أمل خيري
لو نظرنا في القرآن الكريم الكريم لوجدنا معنى الإعلام بالتعبير " البلاغ"
والبلاغ هو كل ما أمر به الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم ليبلغه للناس " هذا بلاغ للناس ولينذروا به" 52 إبراهيم.
فقد اقتصرت الدعوة الإسلامية في بداية الإسلام على مرحلة البلاغ إلا أن استمرار الإعلام والدعوة كان ضروريا لذا فقد مهد هذا البلاغ الطريق أمام رسول الله ليدعو الصفوة الصادقة من المسلمين الأوائل الذين تحملوا معه عبء الدعوة والرسالة مما مهد للخطوة الثانية وهي نشر الدعوة في شتى بقاع العالم" تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا"1 الفرقان.
وتنوعت أساليب الإعلام في القرآن الكريم ما بين اليسر والسهولة إلى الجدل والحوار.
1 - اليسر والسهولة:
" ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر" 17 القمر.
من أو الوسائل الإعلامية التي اتبعها القرآن الكريم اليسر الذي مكن من فهم الدعوة ومحتوى الرسالة فدخلت في قلوب وعقول الناس سريعا لأنها خاطبت فيهم العقل والفطرة السليمة التي تستجيب لها كل النفوس.
ولذلك عاش القرآن في قلوب وصدور الملايين من الناس عبر مئات السنين حفظا وفهما وتطبيقا ففهمه الحكماء والبسطاء " الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم " 23 الزمر.
ولا عجب أن اعتبر كثير من أساتذة الحضارة الشرقية والغربية القرآن الكريم من أعظم الكتب تأثيرا في تاريخ الإنسانية.
2 - الجدل والحوار:
أو ما عبر عنه القرآن الكريم بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن فيقول تعالى: " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" 125 النحل.
فلم ترتبط هداية الناس بشدة الجدل أو الاكراه أو الارهاب لحمل الناس عل الدين بل بالموعظة الحسنة لذا كان التأكيد على حرية الإنسان في قبول الدعوة من عدمها احتراما لإرادته وعقله " لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" 256 البقرة.
لذا كانت الدعوة إلى الأخوة والمودة والعقل بأسلوب يجمع ولا يفرق " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما الهكم إله واحد" 110 الكهف.
وبهذين الأسلوبين شق الإعلام الإسلامي طريقه إلى قلوب وعقول الناس فدخلوا في دين الله أفواجا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق