الاثنين، 22 يناير 2007

اختيار شريك الحياة في المجتمع الخليجي


مؤتمر الأسرة والشباب في دول مجلس التعاون الخليجي

الإمارات – الشارقة: 22 - 24 يناير 2007

بحث

اختيار شريك الحياة في المجتمع الخليجي

خبرة صفحة مشاكل وحلول بموقع إسلام أون لاين

إعداد أمل خيري

باحثة بشبكة إسلام أون لاين


مقدمة:-

شرع الله الزواج، وجعله آية من آيات رحمته ، قال تعالى: "وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" ، وقد رَغَّب الرسول صلى الله عليه وسلم في الزواج وحَثَّ عليه وندب للمبادرة إليه حين المقدرة، فقال صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج". (متفق عليه).

ولأن قرار الزواج من أهم القرارات التي يتخذها الإنسان في حياته كان لابد من حسن اختيار شريك الحياة وتثار مجموعة من القضايا والمشكلات المتعلقة بكيفية الاختيار وقد عالجتها صفحة مشاكل وحلول بموقع إسلام أون لاين بشكل مكثف وقد تم انتقاء عينة خليجية من 61 استشارة من المقبلين والمقبلات على الزواج روعي فيها تنوع البيئات والتقاليد واختلاف الأعمار والمستويات التعليمية والإجتماعية تناولت كافة القضايا المتعلقة بالاختيار.

وفي هذه الدراسة نحاول رصد خبرة الصفحة في هذا المجال من خلال استقراء الاستشارات الواردة وردود المستشارين عليها مع عرض أهم القضايا المثارة بخصوص اختيار شريك الحياة من خلال تساؤلات المستشير وبيان رؤية وموقف الصفحة من هذه الموضوعات والقضايا من خلال ردود المستشارين وكذلك منهج تعامل المستشارين مع هذه القضايا من خلال رصد الخطوات التنفيذية للتعامل مع تساؤلات المستشير.

أولاً : قراءة إحصائية لاستشارات اختيار شريك الحياة في الخليج:

1 - تصنيف الاستشارات حسب الدولة:

الدولة

عدد الاستشارات

السعودية

21

الإمارات

14

البحرين

6

قطر

6

الكويت

5

من الخليج ( دون تحديد دولة )

5

سلطنة عمان

4

2 – تصنيف الاستشارات حسب الفئة العمرية :

الفئة العمرية

السعودية

الإمارات

البحرين

الكويت

قطر

عمان

منطقة الخليج

الإجمالي

من 12 – 19عام

3

2

-

1

-

-

-

6

من 20 – 25 عام

9

6

3

4

3

-

-

25

من 26 – 35 عام

4

1

-

1

-

1

2

9

فوق 35 عام

1

-

-

-

-

-

-

1

غير محدد العمر

4

5

3

3

3

3

2

23

3 - تصنيف الاستشارات حسب المستوى التعليمي:

المستوى التعليمي

السعودية

الإمارات

البحرين

الكويت

قطر

عمان

منطقة الخليج

الإجمالي

ثانوي فما دون

3

1

1

1

1

-

-

7

دبلوم

1

5

1

2

-

-

1

10

بكالوريوس

9

-

-

-

1

2

-

12

ماجستير

1

-

-

-

-

-

-

1

غير محدد

6

6

3

3

1

2

4

25

4 - تصنيف الاستشارات حسب النوع :

النوع

السعودية

الإمارات

البحرين

الكويت

قطر

عمان

منطقة الخليج

الإجمالي

ذكر

18

2

2

4

4

-

3

33

أنثى

3

12

4

1

2

4

2

28

5 - تصنيف الاستشارات حسب الحالة الإجتماعية :

المستوى التعليمي

السعودية

الإمارات

البحرين

الكويت

قطر

عمان

منطقة الخليج

الإجمالي

أعزب

20

12

6

5

5

3

5

56

متزوج

1

1

-

-

-

-

-

2

أرمل

-

-

-

-

-

-

-

-

مطلق

-

1

-

-

1

1

-

3

العدد الكلي للاستشارات : 61 استشارة.

ثانياً : أهم القضايا المثارة في اختيار شريك الحياة في المجتمعات الخليجية :-

( 1 ) الباءة:

هي القدرة على الزواج بمعنى الاستطاعة المادية والجسدية والذهنية للزواج والبعض لا يستطيع فهم هذا المعنى الشامل فيعتبر أن مجرد القدرة الجسدية تقتضي الزواج وقد ظهر هذا في عدد من الاستشارات الواردة من شباب خليجي غير مؤهل للزواج بمعناه الشامل كأن يرغب في الزواج أثناء الدراسة ويواجه برفض أهله أو أهل عروسه.

وعلى النقيض بالنسبة للفتاة رأت كثيرات أن مجرد كونهن من قبيلة ما أو من عائلة معروفة فإن هذا مؤهل وحده للزواج وتتساءل بعض الفتيات الخليجيات عن سبب إحجام الشباب عن خطبتهن على الرغم من حسبهن ونسبهن فعلى حد قول إحدى الفتيات " نحن أخوات أنهينا مرحلة الثانوية العامة ونحن بنات لا ينقصنا أي شي جميلات والحمد لله وملتزمات ومن عائلة معروفة ومحافظة وعند الناس بنات فلان وبس." .

ولذلك فإن صفحة مشاكل وحلول كان لابد لها أن تتخذ موقفاً لتحديد المقصود بالباءة ووضع الخطوط العامة لتعريف القدرة على الزواج والمؤهلات المطلوبة قبل الإقدام عليه وذلك كما يلي:

· أن الزواج ليس حبًّا عاطفيًّا رومانسيًّا فحسب، وإنما أيضًا مسئوليات مادية ونفسية واجتماعية تحتاج إلى إعداد وتهيئة من الناحية المادية والنفسية والإجتماعية .

· يلعب السن دورا هاما في الباءة حيث أن صعوبة التبكير بالزواج لا تَكْمُن فقط في توفير الماديات التي يطمح إليها الكثيرون ولكن أيضًا في توافر النضج الكافي في الطرفين: الشاب والفتاة، واللازم لاختيار سليم، وإدارة ناجحة للحياة الزوجية والأسرية.

· لا مبرر أن تعتقد الفتاة أن مجرد الاعتداد بالأصل وبالبنوة لفلان مؤهلات كافية لأن الشاب الآن يبحث عن الفتاة التي تعينه على ظروف الحياة سواء كانت تعمل أو لديها مؤهلات العمل إن اقتضت الظروف ذلك.

· لذا فقد حددت الصفحة مجموعة من الخطوط العامة للشباب والفتيات في كيفية التهيئة للزواج:

· حساب القدرات والمؤهلات والإمكانيات بدقة قبل الإقدام على الزواج.

· بصفة عامة فإن التفكير في أمور الخطبة والزواج يفضل أن يكون بعد انتهاء الدراسة؛ إلا إذا توافرت الحالة المادية، والقدرة على إتمام الزواج فور الانتهاء من الدراسة .

· سعي الفتاة لتحسين مستواها الثقافي بإكمال دراستها الجامعية التي تهيئها للعمل، إن لم يكن قبل الزواج فبعده، وإن لم يكن بعده فبعد الطلاق الذي ارتفعت نسبته لتنتهي ثلث الزيجات به .

( 2 ) الهدف من الزواج:

لم يتضح الهدف من الزواج لدى البعض وتمثلت مظاهر ذلك في التردد في اتخاذ قرار الزواج أو النظر لشريك الحياة على أنه مجرد جسد لإفراغ الشهوات فبالغ في المواصفات الشكلية والجسدية بينما كان لدى البعض الآخر مفهوما واضحا للزواج محدد الهدف.

ووفقا لرؤية الصفحة فإن:

الزواج إكمال لنصف الدين، وإعفاف للنفس، وتكوين لأسرة وإنجاب لذرية وتربية لأبناء صالحين وحينما تنحرف هذه الغاية إلى غايات وأغراض أخرى كمجرد قضاء الشهوة مثلا والتمتع بالنواحي المادية؛ يحدث التخبط والتردد.

لذا لابد على كلا الطرفين الوضوح التام في تحديد الهدف من الزواج وما يريده من شريك الحياة حتى يستطيع اتخاذ قرار الاختيار على أسس صحيحة.

( 3 ) قرار الزواج :

وردت تساؤلات كثيرة عن كيفية اتخاذ قرار الزواج وتأرجح الموقف بين البعض ممن يعتبر أنه قرار صعب مما يؤدي لتأخره في اتخاذ القرار أو تردده كثيرا وبين البعض الآخر الذي يظن أنه قرار بسيط وهامشي فيتخذ القرار بشكل متسرع بينما أرسل أكثر من شاب مشكلة تردده في إتخاذ القرار الأمر الذي دعاه لترك مسألة القرار والاختيار لوالديه كليةً ثم يعود ليشكو من تسلط الوالدين أو من سوء اختيارهما .وصفحة مشاكل وحلول بالطبع لا تتخذ القرارا بدلاً من المستشير ولكنها تساعد في وضع خطوط عريضة تسهم في تفهم الموقف ليتخذ المستشير قراره بنفسه بناء على هذه القواعد والارشادات وأهم هذه القواعد:

· قرار الزواج يحتاج إلى حكمة وعمق؛ لأنه يحمل أسئلة كثيرة ومركبة، ومن الأفضل أن تشترك فيه العقول، وتتضافر الجهود والتقديرات.

· وطرحت الصفحة مجموعة من الخطوات الإجرائية تجاه إتخاذ قرار الزواج :

· فهناك مجموعة من الأسئلة التي ينبغي على الشخص أن يسألها لنفسه قبل اختيار شريك حياته :

هل أعرف نفسي بالضبط؟ وهل أعرف ما الذي يلائمها؟ ما هي أبرز عيوبي؟ ما هي أبرز ميزاتي؟ ما هي العيوب التي لا أتحملها في شريك حياتي؟ وهل هي موجودة في هذا الشخص؟ ما هي الميزات التي لا يمكن أن أتحمل غيابها في شريك حياتي؟ وهل هي موجودة في هذا الشخص أم لا؟ هل بالفعل يمكنني تقبل هذا الإنسان كما هو؟ هل إذا جمعتنا جدران واحدة وأظلنا سقف واحد سأكون راضي عن حياتي معه؟ أم أن ما به من عيوب وقصور سينغص علي حياتي ويجعلني دوما أتحسر على ما ينقصني؟

· وهناك مجموعة من الخطوات التي يجب على الشخص اتخاذها هي:
أ- أن يحدد إمكانياته ويعرفها بدقة.
ب- أن يتحرى في اختيار شريك حياته معايير الإختيار التي سيلي ذكرها.
ج- أن يجعل المواصفات التي يطلبها واقعية بمعنى ألا يحلم بالكمال من جميع الأوجه؛ فهذا مستحيل.

( 4 ) قرار الاختيار :

بينما كان البعض من المستشيرين متخذا قراره بالفعل بالاختيار ويريد من المستشارين التصديق على اختياره فإن كثير من الاستشارات كانت تدور حول التردد في اتخاذ القرار وطلب المشورة الحقيقية حول قرار الاختياه والبعض كان لديه تساؤلات عامة حول الاختيار .

فمن بين الاستشارات استشارة من فتاة من الإمارات لديها الحيرة في الاختيار بين شخصين وتطلب المساعدة في اتخاذ القرار أو تلك الفتاة السعودية التي تبلغ السابعة والعشرين وتخشى أن يفوتها قطار الزواج فيتقدم لها شخص أكبر منها بأربعة عشر عاماً كما أنه لا يصلي ولا يداوم على صيامه وهي ترفضه ولكن والدتها تقنعها به .

وكان موقف الصفحة من هذه الجزئية ملخصا فيما يلي:

· الاختيار السليم بمثابة الوقاية التي هي خير من العلاج.

· الاختيار مسئولية من يختار.. بمعنى أنه لن يختار أحد لأحد، لأن كل إنسان في النهاية له حساباته الخاصة به التي لا يدركها إلا هو.. ولكن يوجد شخص يتحمل مسئولية اختياره وما يترتب عليه من نتائج.

· لا يوجد اختيار صحيح مائة في المائة، ولكن يوجد اختيار تستطيع أن تتعايش مع سلبياته، وتتكيف مع ما يترتب عليه من نتائج "نحن لا نختار الطريق الذي يحقق لنا أفضل الإيجابيات، ولكننا نختار الطريق الذي نستطيع تحمل سلبياته".

· أن الكمال لله وحده ولا يوجد شخص متكامل الصفات والمميزات.

أما منهج تعامل المستشارين مع هذه الجزئية الهامة فتمثل في مجموعة من القواعد العامة قدموها للمستشير:

· الالتزام بعدم الإختيار لأحد وإنما فقط رسم صورة متكاملة لكل الخيارات المطروحة أمام السائل، وعواقب كل اختيار وذلك حتى يتمكن من الاختيار على بينة.

· وضع الخطوط العامة للإجابة، حيث يترك لكل قارئ تطبيقها على حالته لأن هذا يرتب الأفكار في رأس القارئ، ويعلمه كيف يأخذ هو قراره، ولا يعتمد على أن يأخذه له أحد وحتى لا يعمم القراء الإجابة على كل الحالات، فيطبقه البعض على نفسه وهو غير مناسب له.

( 5 ) طرق اختيار شريك الحياة :

تعددت طرق اختيار شريك الحياة في الاستشارات ما بين وجود تعارف مسبق من بينها سواء عن طريق العمل أو الزمالة في الدراسة أو عبر الانترنت وما بين زواج تقليدي بالاضافة إلى أشكال أخرى من الاختيار مثل وجود وسيط أو ترشيح من الغير.

وتلخصت رؤية الصفحة في أنه لا توجد طريقة صحيحة وأخرى خاطئة ولكن المهم هو تجاوز سلبيات كل طريقة ونتناول أهم هذه الطرق كما وردت في الاستشارات وموقف الصفحة منها :

· زواج الصالونات ( التقليدي) :

شكت بعض الفتيات الخليجيات من انتشار طريقة الاختيار التقليدي أو ما يطلق عليه زواج الصالونات حيث لا تتاح لهن فرصة التعرف على الخاطب المتقدم وكذلك بعض الشباب عبَّر عن رفضه لهذه الطريقة باعتبارها لا تناسب هذا العصر ، ومن جانبها تؤكد صفحة مشاكل وحلول أن طريقة الاختيار التقليدية عبر الصالونات تحتاج إلى إعادة نظر بصورة عامة فلابد أن تتطور في اتجاه احداث تعارف حقيقي بين الطرفين؛ بمعنى أن نجعل الشاب والفتاة يؤجلان مسألة قرار ارتباطهما بهذه الطريقة لحين معرفة كل منهما الآخر من خلال جلسات عديدة، يكون جزء منها في البيت والآخر في الأماكن العامة، وفي حضور الأهل الذين يكونون بحاجة للتعارف أيضا.

· زواج الترشيح :

يعتمد كثير من الشباب في الخليج على هذه الطريقة كثيراً خاصةً في المجتمعات التي لا تتاح فيها فرصة لقاء الرجال بالنساء في المجتمع فيفوض الشاب احدى قريباته لتختار له وفي كثير من الأحيان يلجأ الشاب للصفحة ليستشير حول سلبيات هذه الطريقة والتي تمثلت في :

- عدم وضوح المواصفات المطلوبة للزوجة لدى الشاب فيطلب من غيره أن يرشح له فتاة دون تحديد مواصفات معينة وحين يقابلها يكتشف أنها لا تناسبه.

- اختلاف البشر في الأذواق والآراء فما يراه شخص جميل لا يراه آخر كذلك .

لذا فقد قدمت الصفحة النصح للشاب أنه في حالة زواج الترشيح يجب أن يقوم به طرف موثوق في اختياره،سواء من داخل الأسرة أو من خارجها ويجب أن يتوافر فيه الفهم للمعايير المطلوبة وسعة الاتصال بالناس أو عمق معرفته بالبعض ليختار بعناية ودراية.
وبعد أن يتم الترشيح يحاول الشاب أن يرى الفتاة خارج منزلها إذا خرجت للعمل أو الدراسة أو بترتيب ما بحسب ظروفها، والغرض من هذه الرؤية أن يحكم على شكلها فقط.

ثم تكون الخطوة التالية بمقابلة الفتاة وأسرتها وإعطاء فرصة لتبادل بعض الأحاديث التي تسهم في تكوين الانطباعات عن هذه الفتاة وأسرتها.

