‏إظهار الرسائل ذات التسميات يوميات صحفية من منازلهم. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات يوميات صحفية من منازلهم. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 9 أبريل 2013

في بلاط صاحبة الضلالة!


أمل خيري
لم أكن أحلم يوما أن أكتب تحت هذا العنوان وأصف معشوقتي الأولى التي قضيت سنوات عمري بها، غير أن ما آل إليه الحال اليوم من إمعان في صناعة التضليل الإعلامي قد فاق كل التصورات والتوقعات، حتى بات صحفيون وإعلاميون يتحدثون كذبا ويتنفسون كذبا، وصدق فيهم قول جوزيف جوبلز وزير الدعاية السياسية النازية في عهد هتلر: (أعطني إعلاميين بلا ضمير أعطك شعبا بلا وعي).
جوزيف جوبلز الذي يعد إحدى الأساطير في مجال الحرب النفسية وأشهر من استخدموا الإعلام في الحرب ووظفوا الكذب الممنهج في تزييف وعي الشعب، وصاحب شعار "اكذب حتى يصدقك الناس"، كان يهدف لتحطيم خصومه والتسويق للنازية. صحيح أنه مات واندثرت نازيته، لكن مدرسته بقيت وترعرعت في العديد من الدول والمجتمعات، وللأسف انتشرت في مصر مبادئ هذه المدرسة منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير فلم يتورع البعض عن الكذب والاستمرار فيه والمبالغة فيه حتى أصبح دأبهم وديدنهم.
إن تضليل عقول البشر يعد على حد قول باولو فريري "أداة للقهر"، باعتباره يمثل إحدى الأدوات التي تسعى النخبة من خلالها إلى "تطويع الجماهير لأهدافها الخاصة" كما يقول الكاتب الأمريكي هربرت شيللر في كتابه "المتلاعبون بالعقول".
وقد يكون من المنطقي ومن المتعارف عليه أن التضليل الإعلامي وتزييف الوعي غالبا يصدر من قبل الحكومات إلا أن الجديد الذي ابتدعته المدرسة المصرية أن يصدر التضليل من المعارضة أو بالأدق من رموز النظام السابق التي تحولت إلى الصف المقابل ولبست ثوب المعارضة واستغلت معارضين حقيقيين لأغراضها الخبيثة، ووقع هؤلاء في براثنها بكل يسر وسهولة وتوحدت كل الجهود لإسقاط الدولة وإفشال الثورة. وبدلا من أن تقوم الحكومة بتزييف وعي الجماهير لشيطنة المعارضة، أصبحت المعارضة هي التي تقوم بهذا الدور لشيطنة الحكومات.
لم يتورع معارضون لنظام مبارك وثوار سابقون عن التحالف مع المنظومة الإعلامية الجديدة التي تنتمي لرجال أعمال يرتبطون بمبارك وحزبه الوطني ولجنة سياساته ارتباطا مباشرا ويملك بعضهم عشرات المحطات التليفزيونية إضافة إلى الجرائد والمواقع الإلكترونية الإخبارية، والثائر يعلم ذلك علم اليقين ومازال يسلم لهم نفسه، ويقبل أن يكون أداة طيعة بين أيديهم.
إعلاميون وصحفيون معلوم بوضوح ارتباطهم بالنظام السابق واستماتتهم في الدفاع عنه، ورأينا جميعا دورهم المخزي والمحرض على الثوار خلال أحداث الثورة (موثقة بالصوت والصورة) ومع ذلك يضع ثوار سابقون أيديهم في أيدي هؤلاء طالما التقت المصلحة ولو على حساب إفشال الثورة أو إعادة حكم العسكر أو حتى إعادة النظام السابق نفسه!
كثيرا ما كنت أسمع حديث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا وَعَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا"، لكني لم أكن أتصور كيف يتحرى الرجل الكذب؟ حتى رأيته عيانا بيانا في الصحافة المصرية وفي سائر وسائل الإعلام.
إنه الإعلام الأسود الذي قال عنه ألفريد براود المحلل الإعلامي في المؤسسة البريطانية، إنه نوع جديد من الإعلام ظهر بعد أحداث 11 سبتمبر وموقعة الخرطوم والتي قصد بها ما حدث عقب أحداث الشغب في مبارة مصر والجزائر في العاصمة السودانية، وكيف أدار إعلام كلا الدولتين كافة الوسائل الإعلامية للتحريض لإيجاد بديل ومتنفس عن حالة القمع التي تعيش فيها الدولتان، لو على حساب افتعال أزمة كروية.
وإذا كان أيجور بانارين عميد الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية قال يوما إن قناة بي بي سي تلعب دور حصان طروادة في تخريب الشرق الأوسط وإشعال فتيل الحروب الأهلية الدموية فيها، فإنه لم يخبر بعد قدرة صحف وقنوات مصرية على إشعال الحرائق والفتن في سائر أنحاء الجمهورية.
كيف يزيفون الحقائق؟
يمتهن هؤلاء التحريف والتضليل، ويشير التضليل Manipulation إلى التأثير في شخص أو مجموعة بطريقة تنطوي على التمويه والتلاعب والخديعة، ويتم ذلك بأساليب متنوعة يراد بها لي عنق الحقيقة وإخراجها عن مسارها الطبيعي.
ومن بين هذه الأساليب، ما كان يحترفه أهل الكتاب من اليهود والنصارى من تحريف كلام الله وهم يعلمون، ومن أمثلة قيام صاحبة الضلالة بهذا التحريف:
قيام صحيفة "المصري اليوم" بتزوير حوار المستشار طارق البشري بصحيفة الشروق حين أكد البشري للشروق أن نسبة 50% + 1 هي المقررة لتمرير الدستور، في حين نشرت "المصري اليوم" أن نسبة 50% + 1 تصلح لتعديل الدستور وليس تمريره، وهو عكس ما قاله تماما .
أو قيام جريدة "الدستور" بفبركة تصريحات لوزير العدل السابق عن الجمعية التأسيسية للدستور، وقيام جريدة "الوطن" بنشر صورة من تونس ونسبتها للسلفيين بالإسكندرية، أو نسبة تصريحات للدكتورة باكينام الشرقاوي من خلال حساب مزيف على مواقع التواصل الاجتماعي، وغير ذلك آلاف الأكاذيب في أسابيع قليلة، وليس أدل على ذلك من اعتراف واعتذار صحفيي الدستور للرأي العام عن فبركة الأخبار.

وهناك طبعا وسائل أخرى؛ كنسبة الخبر (المكذوب غالبا) لمصادر مطلعة أو مصادر سيادية أو مصدر مقرب رفض البوح باسمه... فيمكنك أن تكذب كما تشاء بهذا المخرج الخبيث. وهناك التنبؤ السياسي وشغل العرافين كنشر أخبار بحرق المجمع العلمي أو اقتحام وزارة الداخلية... قبل أن تحدث بساعات قد تصل إلى 24 ساعة! ناهيك عن التحريض المباشر على العنف والدعوة لاقتحام الجهات الحكومية والاعتصام أمامها ومباركة دعوات العصيان المدني بل وتبنيها والحض عليها، والدعوة لقطع الطرق وإيقاف حركة القطارات والمترو ومنع الحركة المرورية في أكبر ميادين العاصمة ومنع الموظفين من دخول مكاتبهم وتعطيل مصالح المواطنين، وكلها لم ندرس أو نعلم أنها من مهمات المراسلين أو الصحفيين أو الإعلاميين.

