت مفاجأة لها أن زوجها لم يبد أي اعتراض على هذا المشروع، بل شجعها غاية التشجيع، وقدم لها الدعم المادي والمعنوي؛ فمن ناحية سيضمن لطفله رعاية دائمة في حضن أمه، ومن ناحية أخرى -وهي الأهم- سيودع النكد اليومي من حرمه المصون!.
كوني مرنة
في البداية ظنت صديقتي أن هذا المشروع سيكون أبديا، وأنها لن تفكر في غيره، لكنها بالتدريج اكتشفت أن أطفالها يكبرون فغادروا الحضانة، والتحقوا بالمدارس ومشروعها ما زال ناجحا، وتوسعت واستعانت بعدة مدرسات وتفرغت للإدارة، مما أتاح لها وقتا للدراسة عبر الإنترنت، فحصلت على عدة دورات ودبلومات في التسويق الإلكتروني، وبدأت ممارسة عملها عن بعد من داخل الحضانة، واليوم تفكر في إغلاق الحضانة والتفرغ لعملها الجديد، وأن تفتح شركة للتسويق عن بعد، وتقدم تدريبا في هذا المجال للراغبين فيه.
ما أريد التأكيد عليه من هذه القصة أن طبيعة المراحل العمرية التي يمر بها أطفالك تلعب دورا فاعلا في اختيارك للعمل المنزلي الذي ستقررين احترافه، فما يناسبك حين يكون أطفالك في المراحل الابتدائية أو الإعدادية ربما لا يناسبك حين يكون لديك أطفال رضَّعًا حديثي الولادة.
وقد تجدين نفسك بعد مرور السنوات قد جمعت بين وظائف مختلفة، واكتسبت خبرات عديدة لا تتوفر للموظفة خارج البيت بدوام كامل، ففي مرحلة قد تكونين مدربة، وفي أخرى مترجمة، وفي ثالثة مصممة مواقع إنترنت، وفي رابعة صاحبة مشروع صغير وهكذا.
ما عليك سوى أن تضعي لنفسك خطة واضحة المعالم قبل أن تختاري نوعية العمل، وأن تحددي مهاراتك وخبراتك وما يمكنك أن تمارسي من أعمال، ثم تحددي طبيعة ظروف المرحلة التي يمر بها أطفالك، وما إن كانت تتناسب مع أي الوظائف التي حددت إياها.
اختاري ما يلائمك
ارسمي جدولا من ثلاثة أعمدة، يضم العمود الأول الوظائف التي يمكنك ممارستها عن بعد تبعا لمهاراتك وخبراتك، فعلى سبيل المثال أنت تحفظين القرآن الكريم، وتجيدين أحكام تلاوته، كما لديك مهارات في تدريس اللغة الإنجليزية، وفي نفس الوقت تترجمين جيدا إحدى اللغات الأجنبية، ولديك مهارات كمبيوتر وإنترنت كافية لكي تدربي جيرانك أو صديقاتك أو حتى الأطفال على استخدام الكمبيوتر، لكن لديك الآن طفلا في الثالثة من عمره، وآخر رضيعا؛ مما يعني أنك لن تستطيعي التحكم في أوقات نومهما، ومن ثم لا تضمنين هدوء المكان في أوقات محددة، والذي يتطلبه تحفيظ القرآن أو التدريس أو التدريب، فيكون الخيار الأفضل لك في هذه المرحلة الترجمة؛ لأنك ستختارين الوقت الذي تمارسين فيه عملك حين يهدأ الأطفال أو ينامون.
الوظيفة | متطلبات الوظيفة | مدى توفر المتطلبات |
تحفيظ القرآن للأطفال أو النساء | مكان هادئ في أوقات محددة | غير متوفر حاليا |
دروس خصوصية | مكان هادئ في أوقات محددة | غير متوفر حاليا |
تدريب كمبيوتر | مكان هادئ في أوقات محددة | غير متوفر حاليا |
ترجمة | هدوء في أي وقت | متوفر حاليا |
بالطبع هذا الجدول مجرد نموذج استرشادي، وفي كل مرحلة من مراحل أطفالك يمكنك تغيير أعمالك بما يتوافق مع ظروف كل مرحلة، فبعد دخول الأطفال المدرسة سيصبح لديك وقتا كافيا في الصباح لممارسة التدريب على مهارات الكمبيوتر أو تحفيظ القرآن الكريم، كما يمكنك أن تقومي بتدريس اللغة الإنجليزية لأطفالك وزملائهم في المدرسة في المساء، المهم أن تكوني مرنة في اختياراتك لتحققي النجاح.
طالع الحلقات السابقة
"بيتي مكتبي".. مفهوم جديد لعمل المرأة
للباحثات عن عمل: كوني رئيسة نفسك
موظف بالبيجامة ومكتب في المطبخ!
رابط النشر
http://www.onislam.net/arabic/adam-eve/women-voice/126913-2010-12-02-12-50-29.html