· الزواج باختيار الأهل :

أحيانا يدفع حب الآباء لأبنائهم ورغبتهم في مصلحتهم إلى الحجر على تصرفاتهم أو إيقاعهم في المشاكل بدافع الحب. وقد تكررت هذه المشكلة لدى عدد من الشباب في العينة المنتقاة من الاستشارات فعلى سبيل المثال:

- يروي أحد الشباب قائلاً " أنا شاب خليجي في أواخر العشرينيات، منذ سنتين تعلق قلبي بفتاة ذات دين وخلق وفكر ناضج وطبعا رغبت بالزواج بها ... لب المشكلة أن والدتي ترغب بتزويجي من قريبتي التي أعتبرها مجرد أخت لي، ولا أكن لها أي مشاعر، طبعا حدثت والدتي بعدم رغبتي بها مرارا وبجميع أوجه النقاش، ولكن لم تأبه بكلامي "وزعلت علي"، وأصرت على رأيها، علما بأن شخصيتها جدا قوية علينا جميعا ورغباتها وكلامها هو الذي يتم. "

- ويروي شاب سعودي " مشكلتي أنه لا يوجد أحد يفهمني؛ فأنا أتمنى الزواج لأني على أبواب الأربعين، والحمد لله على أني لم أقع في علاقات محرمة في السابق إلا بعض الحركات البسيطة
والمشكلة أنني لا أريد أن أُغضب والدتي التي ترى أن لشقيقاتي فقط الحق في اختيار شريكة حياتي، وكل المطلوب مني أن أقول نعم، وألا أبدي أي اعتراض؛ فالمهم ذوق شقيقتي فلانة أو ذوق الأخرى، وحينما أذكر لهن أي فتاة تبدأ التحقيقات، كيف عرفتها؟ ومن أين أحضرت المعلومات عنها؟ وللأسف فقد فاتني الكثير من الفتيات الصالحات بسبب هذه الطريقة !!. "
- ويروي شاب خليجي آخر قصة شقيقه " نحن من بلد خليجي، وقد كنا في إجازة في إحدى الدول العربية، وقد رأى أحد أقاربنا فتاة ورشحها لتكون زوجة لأخي، فكلّم أبي وأمي عنها وذهبوا لرؤيتها، ثم أصروا على أن يأخذ أخي أسبوع إجازة من عمله لرؤيتها ولم يرها سوى مرات قليلة، ثم صارت الخطوبة ورجع إلى بلدنا. ولكننا لاحظنا بعد ذلك أنها ليست متدينة بالقدر المناسب ... فرأى جميع الأسرة ألا يتم أخي الزواج، ونحن لم نفاتحه حتى الآن بصراحة، لكننا كنا نلمح له بذلك، لكننا لاحظنا تمسكه بها، ..... أبي وأمي لا ينامان الليل، وهما في أشد القلق حتى إنهما فكرا في إنهاء الزواج حتى بعدم رضاه ...."

- بينما ينتظر شاب آخر من قطر أن يختار له والداه الزوجة المناسبة دون أن يكلف هو نفسه مشقة الاختيار كما يقول" المشكلة هي أنني نويت الزواج منذ حوالي سنة، وتكلمت مع أهلي في هذا الموضوع، وكان طلبي الوحيد في البداية أن تكون الزوجة ملتزمة وجميلة، وللأسف فإن أهلي لم يتعاونوا معي في البحث عن الزوجة....(باختصار، إن والدتي تريد واحدة على مزاجها، وأنا تركت لها الموضوع لكي تبحث على التي تريدها، ولكن والدتي الله يعطيها العافية والصحة لا تتحرك وتبحث...." . تبين من خلال هذه النماذج مدى الحيرة التي يقع فيها الشاب نتيجة تركه الاختيار لأهله وفي المقابل تنجح زيجات أخرى باختيار الوالدين لذا فإنه لا توجد قاعدة عامة بشأن طريقة الاختيار ولكن هناك مجموعة من الخطوط الاسترشادية التي وضعتها الصفحة حين الاختيار بهذه الطريقة :

  1. ليس من حق الوالدين الاختيار بدلا من الأبناء طالما كانوا هم قادرين على الاختيار ولكن يمكنهم فقط ترشيح الشخصية المناسبة وتقديم النصح ويتركوا للأبناء الاختيار وتحمل تبعات اختيارهم.فرضا الأهل وإن كان ضروريًا لكنه ليس أساسًا كافيًا لإقامة أسرة.
  2. أما إذا وصل الأمر لأن يتحكم الوالدين تماما في اختيار ابنهما ويفرضا عليه عروساً فالمسألة لا علاقة لها بطاعة الوالدين أو عدم إغضابهما، فطاعة الوالدين لها حدود، فليس من حق أم أو أب أن يتدخلا في حياة ابنهما الراشد ويختارا له زوجته رغما عنه بادعاء معرفة مصلحته أكثر منه، ورفض الابن لهذه الوصاية ليس عقوقا؛ لأنها حياته التي يقرر كيف تسير، وليس من حق أحد التدخل حتى الأب والأم في كيفية سيرها ، شريطة ألا يؤدي ذلك الاختلاف إلى تجاوز الحدود، والخطأ في حقهما، بل يكون التعامل بالرفق والأدب واللين مع الثبات والإصرار في الوقت نفسه على هذا المبدأ.
  3. واتخاذ خطوات إيجابية في هذا الأمر كالسعي إلى توفير المسكن والاستقلال المالي عن الأهل من أهم ما يدفع للتخلي عن عنادهم والقبول بهذا المبدأ.

· زواج الاختيار الشخصي :

وقد تكررت هذه الطريقة في عدد من الاستشارات على سبيل المثال كما ورد على لسان احدى الفتيات القطريات " أنا فتاة في الـ24 من العمر ومقبلة على الزواج.. تقدم لي شاب في الـ30 من العمر تعرفت عليه من خلال الأعمال التطوعية الملتزمة التي نقوم بها، وكان هناك مجال للنقاش في العديد من القضايا الاجتماعية والدينية ولاحظنا توافقا كبيرًا في الأفكار وحتى الأذواق ...تقدم الشاب بشكل رسمي" وواضح هنا أن المقابلات تمت خلال أعمال تطوعية .

وفي هذا النوع من الاختيار لابد من وضوح المعايير المطلوبة بدقة.ولابد من وجود الحد الأدنى من المواصفات .

· زواج الأقارب :

وردت عدة استشارات سواء من فتيات أو شباب للاستفسار عن زواج الأقارب سواء كان سؤالاً عاما أو سؤالاً عن حالة بعينها وما هي الفحوصات المطلوبة للتأكد من عدم حدوث أضرار صحية في الأبناء نتيجة زواج الأقارب .

فعلى لسان فتاة إماراتية " أهلي على وشك تزويجي من ابن عمي وأريد أن أعرف هل زواجي منه يسبب أية أمراض، وهل من الأفضل عمل فحوصات حتى أتجنبها من البداية؟ "
وفتاة أخرى من البحرين تقول " تقدم ابن عمي لخطبتي والمشكلة أنه ابن عمي وخالتي في الوقت نفسه، أعرف أن هناك ما يسمى بالفحص الطبي قبل الزواج. وسؤالي هو كيف يكون هذا الفحص الطبي؟ وما هي مخاطره."

كما طلب أحد الشباب من الكويت إيضاح البعد الاجتماعي لهذا الزواج قائلاً " عندما تتحدثون عن الأضرار الناجمة عن زواج الأقارب فإنكم تهتمون بالجانب الصحي، ولكن ما هي إيجابيات زواج الأقارب وسلبياته... فهل لكم أن توضحوا البعد الاجتماعي لهذا الزواج؟"

ولتوضيح رؤية موقع إسلام أون لاين من الجانب الإجتماعي والصحي معاً نضع أهم ملامح هذه الرؤية فيما يلي:

  1. إن مسألة الأقارب والأباعد تدخل كنقطة من نقاط الاختيار مثلها مثل غيرها، يجب أن توضع في سياق منظومة الاختيار ككل وليس كجزء منفصل أو خارج عنه .
  2. إن أهم ما يميز زواج الأقارب هو وجود درجة من التقارب بين أسرتي الطرفين من حيث المستوى الاجتماعي والأخلاقي، كما أن تاريخا طويلا من العلاقة بين الأسرتين سيساعد على تنمية التفاهم والتقارب بينهما.
  3. أما من عيوب التفكير في الزواج من الأقارب فهو ما يمكن أن يحدث بين الأسرتين من مشاكل إذا لم يتم الزواج، أو حدوث خلافات بين الطرفين بعد الزواج وتدخل الأهل في تلك الخلافات إضافة إلى الخوف من الأمراض الوراثية .
  4. إن الجزم بعدم الزواج بين شاب وفتاة لوجود مرض وراثي في العائلة ليس بالقرار السهل أو الذي يُتخذ ببساطة خاصة إذا كانت هناك عاطفة تربط بين الطرفين.. الأمر يحتاج لدراسة وراثية حقيقية لا تتوافر لدى أي طبيب. فالخريطة الوراثية للعائلة يجب أن تدرس جيدًا، والمرض وكيفية انتقاله، وهل هو مرض وراثي في ذاته (أي أن الجين الذي يحمل المرض معروف فعلاً ومحدد)، وكيفية انتقال المرض أيضًا معروفة، أم أن الأمر متعلق بالقابلية للمرض... وغيرها من الأمور التي تختلط على غير المختصين؛ والفحص الطبي قبل الزواج يشمل شئونًا وفحوصات متعددة، منها الأمراض المعدية عامة، والجنسية خاصة، وعلى رأسها الكبد الوبائي، والإيدز، لأن هذه الأمراض تنتقل بالمعاشرة الجنسية، وهناك أيضا تحليلات وفحوص لتحديد قدرة الرجل على القيام بواجبه في الممارسة الجنسية مع زوجته، وكذلك قدرته على الإنجاب أو التخصيب بمعنى أدق، وبالمقابل هناك فحوص هرمونية للمرأة. وهناك أبحاث الجينات وما أصبح يسمى بالخريطة الوراثية، وهي التي يمكن أن تتنبأ -بنسبة عالية الدقة- بما يمكن أن يمتد إلى الأبناء من صفات الأبوين أو الأمراض الموجودة في العائلة مثل ارتفاع نسبة السكر أو ضغط الدم.. إلخ.