ثم هناك الكذب والتشويه المتعمد لشخصيات وجهات، وتلفيق أخبار كاذبة، أو قلب الصور والحقائق فيصير البلطجي ثوريا والمعتدي بطلا والمعتدَى عليه إرهابيا، وحاملو المولوتوف ثوارا أحرارا. أما السخرية فهي من الأساليب المستحدثة لتضليل الرأي العام وتزييف الوعي، فتحت ذريعة الضحك والفرفشة اكذب كما تشاء ودس السم في العسل، واجتزأ الكلمات وأخرجها من سياقها، وتتبع الزلات وقص والصق! وقم بتشويه الشخصيات المحترمة والدعاة بل وازدرِ الأديان كما تريد، فأنت في بلد حرية الرأي والتعبير!

وهناك حرب الشائعات التي باتت تصاحب فترات معينة كالانتخابات والاستفتاءات، فتجد شائعات مثل: ظهور جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، منتقبة تقص شعر المسيحيات في المترو، ملتحون يضربون السياح على الشواطئ، سلفيون يهدمون الأضرحة، ويقطعون أذن قبطي ويقيمون الحد على طالب....

وهناك اختلاق وقائع لا أصل لها لكن تنتشر كما لو كانت حقائق، ولا مانع من مصاحبتها بمستندات أو وثائق مفبركة والفوتوشوب يقوم بعمله خير قيام، ما بين بيع قناة السويس وتأجير الأهرامات وبيع ماسبيرو، ورهن النيل، وزواج ذات التسع سنين، وتعيين البلتاجي رئيسا للمخابرات!.... 

ومن وسائل التضليل أيضا التعتيم على الأخبار التي تبعث على التفاؤل كتعمد إغفال ذكر معلومات حقيقية يمكن أن تنسب كانجازات للرئيس أو للحكومة من مثل: إلغاء الجمارك على البذور والتقاوي والأعلاف مما سيعمل على تخفيض أسعار الخضروات والفاكهة واللحوم الحمراء والبيضاء، أو 25  مصنعا إيطالياً تنقل استثماراتها إلى مصر وتقيم 2000 مصنعاً جديداً، أو أنه تم الاتفاق على إنشاء أول مدينة صناعية عربية على أرض مصر فى مدينة العاشر من رمضان، بدأت مرحلتها الأولى بإنشاء 50 مصنعًا سوريًا، باستثمارات 7 مليارات جنيه، وتستوعب أكثر من 50 ألف فرصة عمل، أو بدء التأمين الصحي لـ5 ملايين امرأة معيلة، أو نجاح تجربة تصنيع مانع لحوادث المزلقانات بقيمة تقل عن مثيلها الأجنبى بـ 70%، أو أن العراق يوقع مشاريع بـ 600 مليون جنيه تنفذها شركة بتروجيت، ويمد مصر بـ 4 ملايين برميل بترول شهريا لتكريرها في مصر، أو أن تركيا تقوم بالاتفاق علي إنشاء مصنع لتصنيع 30 ألف طن قطن مصري طويل التيلة بدلا من تصديره خاماً..... وغير ذلك من المبشرات التي لا تنقلها الصحف المصرية لتظل الدنيا سوداء في عيون المواطنين.
ثم يرددون أنهم في عصر الكبت وانتقاص الحريات وقصف الأقلام والتضييق على الرأي، لكن إليك الحقيقة المرة التي يعرفها خبراء الإعلام، أن التضليل الجماهيري لا يوجد إلا إذا أصبحت لدى الجماهير إرادة اجتماعية وحرية، وأنه لا حاجة للتضليل في وجود اضطهاد أو مضطهدين، فلماذا يلجأون للتضليل إذا كان هناك تضييق واضطهاد؟ ولماذا يزيفون الحقائق ويروجون الإشاعات إذا كان هناك وقائع حقيقية يمكن أن تثبت كلامهم؟
إن أي مجتمع ينتشر فيه التضليل الإعلامي هو مجتمع منقسم بين فئة نخبوية قليلة جدا تسعى للسيطرة عبر آليات التضليل وفئة أخرى من جماهير الشعب التي تعلم علم اليقين أن هؤلاء يكذبون لكن مازال لدى بعضهم القابلية للتصديق فهم من نوع المتلقي السلبي الذي يشتري الجريدة فيقرأ أخبارها الكاذبة ثم يطيح بها بمد ذراعه قائلا باستنكار "كاذبون"، "أخبار كلها كذب في كذب"، ثم يعود في اليوم التالي ليشتريها مرة أخرى. أو يشاهد الفضائيات ويستمع لفلانة التي بكت على مبارك أو فلان الذي سب الثوار ثم يلبسون اليوم ثوب الثورية فيقول كاذبون، فلول، ثم يعود لمشاهدتهم في اليوم التالي.
يجد شائعات على الفيس بوك وتويتر وهو يعلم أنها ربما تكون شائعات فيسهم في نشرها ثم يتبين كذبها فتأتي شائعات أخرى من نفس المصادر فلا يكلف نفسه عناء التأكد من صحتها، ولا يحدث نفسه أن كل ما نشره مسبقا ظهر كذبه بل يعود للتصديق مرة أخرى، كل هذا يحدث في بلاط صاحبة الضلالة.
قديما قالوا هناك شعوب لديها قابلية للاستعمار، واليوم هناك شعوب لديها قابلية للاستحمار!!

الثلاثاء، 2 أبريل 2013

على هامش افتتاح مُؤتمر إطلاق "مُبادرة دعم حقوق وحريات المرأة المصرية"




دعوة لتفعيل دور المرأة الاقتصادي والتنموي بطرق مبتكرة

كتبت: أمل خيري
جريدة الشعب
عدد الثلاثاء
 

  •     يسهم الرجال في النشاط الاقتصادي في مصر بثلاثة أضعاف مساهمة النساء.
  •     يبلغ معدل البطالة بين الذكور 4,9% مقابل 22,6% بين الإناث.
  •     يعمل ما يزيد عن 100 مليون شخص في العالم عن بُعد و80% منهم نساء.
  •    تعرض 30% من الشركات الأمريكية و33% من الشركات الأوربية فرص عمل من المنزل.

تشير بعض الدراسات إلى أن العقد القادم سيكون عقد المرأة، وأن النساء سيغيرن معالم الاقتصاد العالمي في أقل من عشر سنوات؛ فقد نشرت شركة "بوز آند كومباني" Booz and Company دراسة تفيد أنه في غضون عشر سنوات ستدخل مليار إمرأة سوق العمل، مما سيكون له تأثير كبير على الاقتصاد العالمي، يوازي تأثير سكان الهند والصين البالغ أكثر من مليار شخص.
من هنا يقدم افتتاح الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية، مُؤتمرَ إطلاق "مُبادرة دعم حقوق وحريات المرأة المصرية" دفعة في طريق نهوض المرأة المصرية، والمؤتمر تُنظمه مُؤسسة الرئاسة بالتعاون مع المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، في الفترة من 24 مارس إلى أوائل يوليو 2013، وذلك بمُشاركة العديد من المُؤسسات الحكومية ومُنظمات المُجتمع المدني المعنية بتحسين وضعية المرأة في مصر.
وسيتم تفعيل المبادرة من خلال عقد سلسلة من وِرَش العمل لمُناقشة الأبعاد المُختلفة لقضايا المرأة، خاصةً في ما يتعلق بظاهرة التحرش الجسدي، وتمكينها في الحياة السياسية، والدفاع عن حرياتها، وحقوقها الاقتصادية والاجتماعية، ودورها في الإعلام. كما سيتم إجراء دراسة ميدانية للتعرف علي طموحات وأولويات وإحتياجات المرأة المصرية من خلال إستطلاع رأي علمي يغطي عينة ممثلة واسعة.
وسوف يتم عقد مؤتمر دولي ختامي يتم فيه عرض مجمل نتائج فعاليات المبادرة٬ من أجل النظر ومراجعة التوصايات النهائية التي ترسم ملامح خطة العمل المستقبلية لدعم دور المرأة المصرية من خلال إقتراح الحزمة من السياسات والتشريعات تعبر عن مطالب وطموحات النساء والفتيات في مصر.
مما يدعونا للتساؤل حول وضع المرأة المصرية الحالي في الاقتصاد والتنمية، والذي تشير كثير من التقديرات إلى احتلاله درجات دنيا يجعل المرأة المصرية بعيدة تماما عما يحدث من تطورات على الساحة العالمية، ويؤكد على الحاجة لمزيد من الإجراءات الفعالة التي تغير من هذه المؤشرات المتدنية.
الفجوة بين الجنسين
يتحدث خبراء الاقتصاد عن زيادة حدة الفجوة بين الجنسين في المجال الاقتصادي في أي دولة باعتباره مؤشرا على تأخر هذه الدولة، ويقاس بمدى المشاركة الاقتصادية للمرأة والفرص التي تحصل عليها، وذلك بمقارنة نسب مشاركتها في قوة العمل، وتباين الأجر الذي تحصل عليه عما يحصل عليه الرجل، ونوعية الأعمال التي تشارك فيها.
وبصفة عامة  تبلغ الفجوة بين الجنسين في مجال الاقتصاد العالمي 60% وذلك بحسب آخر المؤشرات لعام 2012 الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي، ويؤكد المؤشر أن هناك تحسنا في الوضع الاقتصادي للسيدات في ثلث الدول التي شملها الاستطلاع وهي 135 دولة. وتشير البيانات إلى وجود علاقات متبادلة قوية بين الدول الأكثر نجاحًا في سد الفجوة بين الجنسين وبين الدول الأكثر قدرة على المنافسة اقتصاديًا.
وتحتل مصر المركز 126 بين هذه الدول في الفجوة بين الجنسين بصفة عامة وفي المركز 124 بالنسبة للفجوة الاقتصادية؛ فمن حيث قوة العمل، تبلغ الإناث 6 مليون مقابل 20 مليون للذكور، ويبلغ عدد المشتغلين من الذكور 19 مليون مقابل 4,6 مليون من الإناث، ويعمل معظم النساء في قطاع الزراعة والتعليم والخدمة العامة والصحة.
ويبلغ معدل المساهمة في النشاط الاقتصادي بين الذكور 73,9% مقابل 22,3% للإناث، أي ما يمثل ثلاثة أضعاف، في حين يصل معدل البطالة بين الذكور 4,9%، مقابل 22,6% بين الإناث، مما يعكس اتساع الفجوة بين الجنسين اقتصاديا، في الوقت الذي ضاقت فيه هذه الفجوة في التعليم؛ حيث تبلغ نسبة الإناث اللاتي يجدن القراءة والكتابة 77% بالنسبة إلى الذكور، وتبلغ نسبة الإناث اللاتي يلتحق بالتعليم 96% بالنسبة للذكور، وهي نسبة مرتفعة إلى حد ما، مما يلقي بالضوء على مدى التمييز الذي تتعرض له المرأة بعد انتهائها من التحصيل التعليمي، لتبدأ الفجوة في الظهور.
إلا أن ارتفاع نسبة البطالة بين النساء في الحضر لتصل إلى 25,3% عن الريف (16,8%)، يعد مؤشرا خطيرا على استبعاد المرأة من العمل في ظل الخصخصة والاتجاه نحو اقتصاديات السوق، نظرا لإقبال القطاع الخاص في الغالب على تشغيل الرجال أكثر من النساء، بسبب الخشية من ارتفاع نسب تغيب النساء عن العمل وحصولهن على أجازات متتالية بسبب واجباتهن العائلية.
وقد أفادت دراسة بعنوان "التكلفة الاقتصادية والاجتماعية للتمييز ضد المرأة فى التعليم وسوق العمل" أن التمييز ضد المرأة يكلف مصر وحدها ما يزيد عن ‏70‏ مليار جنيه مصري‏،‏ أي ‏11,6‏ مليار دولار سنويا على الأقل‏ نتيجة لانخفاض نسب ومستوى تعليم النساء وانخفاض إسهامهن في قوة العمل.
 إلا أن المفارقة الأكبر أنه فيما يبدو أن المرأة نفسها لا تريد لنفسها دورا اقتصاديا وأنها راضية بما هو عليه الحال، فوفق تقرير أولي حول تطلعات المرأة المصرية بعد ثورة 25 يناير طبعته هيئة الأمم المتحدة وقام به المركز المصري لبحوث الرأي العام في أول دراسة مسحية متخصصة على 3002 سيدة خلال شهر سبتمبر 2012 تبين الآتي: 22%  فقط من النساء تتطلع للالتحاق بعمل أو الترقي في عملها، وذكرت 81%  من العينة أن الأسرة والأولاد لهم أولوية في حياة المرأة على عملها، وأنه كلما كانت المناصب ذات طابع تنفيذي وفردي وسيادي على غرار منصب رئيس الجمهورية ونائب الرئيس ورئيس وزراء انخفضت تطلعاتها، كما انخفضت ثقتها في قدرتها على تولي هذه المناصب.
العمل عن بعد يوفر فرص للمرأة
ربما تشير هذه النتائج إلى ضرورة التوجه نحو نهج جديد للتمكين الاقتصادي للمرأة، بحيث يوجب على الدولة استحداث وظائف مبتكرة تسهم فيها المرأة في التنمية دون تقصير نحو واجباتها الأسرية، على سبيل المثال تشجيع القطاع الخاص على توظيف المرأة بأنظمة مرنة كالعمل عن بعد، والعمل من المنزل، مما يتيح لها المشاركة الفاعلة مع الرعاية الأسرية، خاصة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كالبرمجة وتصميم المواقع وغيرها، مما يسهم في تشغيل المرأة من جهة، ودفع مصر للريادة في مجال تكنولوجيا المعلومات من جهة أخرى، وهي صناعة واعدة تنمو بمعدل 10% سنويا، كما تسهم في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 4,14%، ووفق تقرير تكنولوجيا المعلومات العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2012، والذي يحتوي على تقييم لدول العالم من خلال مؤشر الاستعداد الشبكي (NRI)، جاءت مصر في  المركز 79 بين 142 دولة شملها التقرير، كما أسهمت الإنترنت في الاقتصاد المصري بنحو 15,6 مليار جنيها عام 2011، وكل ذلك يعد دافعا للتوجه نحو تفعيل هذا القطاع وتفعيل دور المرأة عن بعد فيه.
وتشير تقارير مكتب الإحصاء الأمريكي إلى أنه بحلول عام 1992 بلغ عدد النساء العاملات من خلال المنزل 10 ملايين امرأة، ويشير المركز القومي لتحليل السياسات في الولايات المتحدة إلى أن حوالي 17 مليون امرأة تعمل من المنزل حتى عام 2008.
ووفق تقرير وكالة الاحصاءات الوطنية في المملكة المتحدة فإن 3,1 ملايين شخص يعملون من المنزل في عام 2005، يستخدم منهم 2,4 مليون شخص الكمبيوتر والهاتف كوسائط للعمل، وأن 10% من القوة العاملة الأمريكية يعملون من المنزل ولو بعض الأيام في الأسبوع. وتعرض 30% من الشركات الأمريكية و33% من الشركات الأوربية فرص عمل من المنزل.
وذكر تقرير لشبكة العمالة النسائية غير النظامية (WIEGO) أنه على الرغم من عدم وجود إحصاءات دقيقة عن عدد العاملين عن بعد فإن المؤشرات تدل على أن هناك ما يزيد عن 100 مليون شخص في العالم يعملون من منازلهم، تشكل النساء منهم حوالي 80%، وأن أكثر من نصف هذا العدد في جنوب آسيا. فهل تتبنى المبادرة تفعيل عمل المرأة عن بعد؟.