· الزواج عن بعد

أصبح التعارف والدردشة عبر الانترنت يستحوذ على اهتمام الكثير من الشباب خاصة في الخليج حيث أن فرص الاحتكاك اليومي بين الشباب والفتيات تقل في بعض الدول فتصبح الانترنت المتنفس الوحيد لدى الشباب من الجنسين والبداية تكون في الغالب غير مرتبة ومقصودة بل وربما يكون دخول الانترنت من باب الدعوة إلى الله ويأتي التعارف أثناء ذلك ولكن العلاقات تتطور مع الوقت ، فكما يروي أحد الشباب السعودين "دخلت الإنترنت وتعلمتها لما لها من فائدة عظيمة في التواصل مع الغير، استخدمتها في الدعوة إلى الله ... تعرفت على طفل يبلغ من العمر 8 سنوات... من خلال هذه المعرفة تعرفت على إحدى قريبات هذا الطفل... وبدأنا في معرفة بعضنا البعض أكثر وأكثر حتى تعلق كل منا بالآخر، واتفقنا على الزواج" .

وشاب سعودي آخر يقول "تعرفت على فتاة بالإنترنت منذ أكثر من 4 سنوات في مواقع المحادثة.. وقد تعلقت بها كثيرا.. وأخذ يزداد هذا التعلق بقوة.. رغم أني عرفت قبلها عشرات الفتيات بنفس الطريقة، ولكن بعد مرور الأيام بدأت بقطع كل طريق يصلني بسواها ولم يبق إلا هي " .

كما أن البعض يقع في التعارف عن طريق الهاتف والذي يبدأ في البداية عن طريق الصدفة أو التسلية ثم يقع المحظور فكما يروي شاب سعودي" مشكلتي هي كانت مصادفة مع فتاة.. لقد رأت رقم جوالي في إحدى الصحف بطريق الخطأ، ثم اتصلت لتسأل عن الرقم ثم انتهى الموضوع .....ثم اتصلت بعد فترة من الساعات ... ثم هكذا بدأت القصة.....".

أو تلك الفتاة السعودية التي تروي " أنا فتاة عمري 28 سنة، تعرفت على شاب يكبرني بسنة مصادفة عن طريق الهاتف.. وبعد فترة شعرت بالارتياح له .....".

وفتاة أخرى من الإمارات تروي" رفعت سماعة الهاتف وإذا بي أخاطب شابًا في الهاتف، كنت أتسلى في بادئ الأمر، وإذا بي أنجذب إليه.. ومكالمة تلو مكالمة؛ ومن ثم اللقاء.."

والصفحة لا تتخذ من الانترنت موقف الرفض أو القبول المطلق فالإنترنت مجرد وسيلة للاحتكاك بكم كبير من البشر لم نكن لنعرفهم من خلال الاحتكاك اليومي ولكن تؤكد الصفحة أن يتم استخدامه الاستخدام الرشيد لما يترتب على التعارف عبر الانترنت من مشاكل أهمها:

· صعوبة التلاقي على أرض الواقع (غالبا يكون كل من الطرفين في بلد).
· الإحساس بأن الطرف الآخر عبر الإنترنت هو أفضل شريك للحياة.
· الشعور بالغربة عند مقابلة الطرف الآخر لأول مرة.
· كذب الطرف الآخر وإظهار نفسه بشخصية مختلفة عن حقيقته.
· اختلاف العادات والتقاليد ومستوى التدين والمستوى الاجتماعي... إلخ.
· الإحساس باختلاف شخصية الطرف الآخر في الحقيقة عن الإنترنت.
وهناك بحث أجري بجامعة كاليفورنيا توصل إلى أن 7% فقط من معنى التواصل يكون في الكلام، و38% في نبرة الصوت وطريقة الكلام و55% في لغة الجسد، ولغة الجسد لا يمكن أن تعرفها بدون مشاهدة الشخص في الحياة اليومية وفي تعاملاته مع الناس الآخرين لمدة طويلة.لذلك فلا يصلح للعلاقات عن بعد أن يترتب عليها ارتباط حقيقي إلا بعد تحوله إلى تعارف حقيقي على أرض الواقع.

والحل يكون بالتعارف أكثر، وذلك بنقل هذه العلاقة إلى دنيا الواقع والعلن بشكل أفضل، كأن يصارح الشاب امرأة من أهله سواء والدته أو أخت كبيرة أو قريبة حكيمة لتلقاها قبل أن يراها هو .فالطرفان بحاجة إلى معرفة واعية لكل منهما بالآخر وبظروفه وبأخلاقه وبعائلته، ليس عن طريق الهاتف حيث تختفي تعابير الوجه وإيماءات الجسد، بل وجها لوجه، حيث يجب أن ينظر كل منهما للآخر باحثا عن المزايا والمساوئ دون أن يدع رعونة الفرصة تسيطر عليه لتوصله إلى اختيار فاسد لا يقوى على مواجهة واقع الحياة الأسرية التي لن تكون كلها صلاة ولا حكما ولا كلاما عاطفيا أو إنشائيا، بل هي كفاح لتخطي عقبات اختلاف الطبائع والفروق الفردية إلى قبول بالمختلف عن النشكل معه كلا واحدا لا ينفصل.

· العلاقات بين الجنسين قبل الزواج :

من بين الاستشارات المميزة تلك الاستشارة من شاب سعودي عبر فيها بدقة عن معاناة لدى كثير من الشباب المحافظ الملتزم في المجتمع الخليجي حيث يقول " أنا شاب في الخامسة والعشرين من عمري، أدرس في كلية الطب، علاقتي مع الأهل والأقارب ممتازة والحمد لله، من مجتمع قبلي محافظ، كثير المعارف قليل الأصدقاء، ..... ليس لي أي علاقة ثنائية مع فتاة خارج الأسرة أو حتى من أقاربي، قصيرة كانت أو سطحية. ولذلك فتساؤلاتي تدور حول طبيعة العلاقة مع الجنس الآخر، وهي كالتالي:
1- هل الوضع الذي أعيشه هو وضع طبيعي؟ علما بأني أحسّ نوعا من التناقض بين التزامي بالشرع الإسلامي واحترامي لقيمة الشرف (حتى العائلي منه) من جهة، وقيم المجتمع الحالي بأدواته (الستالايت، الإنترنت...) والذي أطاح بكل الحواجز بين الجنسين ويسّر سبل إقامة العلاقات بينهما فأصبحت هي الشائع والأساس.
2- هل من الضروري اكتساب خبرة عملية في مسألة العلاقة بين الرجل والمرأة (إقامة علاقة) كنوع من الاستعداد لمرحلة الزواج؟ علما بأن الأمر قد تجاوز عند الكثيرين من التعرف للجانب الآخر إلى التجربة الجنسية، وترديدهم لضرورة المرور بتجربة لضمان النجاح الزوجي مستقبلا.
3- بما يخصّ مستقبلي العائلي واختياري لشريكة الحياة هنالك ما يشبه المعضلة: فمن جهة لدي بعض الشروط المهمة والضرورية في الزوجة التي تتوافق مع ما رسمته من خطة لمستقبلي ومتطلبات حياتي الخاصة، ومعرفتي أنني الشخص الوحيد الذي يمكنه التأكد من توافر هذه الخصائص، فضلا عن أن يحيط أيّ شخص آخر بما أنا أريده بالتحديد. ومن جهة أخرى هنالك نمط حياتي الذي يمنعني عن تحقيق هذه الإمكانية بنفسي، أو حتى الولوج إلى تلك المساحات التي قد تعطيني فرصة الالتقاء بمن قد تكون من أبحث عنها."