الأربعاء، 5 أكتوبر 2011

يوميات صحفية من منازلهم ..الحلقة السابعة


في العمل عن بعد تجنبي الاستنساخ
أمل خيري

أحيانا ما تواجه العاملات عن بعد بعض الإحباطات أو شعورا بعدم الانجاز أو الفشل، ويعود ذلك بالتأكيد لأسباب كثيرة لكن هناك آفتان رئيسيتان لا يمكن تجاهلهما وهما المقارنة والتقليد.

فالمقارنة بالآخرين الذين حققوا نجاحا قد يجعلك تصابي باليأس والإحباط، ومحاولة محاكاة تجارب الغير عن طريق استنساخها كما هي كذلك قد توقعك في الفشل الذي يولد مزيد من الإحباط واليأس.

لا تظلمي نفسك بمقارنتها بالآخرين، لا تقولي زميلتي تدير مشروعا منزليا بطريقة أكفأ مني، أو زميلتي الأخرى تنجز أعمالا من المنزل أضعاف ما أنجزه أنا، وذلك لعدة أسباب. أولها أن كل إنسان له ظروفه ومشكلاته وتحدياته التي يواجهها.

اعملي لتعيشي


وصلتني عدة رسائل من زميلات تركن العمل الوظيفي وبدأن العمل من المنزل، والآن يشعرن بالتوتر، لأن الوقت يضيع بسبب الأولاد، فلا يستطعن انجاز نصف أو ربع ما كن ينجزنه أثناء الوظيفة، لأن طلبات الأولاد لا تنتهي، خاصة الصغار منهم، بينما كن فيما سبق يذهبن بأطفالهن للحضانة أثناء فترة العمل.

لهؤلاء الزميلات أقول كما يروى في الأثر "كل لتعيش ولا تعش لكي تأكل"، يمكننا القول "اعمل لتعيش لا تعش لكي تعمل"، فلا تجعلي العمل يطغى على مهامك الأخرى، خاصة أطفالك الذين قررت ترك العمل من أجلهم، أو على استمتاعك بالحياة فالعمل مجرد وسيلة لا غاية في حد ذاته، فلا تتركيه يسبب لك الشعور بالضغط أو التوتر.

وكما قررت ذات يوم أن تتركي الوظيفة لتسببها في ضغوط نفسية عليك، قد تجدين نفسك تقررين ترك العمل من المنزل لفترة ما إن كانت تسبب لك ضغوطا مماثلة. على أن تعودي وتتابعي العمل مرة أخرى. كل ما في الأمر أن فرصتك في الحصول على إجازة راحة من العمل عبر المنزل أفضل من الوظيفة بدوام كامل لأنك كما اتفقنا من قبل رئيسة نفسك.

لا تتوقعي أن تعملي بنفس طاقتك وأنت لديك طفل حديث الولادة، أو أن يكون معدل انجازك وأطفالك صغار مثل أم أخرى اجتاز أبناؤها مرحلة الطفولة المبكرة، ودخلوا في طور المراهقة والاعتماد على النفس. ظروف أخرى قد تجعل معدل انجازك أقل سواء لمعاناتك من مشكلات صحية مزمنة أو كثرة عدد الأبناء، أو كون أحدهم يعاني من مشكلات خاصة، أو كونك ترعي أحد والديك في البيت، أو ربما حتى مدى تقبل زوجك لفكرة عملك ومقدار تشجيعه لك أو إعاقتك.

فيجب أن تتوقفي عن لوم نفسك ومقارنتها بالآخرين فلكل ظروفه التي لا يتشابه فيها مع غيره، والمقارنة في حد ذاتها قد تفسد العمل وقد تجعلك تشعرين بالفشل رغم أنك تحققين نجاحا معقولا مقارنة بظروفك فربما تقررين حينها عدم المواصلة مع أنك لو انتظرت قليلا حتى تتغير الظروف لتحسنت أحوالك كثيرا.

كوني نفسك!

هناك سبب آخر يجعلك تبتعدين عن مقارنة نفسك بالآخرين لأنه مضيعة للوقت والجهد والتفكير فيما لا طائل منه، فكل شخص منا يتفرد في إمكاناته ومواهبه وقدراته. وهذه القدرات والمواهب لا تظهر فجأة، وإنما يفتش كل منا في نفسه عن مواهبه التي نشأ معها وينقب عن معارفه ومهاراته وقدراته، والتي قد تكون في تصميم مواقع الانترنت أو التسويق الالكتروني أو الترجمة أو الكتابة، أو مشروعات منزلية صغيرة.

وأريد التأكيد على ذلك لأن هناك المئات من الرسائل وصلتني من فتيات وسيدات لا علاقة لهن سابقة بالعمل الصحفي أو الكتابة، وبمجرد متابعتهن لهذه اليوميات اعتقدن أن مهنة الكتابة هي الوحيدة التي يمكن ممارستها عن بعد، وأن الأمر لا يستحق سوى تعريفهن ببعض المؤسسات الصحفية فيصبحن هكذا وبدون مقدمات صحفيات عن بعد أو كاتبات ومحررات في المواقع الالكترونية.

وذلك طبعا دون اعتبار لمدى توافر الموهبة اللازمة أو الخبرات والدراسات الضرورية للعمل الصحفي، بل هناك من لم تمسك قلما في حياتها بل ولا تستطيع صياغة جملة واحدة وتريد أن تصبح صحفية عن بعد!. ولو نظر كل شخص في نفسه لوجد طاقات ومواهب وقدرات كامنة ما عليه سوى أن ينقب عنها ويصقلها بالمعرفة والتدريب والخبرة، فكوني نفسك ولا تقلدي غيرك الذي قد يختلف عنك في خبراته وقدراته.

لا تقولي لماذا نجحت غيري في مشروعها المنزلي ولم أوفق أنا في تنفيذ نفس المشروع، فربما تكوني اخترت المشروع الخطأ أو الوقت غير المناسب أو لم تحسني استثمار مهاراتك وربما لم تقومي بعمل دراسة جدوى مستفيضة قبل شروعك في التنفيذ. نفس الأمر ينطبق على نجاحات الآخرين في مجالات مختلفة في العمل عن بعد.

ابتكري ولا تحاكي

إحدى صديقاتي علمت نفسها بنفسها مبادئ صيانة الكمبيوتر وبدأت تجاربها في إصلاح أجهزة بعض الأقارب والجيران والأصدقاء وبعد مرور عدة سنوات عانت فيها بالطبع من كثير من المشكلات، من بينها عدم أخذ الكثيرين لعملها مأخذ الجد وتهكمهم عليها. ولكنها بإصرارها نجحت اليوم في إنشاء شركة صغيرة تديرها من المنزل لصيانة أجهزة الكمبيوتر، وتراجع من كانوا يسخرون منها عن مواقفهم وهناك من تريد أن تكرر تجربتها بحذافيرها بالنظر إلى ما انتهت إليه من نجاح دون النظر إلى البدايات فأحيانا تصقل المتاعب والمشكلات المواهب وتخرج الطاقات الكامنة.

ابتعدي عن استنساخ تجارب الآخرين دون النظر للظروف والإمكانات والقدرات والمهارات، وليس معنى نجاح إحداهن في عمل ما أنه يصلح للتكرار بالنسبة للجميع.

وقد تتوصلين أنت لابتكار وظيفة جديدة عن بعد لم يتوصل لها أحد من قبل وتحققين من النجاح ما لم يحققه غيرك، فتوقفي عن المحاكاة والتقليد العشوائي وبالتأكيد سيوفقك الله لما يناسبك، وتذكري أن مقياس نجاحك في العمل من المنزل أو عن بعد يختلف عن مقاييس نجاحك الوظيفي، وهو ما سنتناوله في حديث آخر.

السبت، 8 يناير 2011

تعلمي فن هندسة الوقت في عشرين خطوة

أمل خيري

يوميات صحفية من منازلهم (6)

من أكثر الصعاب التي واجهتها، وتشاركني فيها الكثيرات من العاملات عن بعد مسألة تنظيم الوقت. ففي الوظيفة خارج المنزل هناك دائما وقت محدد للعمل يبدأ وينتهي في موعد محدد، ولدى العودة للمنزل تنقطع الصلة بالوظيفة لتبدأ مهام المنزل والأسرة.

أما في العمل عن بعد فالأمر يختلف تماما، فلا توجد حدود فاصلة بين وقت العمل والمهام المنزلية أو الأسرية، حيث مكان العمل هو نفسه المنزل الذي لا يخلو من مهام تحتاج المتابعة والتنفيذ.

أوقات مهدرة

صارحتني عدة زميلات أن عملهن من خلال المنزل سبب لهن الكثير من الفوضى وعدم القدرة على تنظيم الوقت، وأنهن كن ينجزن أثناء العمل خارج المنزل بدوام كامل أضعاف ما أصبحن ينجزن الآن في العمل عن بعد.

وأنا أتفق معهن تماما في ذلك، فكيف يمكن مقارنة قضاء ثماني ساعات يوميا في الوظيفة للعمل فقط، بقضاء يوم كامل في البيت حيث تختلط المهام وتتعدد المسئوليات. إضافة إلى أن كل من حولك يعلمون أنك موظفة فلا يتصلون بك أو يقومون بزيارتك أثناء دوام العمل، وهذا ما لا يتوفر في العمل من المنزل.

ولكن ما أحب التأكيد عليه أنك لا يمكن أن تحصلي على كافة المزايا في نفس الوقت فلابد من وجود بعض التضحيات، وما لا يدرك كله لا يترك كله. ويمكن التغلب على بعض الصعوبات بتنظيم الوقت وتعلم كيفية تعظيم الاستفادة منه وحسن استغلاله.

قد تجدين نفسك مكبلة بالكثير من المهام سواء تنظيف البيت أو إعداد الطعام، أو التسوق، أو توصيل الأبناء للمدارس، ومساعدتهم في المذاكرة وأداء الواجبات المدرسية، وكل هذه المهام لا يكفي الوقت لتلبيتها في الظروف العادية، فما بالك لو كنت كذلك تديرين مشروعا منزليا أو تمارسين وظيفة عن بعد، أو تشاركين في عمل تطوعي.

في الوقت نفسه بمجرد أن تبدئين في العمل عن بعد خاصة إذا كان عبر الانترنت، فإن الوقت يفلت منك وربما تجدين أنك قضيتي عدة ساعات، فقط لتفقد البريد الالكتروني والرد على المراسلات، أو في تصفح مواقع الانترنت ومتابعة الأخبار، أو في مواقع الشبكات الاجتماعية كالفيس بوك وتويتر. وهو الأمر الذي لم يكن مسموحا لك به في الوظيفة بدوام كامل.

لا تشعري بالذنب

وأول حقيقتين ينبغي لك أن تؤمني بهما، أن هناك الكثيرات يقضين خارج البيت أكثر من ثمان ساعات يوميا في الوظيفة، دون شعور بالذنب أو التقصير في مسئولياتهن المنزلية والأسرية، وحين عودتهن ينجحن في القيام بهذه المسئوليات في وقت قصير، أنت نفسك ربما كنت واحدة من هؤلاء يوما ما.. فلا داعي لأن تلقي على نفسك اللوم لو انشغلت قليلا عن مهامك المنزلية لصالح وظيفتك التي تقومين بها عن بعد.

أما الحقيقة الثانية، فتتمثل في أن الوقت المتاح لك لممارسة كافة مهامك الوظيفية والأسرية والمنزلية أكثر من الوقت المتاح للموظفات خارج المنزل، إذا استبعدنا الوقت الذي كنت ستقضينه في الاستعداد للخروج يوميا من كي للملابس وتلميع الأحذية، وتحضير حقيبة طفلك لتركه في الحضانة أو لدى أحد أقربائك، إضافة للوقت الذي تستغرقينه في المواصلات ذهابا وإيابا، كل ذلك يجعل الوقت في صالحك.

ولكي تستفيدين من هاتين الحقيقتين، كل ما عليك تنظيم وقتك حتى لا تشعرين به يتفلت من بين أصابعك، وتصابي بشعور من عدم الانجاز والفوضى ومن ثم الإحباط. وهناك العديد من الخطوات البسيطة التي يمكن القيام بها لإدارة الوقت وحسن الاستفادة منه، وعمل توازن بين مهامك الوظيفية ومسئولياتك المنزلية والأسرية.

هندسي وقتك في 20 خطوة

1. قسمي وقتك المتاح بين مهامك الوظيفية والمنزلية، فاجعلي لعملك عدد معين من الساعات لا تزيدين عليها، وكذلك لمسئولياتك المنزلية عدد معين من الساعات.

2. حددي مهامك الوظيفية بدقة واكتبيها في ورقة وضعي أمام كل مهمة الوقت التقريبي الذي تحتاجه، والأمر نفسه في مهامك المنزلية.

3. رتبي قائمة المهام حسب الأهمية، فضعي الأعمال ذات الأولوية في الصدارة، ثم الأعمال ذات الأهمية المتوسطة، وأخيرا المهام التي تقف في آخر سلم الأولويات.

4. أعدي جدولا بقوائم الأعمال، ويمكنك تنفيذه بواسطة برنامج الإكسل، فتجعلي ورقة عمل للمسئوليات الوظيفية، وورقة أخرى للمسئوليات المنزلية. وكل ورقة تضم المهام بعد ترتيبها، والوقت المطلوب، ثم حددي أنسب المواعيد لتنفيذ كل مهمة.