والحقيقة أن هذا الشاب ليس الوحيد الذي يعيش هذا الوضع الملتبس بل هي الحالة التي استقرت عليها حياتنا منذ عقود؛ ففي عدة بلاد تلاعب التشدد الديني، والتنافس بين التيارات والجماعات، ورأوا في المرأة مشجبًا مناسبًا لتعليق المشكلات والتضييق عليها ، ولكن المنطقة كلها الآن تقف على مفترق طرق حائرة مضطربة؛ لأن الأمور لم تعد مثل الأمس تحتمل التضييق والسيطرة، ومن ناحية أخرى فإن الناس لم يتعودوا على الانفتاح والمرونة وحرية الاختيار بين الصواب والخطأ.. لذا فالأفضل أن نستعد جميعًا لصدمة الحرية؛ لأنها آتية لا ريب، وإذا لم نبادر نحن بأسرع وقت إلى فقهها واستدعائها وتربية أنفسنا على طقوسها وتقاليدها.. فستكون المعاناة كبيرة، وستفرض علينا من الخارج فرضًا.
وإذا أتينا إلى كيفية إلتقاء وتعارف الشباب والفتيات قبل الزواج وما هي المجالات التي يمكن أن يختار من بينها المقدم على الزواج فإننا نؤكد بشكل عام أن هناك مجالان يمكن أن يتعارف فيهما الشباب والفتيات، المجال العام والخاص، فالمجال العام هو أن يتعارف الشباب والفتيات من خلال عمل أو نشاط جاد يجمعهم معا، سواء كان هذا العمل داخل كلياتهم أو خارجها أو من خلال العمل الوظيفي والمهني، ومن ذلك مثلا القوافل العلاجية التي تنظمها كليات الطب، أو نشاط الأسر الجامعية والجمعيات العلمية أو الجمعيات الخيرية، وفي هذا المجال يتعارف ويتعاون مجموعة من الشباب مع مجموعة من الفتيات وفي إطار من الضبط الاجتماعي الذي يمنع أو يقلل من حدوث التجاوزات. وبالطبع فإن ارتفاع الإحساس الفردي بمعية الله ومراقبته تقلل من نسب حدوث أي تجاوزات، ويأتي دور المجال الخاص إذا قرر شاب وفتاة من هذه المجموعة أن ينفصلا وأن يكون لهما لقاءات خاصة بهما، وقد يكون هذا الانفصال بدافع التعارف المعمق من أجل الزواج أو قد يكون له أغراض أخرى؟!! فإذا كان التحول للمجال الخاص من أجل الارتباط فإننا ننصح في هذه الحالة أن يتم التعارف تحت سمع وبصر العائلة، ولا نفضل بأي حال من الأحوال أن يذهبا معا إلى ركن منعزل من الكلية أو إلى ركن منعزل في حديقة خالية أو إلى غرفة في فندق أو شقة؛ لأن فرصة حدوث التجاوزات والتنازلات تزداد بصورة كبيرة لغياب الضابط الاجتماعي. وما ينطبق على أرض الواقع ينطبق على مجتمعات الشات؛ فهناك من هذه المجتمعات ما هو عام (مثل ساحات الحوار والمنتديات) وخاص (الشات الفردي)، وما ندركه ولاحظناه وأثبتته التجربة أن غياب الضابط الاجتماعي في الشات الفردي يعين على حدوث الكثير من التجاوزات، ويضاعف من حجم هذه التجاوزات وجود حجاب الإنترنت الذي يشعر الإنسان وكأنه بمفرده أو كأنه يتحدث مع نفسه مما يسهل عليه الوقوع في هذه التجاوزات.
لذلك فنحن ننصح دوما أن يكون تعارفنا على الإنترنت في إطار مجموعة إلكترونية أو في شات جماعي، وهذا هو المجال العام الإلكتروني، كما ننصح بذلك في أرض الواقع، فإذا قررنا الانتقال للمجال الخاص الفردي أو الثنائي بين شاب وفتاة تمهيدا لخطوة الارتباط فمن الأفضل لنا أن يتم هذا في إطار من الضبط الاجتماعي.

( 6 ) معايير اختيار شريك الحياة:

البعض كان لديه رؤية واضحة حول معايير الاختيار فمن بين استشارات اشترط فيها مواصفات شكلية معينة أو دينية أو علمية... فإن الكثير لم تكن المعايير واضحة في ذهنه وإن كانت المواصفات الشكلية والجسدية قد احتلت النسبة الأكبر لدى الشباب بشكل لافت .

ويمكن إجمال رؤية الصفحة حول أهم معايير اختيار شريك الحياة فيما يلي:

الزواج علاقة أبدية، هدفها الاستقرار وتكوين أسرة ورعاية أبناء لذلك يجب أن يقوم على دعامات قوية ومتعددة :

1 - الدين: "فاظفر بذات الدين تربت يداك". لأن ذات أو ذي الدين هو الذي تجتمع فيه مرغبات النكاح بحسن إيمانه وتقواه وتطبيقه لشرع الله لأن الدين هو حياة كاملة وليس عبادات شكلية فحسب.

2- الخلق: "إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه".
3 - الكفاءة: فعن النبي صلى الله عليه وسلم "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته: فالإمام راعٍ وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها، والخادم راعٍ في مال سيده وهو مسئول عن رعيته، والرجل راعٍ في مال أبيه وهو مسئول عن رعيته، فكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته".
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: "ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيرًا له من زوجة صالحة: إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله".
4 - التكافؤ: من الناحية الاجتماعية والثقافية والعلمية والفكرية وغيرها، ولا يقصد بالتكافؤ المساواة التامة، ولكن وجود مساحات مشتركة تصلح للبناء عليها، والتكافؤ يكون لصالح الزوجة؛ بمعنى أن يكون زوجها مكافئا لها في المعايير السابقة، فلا يعيب الزوج أن يتزوج من هي دونه في الثقافة أو التعليم... إلخ. والتكافؤ يساعد على دوام العشرة؛ وذلك لأن التكافؤ يؤدي لاحترام كل من الزوجين للآخر، ويؤدي إلى توافق الزوجين.

5 – الإدام: بمعنى القبول والرضا والألفة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما". وأولى صفات المرأة الصالحة حسب ترتيب النبي عليه الصلاة والسلام كانت (إذا نظر إليها سرته).

إذا اختلت أحد المعايير فلا يصلح أن نخرج معيارا من معايير الاختيار خارج السياق الشامل للاختيار لنحكم عليه وحده مجردا؛ لأن هذه المعايير تتفاعل مع بعضها، وننظر إليها نظرة متكاملة شاملة ترسم صورة تتجمع جزئياتها معا لترسم الصورة التي نحكم عليها كصورة متناسقة تحقق ما نرغب فيه أو تجد ما كنا نفكر فيه.

( 7 ) زواج العقل أم العاطفة :

تعددت الاستشارات التي تتناول هذا الجانب الهام عند الاختيار حيث كانت معظم الاستشارات التي تحمل مشكلة رفض الأهل لشريك الحياة في ظل تمسك الشخص بالطرف الثاني لارتباطهما الوثيق بعاطفة قوية والمشكلة في كثير من الأحيان أن العاطفة تعمي القلب والعقل عن الاختيار الصحيح كما عبرت فتاة من سلطنة عمان عن هذه الحالة في قولها " أحببت أحد الزملاء وأحبني.. كان حبنا أجمل شيء في الوجود ؛ فقد كان ارتباطنا قويًا ، حتى تعلق كل منا بالآخر حتى صرنا لا نقوى على الفراق...."

وبالطبع يغفل القلب النظر للمعايير الأخرى والتي لو وزنت بميزان العقل لرجحت كفة القلب ولذلك وضعت الصفحة عدة قواعد في هذا الإطار:

· إن العنصرين مهمين للاختيار الصحيح وهدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم يوضح أهمية الجانبين فيما أوصانا به عند الاختيار فأشار إلى جانب العقل في الحديث الشريف: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه"وأشار إلى جانب العاطفة حين قال: "انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما"..

· العاطفة تعني وجود المشاعر الطيبة أو الحب والتوافق والانسجام ووجود قبول نفسي وارتياح في أسرة كل طرف.

· المشكلة ليست في الحب كعاطفة، ولكن فيما يترتب على هذا الحب من أفعال وتصرفات؛ فإما أن يسير أصحابه في الطريق الشرعي، فيتحول هذا الحب إلى طاقة بناء لأسرة تحقق مراد الله في عباده وهو "إعمار الأرض"، وإما أن ينحرف أصحابه عن الطريق الشرعي الذي يرضاه الله، وهنا يصبح الحب فعلا فتنة عظيمة، تعصف بأصحابها لأنها ستوردهم المهالك بالوقوع في الحرام.

· الأصل أن الحب بين الرجل والمرأة هو طريق الزواج؛ لأنه لا زواج من غير حب بين الطرفين، و"الحب" شرط لا غنى عنه، وهو ليس له درجة أو صورة واحدة، وإنما أقله "القبول النفسي"، وأعلاه "العشق"، وبينهما درجات كثيرة. والقبول ببساطة هو ذلك الشعور بالارتياح الذي ينتاب الشخص عندما يتحدث مع شريكه، وأن الحوار ينساب بينهما في تلقائية وبساطة وعذوبة.

· ضرورة الاتزان بين العقل والعاطفة حين الاختيار حتى لا يطغى أحدهما على الآخر.

( 8 ) آليات اختيار شريك الحياة :

التسلسل الطبيعي في اختيار شريك الحياة يكون على أربع خطوات:

1. ملاحظة هل هذا الشخص مناسب من ناحية المستوى الثقافي والاجتماعي والمادي والطباع الشخصية والظروف الأسرية الظاهرة أم لا؟ إلى غير ذلك من الاعتبارات العقلية.

2. تحديد الميل القلبي؛ ففي بعض الأحيان يكون هناك نوع من النفور وعدم القبول للوهلة الأولى، وهذا سبب كافٍ لعدم إتمام الارتباط.

3. مبدأ الاستشارة عملا بالحديث الشريف ما معناه "ما ندم من استشار، وما خاب من استخار"، ونحن كثيرا ما ننسى الجزء الأول من هذا الحديث، ونركز فقط على الجزء الثاني؛ فينبغي استشارة أهل الخبرة ممن يعرفون هذا الشخص، واستشارة الوالدين وغيرهما ممن يتوسم فيهم الإنسان الحكمة والرشاد.

4. بعد الأخذ بالأسباب في الخطوات الثلاث السابقة، تأتي مسألة الاستخارة، وفيها نوع من حسن التوكل وتفويض الأمر لله بعد أن أدى الإنسان ما عليه.
و الاستخارة لا تعني بالضرورة أن يرى صاحبها حلمًا كفلق الصبح أو أحلاما مزعجة يكون فيها نوع من الإيحاء والتوهم، إنما هي ملاحظة هل خطوات هذا الزواج ممهدة وميسرة أم لا وأصح الأقوال هي أنه بعد الاستخارة في أمر ما إما أن يتم وييسر، وإما أن يفشل وينتهي.. وليس للأحلام دخل، ولكن قضاء الله هو الذي يسير الأمور أو ينهيها.

ومن المهم قبل عرض شريك الحياة على تلك الخطوات أن يحدد الشخص بينه وبين نفسه:

1. شروطا يتمناها في شريك الحياة، مع ملاحظة أنه لن يحصل على كل الشروط التي يرغب فيها بنسبة مائة في المائة، وإنما هناك شروط لا يمكن التخلي عنها مطلقا، وهناك شروط يمكن التفاوض فيها وقبولها بنسبة، وهذه الشروط والأولويات تختلف من شخص لآخر.

2. الحرص على واقعية المواصفات والمعايير التي يطلبها فالكمال لله وحده.

3. لا يتم القبول أو الرفض إلا بعد رؤية كل منهما للآخر ليتم القبول المبدئي، ثم تأتي مقابلات متعددة وسط الأهل لمحاولة التعرف على الصفات والطباع والأخلاق.

4. أن يتأكد كل طرف تماما من مناسبة ظروف الطرف الآخر لأولوياته في الحياة، مع الوضع في الاعتبار أنه لا يوجد على وجه الأرض إنسان كامل.. لكل إنسان سلبيات وإيجابيات .

5. دراسة الطرف الآخر جيدا وجمع المعلومات عن شخصيته وسلبياته وايجابياته من خلال معارفه والمحيطين به.

6. لا بد من تحديد (السلبيات) التي لا يمكن تحملها، (والإيجابيات) التي لا يمكن التنازل عنها.

7. إن الإقدام على قرار مصيري يحتاج لوقت كاف حتى يتسنى لمتخذ القرار التفكير بتروي في الأمر من جميع جوانبه.

8. ضرورة طلب المشورة من أهل الخبرة من الأهل والأصدقاء والاستماع لآرائهم بموضوعية وهدوء.

9. مراعاة تحقيق الانسجام بين الأسرتين للحد من وجود مشكلات مستقبلية.

( 9 ) حالات انعدام التكافؤ بين الشريكين :

بصفة عامة الارتباط بين زوجين غير متكافئين - وخصوصا إذا كانت الزوجة هي الطرف الأعلى- أمر يهدد الزواج بالفشل؛ لأنه يصيب ركنا هاما في هذه العلاقة وهو التكافؤ، بمعنى أن المرأة تحب أن تشعر بتميز زوجها عليها؛ حتى تشعر باحتوائه لها وقوامته النفسية عليها .إلا أن هناك نسبة قليلة من الزيجات هي التي تستطيع مواجهة هذا التحدي، وتعبر بالزواج إلى شاطئ النجاح رغم غياب هذا العنصر الهام، ولا يتم ذلك إلا بتعامل واع ودون حساسية من الطرفين.

وقد ظهرت عدة حالات من انعدام التكافؤ في العينة المختارة من الاستشارات منها على سبيل المثال:

- فارق التعليم لصالح الفتاة ونقتطف فقرة من رسالة احدى الفتيات من الإمارات توضح فيها هذا الفارق " صدمني حين اعترف لي بعدم تكملة دراسته، فقد حصل على الشهادة الإعدادية فقط....."

فتاة أخرى من عمان ترصد هذا الفارق في قولها " تقدم لطلبي شابان عن طريق إحدى الصديقات بطريقة تقليدية، ولا يوجد فرق بينهما ولا عيب يذكر حتى الآن، ولكن ما يشغل بالي في هذا الموضوع أنه ليس لهذين الشابين أي شهادة علمية سوى الثانوية ! بالرغم من جودة عملهما والراتب الجيد"

- أيضاً من مظاهر عدم التكافؤ فارق الطول على حد قول أحد الشباب السعوديين " وبصراحة لم أجد فيها شيئا لا يناسبني سوى قصر قامتها وصغر حجمها مقارنة بي.. حيث يبلغ طولها 150 سم تقريبا إضافة إلى أنها صغيرة الأعضاء والأطراف.. أما أنا فطولي 186 سم وجسدي متوسط ليس بالعريض ولا بالدقيق.."

- فارق السن لصالح الفتاة من الهواجس التي شغلت بعض الشباب كما يروي شاب سعودي " فلقد وقعت في حب فتاة تكبرني سنًّا بثلاث سنوات وربما أقل....."

- - مسألة اختلاف الجنسيات كان لها نصيب كبير ويبدو أنها من سمات المجتمع الخليجي الذي لا تنفصم عنه فمن رفض الزواج بشخص من جنسية غير عربية كما تروي فتاة من الإمارات " ولكن فوجئت برفض إخوتي له بسبب ما توقعته وهو (العجم والعرب)..." إلى رفض الزواج من دولة أخرى داخل نفس المجتمع الخليجي على حد وصف إحدى الفتيات " أنا فتاة من الإمارات أبلغ من العمر 25 عامًا، تقدم لخطبتي شاب من أصل عماني على دين وخلق، ولكن المشكلة أنه لا يملك الجنسية الإماراتية، .. بالإضافة إلى أنني لن أتمتع بالحقوق التي تتمتع بها أي امرأة مع زوج من نفس الجنسية، إضافة إلى أنه لو قدر الله لي الزواج بهذا الشاب ورزقنا الله الأولاد فلن يمكنني من إدخالهم الجامعات في دولة الإمارات حيث نسكن أنا وزوجي، ولن تصرف لهم من الدولة حقوق كمنزل حكومي لكونه من جنسية أخرى غير إماراتية… إلى غير ذلك من أمور. "

- التقاليد والأعراف القبلية أيضاً تحتل مكانة كبيرة في المجتمع الخليجي كما تروي فتاة قطرية: " فعندما جاء الشاب هو وأهله قوبلوا بالرفض بعد السؤال عنه؛ فهو شاب مؤدب وممتاز أخلاقيا، وأهله أناس طيبون، ولكن ما العيب...؟! العيب هو القبيلة والفارق الاجتماعي. حاولت التمسك به وتوسطت لدى أحد أقاربي، ولكن كلهم رفضوا مساعدتي... "

وفتاة أخرى ناقمة على التقاليد الخليجية فتقول " أنا فتاة من دولة خليجية ، لا أحب عاداتنا ولا تقاليدنا ولا أتأقلم معها ولا أريد التأقلم معها من الأصل .. والمشكلة هي أني لا أريد الزواج من أهل بلدي، ولكني أخشى معارضة أبي وعدم تقبله للأمر...وهناك شاب أمه تركية وأبوه عربي متدين يريدني؛ لالتزامي بتعاليم ديني، وأنا أريده بشدة؛ لأن التقوى تمكنت من قلبه، لكن لو رفضه أبي لأنه أجنبي فربما تنتهي حياتي؛ لأني لا أستطيع العيش مع أبناء بلدي"

وفتاة أخرى قطرية تروي" أنا فتاة أبلغ من العمر 24 سنة أُعجب بي شاب تركي، وأنا عربية، وهذا الشاب مسلم ويتحدث اللغة العربية، ويعمل حلاقًا، وقد فاتحني بأنه يرغب في الارتباط بي، ويبغي أن يطلبني من أهلي؛ ففاتحت أمي في الموضوع إلا أنها رفضت لعدة أسباب، منها أنه تركي، وأنه يعمل حلاقًا، وهي تقول لي: ماذا سوف يقول الناس عنا؟"

وكذلك الشباب يشكو من هذه التقاليد كما يقول شاب قطري": إننا متفاهمان في كل شيء، وأريد الزواج منها، لكني لا أستطيع أن أفتح موضوع الزواج أمام أسرتي؛ لأسباب عديدة منها: أني شاب خليجي لا يستطيع الزواج من فتاة عربية؛ لأن هذا يخالف القانون الخليجي.."