5. يمكنك أن تستعيني بهاتفك المحمول لعمل تنبيه عندما يحين وقت انتهاء المهمة حتى لا تأخذ من وقت المهمة التالية.

6. قومي بتجميع كل المهام التي تتطلب الخروج من المنزل في يوم واحد أو يومين بدلا من توزيعها على مدار الأسبوع، باستثناء مثلا توصيل الأولاد للمدارس.

7. حددي قائمة مشتروات أسبوعية وأخرى شهرية بدلا من الاضطرار للقيام بالمشتريات يوميا فتهدري الكثير من الوقت.

8. يمكنك استغلال الأوقات البينية، فأثناء قيامك بالأعمال المنزلية يمكنك سماع القرآن الكريم أو ترديد الأذكار أو تلاوة وردك القرآني، وأثناء تصفحك البريد الالكتروني يمكنك إطعام طفلك أو مشاركته اللعب.

9. قسمي الأعمال المنزلية لمهام أسبوعية وأخرى يومية، فلا داعي للتنظيف الكامل للبيت كل يوم، يكفي يوما واحدا في الأسبوع للمهام الكبرى، وباقي المهام البسيطة وزعيها على مدار الأسبوع.

10. قومي بتحضير أطعمة جاهزة ونصف مطهية ووضعها في الفريزر لتوفري في الوقت اليومي اللازم لإعداد الطعام، أو يمكنك شراءها بالجملة شهريا.

11. قومي بالاستعانة بمقدمي الخدمات التي يمكن أن توفر لك الوقت، كشراء أطعمة من معارض منتجات ربات البيوت أو أمهات الأيتام المنتشرة في كثير من الأحياء، فتستفيدين وتفيدين.

12. اختاري الأطعمة السهلة السريعة التي لا تتطلب وقتا كبيرا في إعدادها وتفنني في طرق التقديم، ودعي الوصفات الصعبة يوما واحدا في الأسبوع، ويمكنك مشاركة الأولاد في إعدادها حسب أعمارهم.

السوبر وومان!

13. لا تجعلي من نفسك السوبر وومان، وزعي المهام المنزلية على جميع أفراد الأسرة، فكل من الأطفال يقوم بمهام تناسب عمره، فلا ينبغي عليك الانفراد بترتيب كل الغرف وطي الملابس وكنس الأرضيات، بل كل يقوم بترتيب غرفته على قدر استطاعته، وتنظيف الأرضية وطي الملابس وكيها، وترتيب اللعب، كما يمكنهم المشاركة في المشتروات الخارجية.

14. تابعي أولادك في المذاكرة ولا تذاكري لهم، حتى يعتادوا تحمل المسئولية. فيمكنك ممارسة مهامك الوظيفية وأنت معهم تتابعين مذاكرتهم، وتكونين حاضرة للرد على أي سؤال أو صعوبات دراسية.

15. ابتعدي عن مضيعات الوقت كمتابعة المسلسلات والأفلام، أو الثرثرة عبر الهاتف، ومن الأفضل تحديد يوم أو وقت معين للزيارات والمكالمات التليفونية، وأوجزي فيها قدر المستطاع.

16. حددي يوما في الأسبوع للزيارات العائلية والنزهات الأسرية، فالنواحي الاجتماعية هامة والترفيه مطلوب لتجديد نشاطك وحيويتك.

17. حاولي - قدر المستطاع- النوم مبكرا والاستيقاظ مبكرا، فالبركة في البكور، وساعات الصباح المنعشة تبعث الحيوية في الجسم والنفس، ويتم فيها انجاز الكثير من العمل. وأقول قدر المستطاع لأنك في بعض الفترات قد يصعب عليك النوم مبكرا لوجود أطفال حديثي الولادة فلا داعي لليأس والإحباط، فعما قريب سيكبرون وتنتظم مواعيد نومهم.

18. اجعلي لنفسك وقتا تمارسين فيه نوع من التمرينات الرياضية البسيطة أو ممارسة هواية مفيدة لتفريغ شحناتك النفسية، وتجديد طاقتك.

19. لا تتركي الوقت يمضي على وتيرة واحدة، يمكنك تغيير مواعيد كل مهمة أسبوعيا، حتى لا تصابي بالملل.

20. حاولي الاستفادة من كل الوسائل التي توفر لك الوقت، وابحثي عن الجديد في هذا المجال، ولا تكوني كالحطاب الذي كان يقطع الأشجار بفأسه القديمة ببطء، وعندما مر به أحد أصدقاءه سأله: لم لا تسن فأسك؟، فأجابه: "إنني مشغول للغاية؛ فعلي قطع المزيد من الأشجار وليس عندي وقت لسن الفأس!"، والمسكين لا يدري أنه بإضاعة القليل من الوقت قد يوفر المزيد منه.

وللحديث بقية...

الاثنين، 20 ديسمبر 2010

موظفات فوق العادة


يوميات صحفية من منازلهم
الحلقة 5

أمل خيري

منذ بداية كتابة هذه اليوميات، توالت عليّ الكثير من الرسائل والمطالبات الملحة لحلول عملية، ونماذج واقعية لأعمال يمكن أن تمارس عن طريق المنزل، ووفق مفهوم العمل عن بعد.

ومع تقديري لهذه الحماسة التي أظهرتها الكثيرات من الراغبات في العمل من المنزل، إلا أنني لا أدعي امتلاك الحل السحري للجميع، فما يصلح لي ربما لا يصلح لغيري، وما يمكن لغيري القيام به قد أعجز عنه، ومع ذلك هناك الكثير من المجالات المفتوحة على مصراعيها للعمل عن بعد، وما على كل راغبة في العمل سوى انتقاء ما يناسبها، ويلائم ظروفها وإمكاناتها، ويوظف مهاراتها وخبراتها.

ولكي يكون الكلام واقعا ملموسا سأبدأ من تجربتي المتواضعة التي تعددت فيها مجالات العمل عبر سنوات حتى اخترت أحد المجالات وركزت فيه جهدي في الفترة الأخيرة.

فبدايتي كانت أثناء دراستي الجامعية، واستمرت بعد تخرجي، من خلال العمل كصحفية تحت التمرين في عدد من الصحف والمجلات العربية والإسلامية؛ كنت أجري الحوارات والتحقيقات، وأكتب تقارير وأرسلها عبر البريد، أو أسلمها لمقر الجريدة أو أحد الوسطاء، وكنت أحاول فيها دائما اختيار مجالات الكتابة التي لا تحتاج للانتقال الفوري لموقع الحدث، أو التي تتطلب تحركات كثيرة، ومعظمها كان يتم بالتليفون، أو بالمقابلات المرتبة أو غير المرتبة.

فأحيانا يفرض الحدث نفسه أثناء ركوب القطار، أو السير في الطريق، أو زيارة بعض الأصدقاء، أو الأقارب، أو حتى بين الجيران، لأبدأ في إجراء تحقيق أو كتابة تقرير عن ظاهرة ما أو حدث معين.

بالتأكيد ابتعدت عن الأخبار والتغطيات السياسية، وكان توجهي نحو الأبواب الاجتماعية التي ترصد الظواهر والمشكلات بعيدة المدى، والمتغلغلة في المجتمع، وليست الأحداث الطارئة أو المفتعلة؛ مما يسر لي التطرق لموضوعات تهم الناس على المدى الطويل، ويمكن قراءتها، والاستفادة منها، ولو بعد سنوات.