كانت هذه أهم مظاهر الفوارق وانعدام التكافؤ كما بدت من خلال الاستشارات وبالطبع لا توجد قواعد ثابتة تجاه التعامل مع هذه الفوارق ولكن يمكن رصد موقف صفحة مشاكل وحلول تجاه أبرز هذه الفوارق كما يلي:

· فارق السن لصالح المرأة

الأفضل أن يكون فارق السن لصالح الرجل فهو أدعى للتوافق مع القوامة،إضافة إلى أسباب أخرى:

السبب الفيزيولوجي: فكثير من النساء يفقدن دوراتهن الإباضية في سن الأربعين أي يفقدن قدرتهن على الإنجاب بينما يصل الرجل إلى سن الخمسين وأكثر وهو لا يزال يتمتع بهذه القدرة.
السبب النفسي: وهو أن الفتاة تنضج قبل الفتى بدليل البلوغ الذي يحصل عند الفتاة بمرحلة تسبق بلوغ الفتى بـ 3 سنوات، ولكن الشاب يسبقها بالنضج -غالبا- بعد البلوغ بسبب التجارب المتاحة في المجتمع للشاب أكثر من المتاحة للفتاة، فعندما يتزوج الشاب من شابة في سنه قد يظن أنها ناضجة مثله، ولذلك يعاملها معاملة الند للند، بينما إذا تزوج ممن تصغره سنًا فهو يعلم أنه أنضج منها؛ ولذلك يكون أكثر استيعابًا لها وتفهما، وبالطبع هذا الأمر له استثناءات كثيرة.

ويتوقف نجاح الاختيار في حالة فارق السن لصالح الزوجة على:

1. مدى قدرة الزوج على تحمل المسئولية وعلى إدارة دفة الأسرة وشعوره بقوامته.

2. شعور الزوجة بنضج عقله ورصانة شخصيته، وتقديره وقبوله واحترامها له.

3. شعور الزوجة بقدرته على احتوائها وفهمها وتلبية رغباتها.

4. أن يحدد كل منهما بالضبط مدى أهمية "نقطة فارق السن" لديهما، وهل هي من الأمور التي يمكن التنازل عنها؟ أم هي من الأساسيات بحيث توضع هذه النقطة في حجمها الطبيعي مع باقي المعايير الأخرى.

5. أن يتحمل الطرفان تأثير نظرة المجتمع والأهل لفارق السن بينهما، فلا تؤثر على علاقتهما الخاصة.

6. أن يدرك الزوج أن كبر سن الفتاة قد يقلل من فرص حدوث إنجاب، أو إنجاب عدد أقل من الأبناء. والحسم في هذه الأمور يحتاج إلى "كشف ما قبل الزواج".

· فارق الطول:

ليس لفارق الطول أي تأثير على الحياة الزوجية والجنسية سواء كان لصالح الرجل أو المرأة والمهم هو اقتناع كل طرف بشريكه وتقبله له كما هو.

· فارق التعليم لصالح الفتاة :

إن وجود فارق كبير جدا بين من يريدون الارتباط، مع وجود نظرة مجتمع ترسخ وتعلي من شأن الشهادة الجامعية، فإن هذا قد يخلق نوعا من المشاكل بين الزوجين، إلا إذا نظرت الفتاة لهذا المعيار في إطار منظومة المعايير الأخرى واستشعرت بقدرتها على تقبل هذا الأمر ومواجهة المجتمع بذلك.

· أما مسألة الأعراف القبلية :

فلا يوجد حكم واحد بهذه الصورة، ولكن يوجد اختيار لكل فرد حسب معاييره وظروفه وموقف الصفحة أن معايير القبيلة والمستوى الاجتماعي هي كلمات تعني مباشرة التكافؤ الذي ينبغي أن يكون متحققا كمقدمة لزواج ناضج. هذا هو الأصل، ولكنه أبدا لا يعني أن وجود فارق ما لصالح الفتاة يكون سببا لازما لفشل محقق لعلاقة الزواج، خاصة أن آليات الصعود الاجتماعي وحراكه أصبحت ترتبط أكبر وأكثر بدرجة التعليم وأدوات الاتصال والمعرفة، وأصبح التعليم يحقق قفزات اجتماعية هائلة للذين يعرفون كيف يستخدمونه مصعدا للارتقاء. ولكن الكثير من مجتمعاتنا العربية ما زالت غافلة عن هذه، ومتمسكة بمعايير القبيلة والأسرة والعائلة الكبيرة، وهي بالمناسبة معايير هامة ولها وزنها، لكنها ليست وحدها حاليا معيار المفاضلة بين الناس وتقرير الحكم الاجتماعي عليهم. ويفيد في هذه الحالة البحث عن أطراف جديدة يمكنها مناصرة القضية والاقتناع بامكانية الزواج من خارج القبيلة أو ممن ليس بنفس التوافق الاجتماعي أو المذهبي ويكونون على اقتناع بأن رفض الأهل متعسف، ويقوم على معايير ليست كافية وحدها لحرمان الابنة ممن هو كفء لها علما وخلقا ودينا، ولا يعيبه سوى أنه مولود لأسرة غير ذائعة الصيت، أو من قبيلة غير ممتدة الفروع.. وهذه كلها معطيات موروثة ليس لجهد الإنسان وكده وعرقه فيها نصيب.

ولا بأس من إيصال هذه الحقيقة المهمة للأهل : وهي أن المجتمعات في الوقت الحالي قد تداخلت أمورها كثيرًا، ولم يعد هناك مجتمع وحيد العرق أو الهوية أو الانتماء، وأخذ الناس في كثير من الحالات بالزواج المختلط بين الأعراق المختلفة، ولنا في رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الأسوة الحسنة حيث تزوج أيضًا من خارج قبيلته وعشيرته وقومه.

· أما التقاليد الخليجية: فإن القانون الخليجي يحظر الزواج من غير مكتسبي الجنسية الخليجية وبالنسبة للشاب فإنه إذا اقتنع بأهمية وإمكانية الزواج من فتاة عربية متدينة وعلى خلق وتتوافر بها المعايير التي يطلبها لنفسه فسوف يستطيع إقناع الناس جميعاً؛ ويمكنه أن يتحدث إلى امرأة متقدمة في السن من قريباته "خالة أو عمة.. إلخ" تكون قريبة من نفسه فيخبرها بقصته، وتستطيع هي أن تفاتح الوالدة بأسلوب تجيده المرأة الحكيمة، ووقتها يكون الطريق ممهداً أمامه لمفاتحتها، وتقديم الفتاة لها في مرحلة لاحقة ومن ثم تقوم هي بعد اقتناعها بعرض الأمر على الأب .

خلاصة الأمر أن الخروج على العرف يحتاج إلى جهد، ومثابرة، وقوة نفسية، وعزيمة لا تلين؛ حتى يتحقق المطلوب، كما يمكن إجراء عقد الزواج في الخارج ثم العودة للوطن الأمر يتوقف على جهد الشاب وجديته وحسن إدارته لأموره.

· نأتي لمسألة رفض الزواج من أجنبي :هنا لابد أن يكون الشخص على اقتناع بهذا الاختيار وأن يكون مبنيًا على أسس عقلية مقبولة.

مع مراعاة إختلاف الطباع والتقاليد والثقافة والانفتاح، فالحب وحدة لا يكفي لتذويب الفروق بين الثقافتين؛ فيجب أن نكون على درجة من الوعي باختلاف الفروق وكيفية إدراكها والتعامل معها وفي المستقبل مع إنجاب الأطفال واختلاف طرق التربية بين الثقافتين، كل هذا وما قد ينتج عنه من صراعات قد تقضي على الحب، وفي حالة الاجابة عن كل هذه الأسئلة فإن توسيط طرف موثوق به وعلى علاقة طيبة بأهل الشخص قد يكون مجديا حتى يأتي اليوم الذي نقضي فيه على كل هذه النعرات القبلية والطائفية.