التوعية بالكتابة

الخطوة الثانية تمثلت في كتابة المقالات في مجالات متعددة، سواء المجال الدعوي، أو الاجتماعي، أو التنموي، أو الفكري، أو الثقافي... ولا أنكر الدور الذي لعبته شبكة الإنترنت معي؛ فقد يسرت سبل التواصل مع المواقع والصحف الأكثر انتشارا للكتابة، معظمها كتابات تطوعية ولكنها من باب خدمة المجتمع بالمشاركة في التوعية والتعليم.

وهذا فيه الرد على من يعتقد أن ممارس الصحافة والكتابة يجب أن يكون شخصا لا يهدأ ولا يسكن، يدور حول الأحداث في مواقعها، ولا يمكن العمل في هذا المجال من خلال المنزل، فالتجربة أثبتت أن العمل الصحفي له العديد من المجالات، منها: ما يتطلب الحركة الدءوب، ومنها ما لا يتطلب إلا إعمال الفكر خاصة إذا تعلق بترجمات أو عروض ومراجعات لكتب أو دراسات أو تقارير دولية...

تجربة أخرى عاصرت الكتابة الصحفية، وهي التدريب في مجال التنمية البشرية، والذي تتعدد مجالاته حسب التخصص فيمكن أن تقدم المرأة دورات تربوية للأمهات، وقد تكون دورات دعوية للداعيات أو تثقيفية، أو دورات تخصصية...، ومن جانبي اخترت الدورات التربوية والإدارية التي قدمتها في المدارس والجمعيات بشكل تطوعي، ولكن متى أرادت المرأة أن تحترف المجال، وأن تتكسب منه سيتيسر لها ذلك، طالما توافرت لها مهارات الإلقاء، وحصلت على تدريب متخصص متوازن.

تدريس وتحفيظ

ذكرني مجال التدريب بمهنة أخرى كنت أمارسها أثناء دراستي بشكل متفرق، وهي التدريس للأطفال في المراحل الابتدائية، فأحيانا كانت تلجأ لي بعض الأمهات لمساعدة أطفالها على الارتقاء بمستواهم الدراسي، أو تحسين مهارات الكتابة أو القراءة لديهم، فتبعث لي بأطفالها في بيتي، بل إن إحدى السيدات الأميات كانت تأتيني لأعلمها مبادئ القراءة والكتابة، وفي الحقيقة كنت أجد متعة كبيرة في ممارسة هذه الأعمال.

يضاف لذلك مسألة تحفيظ القرآن في البيوت، ذكرت لي إحدى صديقاتي أنها كانت تستعين بمحفظة تقوم بتحفيظها هي وثلاثة من الأبناء، وكانت تتقاضى شهريا مائة جنيه عن كل فرد من أفراد الأسرة، من جانبي لم أشأ التكسب من تعليم القرآن أو التجويد رغم إفتاء العلماء بإباحته؛ حيث كنت أعتبر أن قيامي بذلك هو دين أوفيه لأساتذتي الذين قاموا بتحفيظي بلا أجر، ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، ولكنه ما زال بابا يمكن لكثير من النساء احترافه والتكسب المادي من خلاله، إضافة إلى الأجر الأخروي مع إخلاص النية لله تعالى.

كمبيوتر وترجمة

في بعض الفترات كنت أحتاج التفرغ التام لرعاية الأطفال، ولكني لم أشأ تضييع العمر، فانتهزت الفرصة لمواصلة دراستي، وفي الوقت نفسه تعرفت على مجال جديد وهو البرمجة، فتلقيت دورات متخصصة، وعلمت نفسي الكثير بأسلوب "self training"، مما وفر لي الفرصة لتقديم تدريب للفتيات والسيدات والأطفال أيضا من خلال البيت، أو الاتفاق مع بعض المراكز التدريبية للعمل عدد معين من الساعات أو تقديم دورات في الموعد الذي أحدده مقابل نسبة من رسوم الدورة التدريبية.

بقيت في هذا المجال سنوات، ولكني لم أشأ الاستمرار فيه، فعدت مرة أخرى للترجمة والكتابة الصحفية وإعداد الأبحاث والدراسات؛ استجابة لنوازع التخصص التي ظلت تلح علي لسنوات، وفي نفس الوقت لم تضيع سنوات دراسة الكمبيوتر هباء؛ حيث أفادتني التقنيات الحديثة هذه المرة في عملي خير فائدة، فانطلقت في مجال الإعلام الإلكتروني الذي لاءم كثيرا رغبتي في العمل من خلال البيت، ولعب الإنترنت دوره في تيسير تواصلي مع العديد من الجهات التي استفدت منها في الحصول على تدريبات إلكترونية ومصادر تعليمية، ومكنتني من التعرف على كثير من الزميلات اللاتي يعمل بنفس الأسلوب سواء في مجال الترجمة أو الدراسات أو الكتابة الصحفية التقليدية.

بالطبع تخلل هذه الأعمال فترات من العمل بدوام كامل، حين كانت تتهيأ الظروف لذلك، إلا أني كنت ما ألبث أن أعود مرة أخرى للعمل عن بعد، ووجدت فيه ضالتي، ووجدته الأنسب لي حتى الوقت الحالي، وإن كان هذا لا ينفي إمكانية العودة ثانية للعمل بدوام كامل في المستقبل، فالأمر يتسم لدي بالمرونة.

هذه مجرد أمثلة لأعمال يمكن أن تتم من خلال البيت، وكما ذكرت سابقا أؤكد على أن اختيار مجال العمل يختلف من شخص لآخر، فالمفترض أن يختار الشخص ما يناسبه ويلائم طبيعة شخصيته وميوله واتجاهاته، ويوافق خبراته ومهاراته الشخصية وظروفه العائلية، وغيرها من الاعتبارات محل الاهتمام، وفي مرات قادمة بإذن الله سأذكر تجارب واقعية أخرى لشخصيات نجحن في العمل عن بعد.

الخميس، 2 ديسمبر 2010

ماما مدير عام!

أمل خيري

يوميات صحفية من منازلهم
الحلقة 4

أحد المشكلات الأساسية التي تواجهها الأم في عملها كيفية رعاية الأطفال دون إخلال بمسئوليتها تجاههم، وفي نفس الوقت دون تقصير في وظيفتها، وهي المشكلة التي جعلت الكثيرات يقررن الاستقالة من الوظيفة والاتجاه للعمل من المنزل، لكن إذا كنت اتخذت هذا القرار فلا تظني أن كل الأعمال تناسب كل الأمهات وتلائم كل الظروف.

يجب أن تحددي أولا طبيعة العمل الذي تختارينه، وتتأكدي إن كان يلائم المرحلة العمرية التي يمر بها أبناؤك أم لا، وبالتالي من الوارد تماما أن تغيري من نوعية العمل المنزلي الذي تحترفينه في كل مرحلة من مراحل حياتك وحياة أبنائك، فالمرونة مطلوبة سواء في التفكير أو التنفيذ، وتذكري أن المرونة أحد السمات الأساسية للعمل المنزلي، فلا تضحي بها وتصري على السباحة ضد التيار، فتختاري عملا لا يناسب ظروفك، فتجدي نفسك وقد فشلت في عملك، فتحكمي على التجربة كلها بالفشل.

من موظفة لصاحبة مشروع

إحدى صديقاتي عانت الأمرين قبل أن تدرك هذه الحقيقة، وحين أدركتها عاشت تجربة ناجحة بحق، فبعد حصولها على بكالوريوس التجارة تزوجت وعملت محاسبة في شركة خاصة بدوام ثماني ساعات يوميا، وقبل نهاية العام كانت قد رزقت بطفلها الأول، وبعد انتهاء إجازة الوضع فكرت في العودة لوظيفتها، إلا أن زوجها رفض بشدة أن تترك طفلها في الحضانة يوميا لأكثر من عشر ساعات يوميا، خاصة أن مكان العمل بعيد عن البيت، ولا يوجد دار حضانة في الشركة التي تعمل بها.

ظلت على علاقة سيئة بزوجها على مدى عام كامل هو يتهمها بالإهمال وتفضيل مصلحتها الشخصية على مصلحة طفلها، وهي تتهمه بتدمير مستقبلها الوظيفي، والوقوف ضد طموحاتها وأحلامها، حتى قالت لي صراحة لقد كرهت طفلي لأنه السبب في هذه المشاكل!.

عرض عليها زوجها راتبا شهريا كي تتفرغ لرعاية طفلها فرفضت بشدة، واعتبرت ذلك إهانة، وكأنه يعتبرها جليسة أطفال مستأجرة أو خادمة، وأتتني باكية لتقول هذه هي نهاية حياتي معه، لن أعيش معه بعد اليوم، سأتركه وأعود لوظيفتي، وأترك طفلي في الحضانة، وأحقق نجاحا في عملي فلا حاجة لي بسيطرته بعد اليوم وتحكماته الفارغة.

طلبت منها أن تقبل هذا الراتب بلا حساسية على أن تدخره كاملا، وبعد عدة شهور حين يكتمل لديها مبلغا معقولا تأتيني لنكمل نقاشنا، بالطبع قبلت الأمر على مضض، ثم عادت فأشرت عليها بعمل مشروع حضانة أطفال، لتجمع بين عملها ورعاية طفلها، ونصحتها باستئجار شقة في الدور الأرضي لتفتحها حضانة أطفال بعد أن تدرس جدوى المشروع، وبالفعل استعانت ببعض الأصدقاء لإعداد دراسة جدوى، وبدأت مشروعها بأثاث بسيط، وعدد أطفال لا يتعدى أصابع اليد الواحدة، وكانت مفاجأة لها أن زوجها لم يبد أي اعتراض على هذا المشروع، بل شجعها غاية التشجيع، وقدم لها الدعم المادي والمعنوي؛ فمن ناحية سيضمن لطفله رعاية دائمة في حضن أمه، ومن ناحية أخرى -وهي الأهم- سيودع النكد اليومي من حرمه المصون!.

كوني مرنة

في البداية ظنت صديقتي أن هذا المشروع سيكون أبديا، وأنها لن تفكر في غيره، لكنها بالتدريج اكتشفت أن أطفالها يكبرون فغادروا الحضانة، والتحقوا بالمدارس ومشروعها ما زال ناجحا، وتوسعت واستعانت بعدة مدرسات وتفرغت للإدارة، مما أتاح لها وقتا للدراسة عبر الإنترنت، فحصلت على عدة دورات ودبلومات في التسويق الإلكتروني، وبدأت ممارسة عملها عن بعد من داخل الحضانة، واليوم تفكر في إغلاق الحضانة والتفرغ لعملها الجديد، وأن تفتح شركة للتسويق عن بعد، وتقدم تدريبا في هذا المجال للراغبين فيه.

ما أريد التأكيد عليه من هذه القصة أن طبيعة المراحل العمرية التي يمر بها أطفالك تلعب دورا فاعلا في اختيارك للعمل المنزلي الذي ستقررين احترافه، فما يناسبك حين يكون أطفالك في المراحل الابتدائية أو الإعدادية ربما لا يناسبك حين يكون لديك أطفال رضَّعًا حديثي الولادة.

وقد تجدين نفسك بعد مرور السنوات قد جمعت بين وظائف مختلفة، واكتسبت خبرات عديدة لا تتوفر للموظفة خارج البيت بدوام كامل، ففي مرحلة قد تكونين مدربة، وفي أخرى مترجمة، وفي ثالثة مصممة مواقع إنترنت، وفي رابعة صاحبة مشروع صغير وهكذا.

ما عليك سوى أن تضعي لنفسك خطة واضحة المعالم قبل أن تختاري نوعية العمل، وأن تحددي مهاراتك وخبراتك وما يمكنك أن تمارسي من أعمال، ثم تحددي طبيعة ظروف المرحلة التي يمر بها أطفالك، وما إن كانت تتناسب مع أي الوظائف التي حددت إياها.

اختاري ما يلائمك

ارسمي جدولا من ثلاثة أعمدة، يضم العمود الأول الوظائف التي يمكنك ممارستها عن بعد تبعا لمهاراتك وخبراتك، فعلى سبيل المثال أنت تحفظين القرآن الكريم، وتجيدين أحكام تلاوته، كما لديك مهارات في تدريس اللغة الإنجليزية، وفي نفس الوقت تترجمين جيدا إحدى اللغات الأجنبية، ولديك مهارات كمبيوتر وإنترنت كافية لكي تدربي جيرانك أو صديقاتك أو حتى الأطفال على استخدام الكمبيوتر، لكن لديك الآن طفلا في الثالثة من عمره، وآخر رضيعا؛ مما يعني أنك لن تستطيعي التحكم في أوقات نومهما، ومن ثم لا تضمنين هدوء المكان في أوقات محددة، والذي يتطلبه تحفيظ القرآن أو التدريس أو التدريب، فيكون الخيار الأفضل لك في هذه المرحلة الترجمة؛ لأنك ستختارين الوقت الذي تمارسين فيه عملك حين يهدأ الأطفال أو ينامون.

الوظيفة

متطلبات الوظيفة

مدى توفر المتطلبات

تحفيظ القرآن للأطفال أو النساء

مكان هادئ في أوقات محددة

غير متوفر حاليا

دروس خصوصية

مكان هادئ في أوقات محددة

غير متوفر حاليا

تدريب كمبيوتر

مكان هادئ في أوقات محددة

غير متوفر حاليا

ترجمة

هدوء في أي وقت

متوفر حاليا

بالطبع هذا الجدول مجرد نموذج استرشادي، وفي كل مرحلة من مراحل أطفالك يمكنك تغيير أعمالك بما يتوافق مع ظروف كل مرحلة، فبعد دخول الأطفال المدرسة سيصبح لديك وقتا كافيا في الصباح لممارسة التدريب على مهارات الكمبيوتر أو تحفيظ القرآن الكريم، كما يمكنك أن تقومي بتدريس اللغة الإنجليزية لأطفالك وزملائهم في المدرسة في المساء، المهم أن تكوني مرنة في اختياراتك لتحققي النجاح.

طالع الحلقات السابقة

"بيتي مكتبي".. مفهوم جديد لعمل المرأة

للباحثات عن عمل: كوني رئيسة نفسك

موظف بالبيجامة ومكتب في المطبخ!


رابط النشر

http://www.onislam.net/arabic/adam-eve/women-voice/126913-2010-12-02-12-50-29.html