( 10 ) أسباب سوء الاختيار:

أهم الأسباب التي يمكن رصدها من خلال الاستشارات والمؤدية لسوء الإختيار كانت:

· تقديم تنازلات من الفتاة هروبا من شبح العنوسة.

· النظر لمعيار واحد بمعزل عن المعايير الأخرى.

· وهم الحب الأول.

ويمكن إجمال الخطوط العريضة لموقف الصفحة تجاه هذه المشكلات فيما يلي:

· هل يستوجب تأخر سن الزواج تقديم تنازلات

- يجب على الفتاة عدم الاستسلام لسوط العنوسة .

- أن تبدي شيئا من المرونة في تصوراتها وشروطها للزواج والسعادة حتى لا يسرقها العمر.

- أن تعرف أن فرص الزواج بالنسبة لها في تناقص شديد؛ لأنها قد تجاوزت السن المثالية، لذلك، فإنها حتى تتزوج عليها أن تقبل من أمثلة ذلك تنازلات اجتماعية كأن يكون الرجل أرمل أو مطلقا أو لديه أولاد.. أو تنازلات مالية، أو ثقافية أو شكلية ولكن عند تقديم تنازلات يجب أن تضع في اعتبارها 3 نقاط:

•النقطة الأولى: هذه التنازلات تتوقف على طبيعة شخصيتها، فما تقبله واحدة قد لا تقبله أخرى.

•النقطة الثانية: أن تتحمل نتيجة تنازلاتها، فإذا تزوجت رجلا بسيطا في ثقافته مثلا، فتعيد برمجة عقلها على احترام هذه البساطة وعدم التكبر عليه بعلمها.

•النقطة الثالثة: الحذر من التنازلات الأخلاقية، فعدم الزواج أفضل من الارتباط بشخص سيئ الخلق.

· النظر لمعيار واحد بمعزل عن المعايير الأخرى

لا ينبغي النظر لمعيار واحد بمعزل عن باقي المعايير وهو الخطأ الذي وقع فيه كثير من السائلين حيث يتساءل عن معيار مثل فارق السن أو فارق الطول أو التعليم أو الجمال...... لذا يجب على الشخص أن يحدد بوضوح ودقة ما هو النقص الذي يستطيع أن يتعايش معه، وهذه الأمور مختلفة من شخص لآخر ولا يستطيع أحد تحديدها سوى نفس الشخص فيجلس مع نفسه جلسة مصارحة يحدد فيها أولوياته ويرتب معاييره حسب أهمها بالنسبة له وينظر لهذا المعيار في إطار منظومة المعايير المتكاملة.

· وهم الحب الأول

يتصور الكثير أن الحب الأول هو نهاية العالم، وأن القلب الذي يُخفق مرة يتوقف بعد ذلك عن الخفقان، وعن تذوق طعم الحب للأبد، وهذا تصور خاطئ أثبتت التجارب السابقة عكسه تماما، حيث إن العاطفة تتميز بالتبدل والتغير وتغير مشاعرنا، وهدوء هذه الانفعالات يحدث مع مرور الزمن فالزمن كفيل بمداواة الجراح الناتجة عن هذا الحب والطريق للحل هو الاستعانة بالله فهو خير معين، واليقين أن القلب يمكن أن يخفق مرات ومرات فقط يتطلب الأمر إعطاء القلب الفرصة للتعرف على شريك آخر ويجب ألا يسارع في اختيار شريك آخر إلا بعد يتخلص تماما من آثار الحب الأول ويتذكر قول الرسول صلى الله عليه "أحبب حبيبك هونًا ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما"

( 11 ) حالات خاصة في الاختيار :

· الزواج الثاني

ما زال زواج الفتاة من رجل متزوج محل رفض من الأهل كما تروي فتاة إماراتية " مشكلتي هي أنني فتاة تقدم لخطبتي رجل وهو جيد أخلاقيا ودينيا ولكنه للأسف وجد الرفض من أهلي والسبب هو أنه متزوج وأنا تكلمت مع الرجل واقتنعت به جدا وأوضحت رأيي لأهلي ولكنهم لم يأخذوا برأيي ورفضوه." وكان موقف الصفحة تجاه هذه القضية أن الله سبحانه قد أباح التعدد ومن الخطأ الفاحش أن نحرّم ما أحله الله,فلا مانع من أن تقبل الفتاة بشريك حياتها كزوجة ثانية ولكن أحيانا يكون التعدد وبالا على الزوج والزوجة الأولى والزوجة الثانية من حيث عدم إمكانية العدل, وعدم موافقة الزوجة الأولى يشكل خطرا على مستقبل الزوجة الثانية، كما أن ميل الزوج للزوجة الثانية قد يهدد استقرار أسرته المكونة من زوجته الأولى ناهيك عن وجود الأولاد مستقبلا, وبالطبع فهذا كله عائد للعرف.

والمهم أن يتعرف الشخص على كل الجوانب المحيطة بهذا الزواج حتى تتضح لديه أبعاد الصورة وما يترتب عليها من سلبيات أو ايجابيات والأهم هو مدى استعداد الشخص لتحمل النتائج المترتبة على الاختيار.

· اختلاف المذاهب الدينية

برز الزواج بين السنة والشيعة كأحد الحالات الخاصة في الاختيار فكما تروي فتاة من البحرين " أهلي شيعة، ولكنني وأخواتي هدانا الله، فأصبحنا من أهل السنة، لكن دون علم الأهل.. قبل سنة ونصف تعرفت على شاب خلوق جدًّا ومتدين ويحبني جدًّا، وهو سُنيّ.. .. لكن المفاجأة كانت أن والده رفض رفضا قاطعا، وسبب الرفض أنه لا يريد لابنه الارتباط بشيعية. ومع أنني سنية، لكنه يرفض تقبل هذه الفكرة. " والحقيقة أن الزواج بين السنة والشيعة أو غيرها من المذاهب يعتمد نجاحه على مدى تقبل الأهل والمجتمع لهذا الأمر وقدرة الطرفين على الصمود كزوجين أمام هذه الانتقادات، وقد جرت العادة أن المشكلات الناجمة من زواج سني من شيعية أقل نوعًا من زواج شيعي من سنية، وذلك من ناحية سهولة الارتباط وحدوث التوافق بين الزوجين.

· الزواج من مطلقة

في كثير من الأحوال يقع اختيار الشخص على شريك سبق له الزواج كالأرمل والمطلق ويتساءل الكثير عن مدى نجاح مثل هذا الاختيار كما يروي شاب سعودي " مشكلتي أنني أواجه مشاكل كثيرة لإتمام هذا الزواج، من ذلك مثلاً العادات والتقاليد التي تتبرأ من كل شاب يتزوج مطلقة ....".

وتتلخص رؤية الصفحة بهذا الخصوص في أنه لا يوجد اختيار صحيح تماما وآخر خاطيء تماما فطالما أن الأمر بعيد عن الأمور المحرمة شرعا فكل الاختيارات والاجتهادات صحيحة، ولكن يوجد الاختيار الأنسب لي الذي يناسب ظروفي واحتياجاتي، وأستطيع أن أتكيف مع سلبياته أو أقلل من أثرها؛ ولذا فهو اختيار عن وعي وإدراك لا تصلح فيه العاطفة فقط أو غيرها من المعايير الأحادية للوصول إليه، بل لا بد من النظرة الشاملة ودراسة كل الاحتمالات لذا يجب النظر إلى جميع النقاط بهدوء وموضوعية ولا يوجد ما يسمى زواج الشفقة والرعاية لأنه غير مكتمل الأركان.

وفي الحالة الطلاق يستحسن تحري السؤال لمعرفة السبب في الانفصال وانهاء الزواج الأول.

وتبرز هنا مشكلة أخرى خصوصا في حالة كون المرأة هي المطلقة نظرا لكونه أمرا مستنكرا بالنسبة للمجتمع لذا لابد للرجل أن يسأل نفسه : هل أنا من القوة وتحمل المسؤولية والنضج بما يكفي لمواجهة هذا المجتمع؟ وهل أنا قادر على تحمل أي ضغوط نفسية تمارس ضدي من قبل هذا المجتمع مهما كانت؟! أم أن هذا الزواج سيفرض علييّ عزلة اجتماعية وضرائب نفسية لن أستطيع تحمل تبعاتها، فتؤدي للسخط على هذا الزواج مع مرور الوقت إضافة إلى مواجهة تبعات رفض الأهل.

الخاتمة

رأينا من خلال هذه الدراسة أهمية موضوع إختيار شريك الحياة للشباب والفتيات المقبلين على الزواج وأن موقع إسلام أون لاين قد أدرك منذ البداية أهمية هذه القضية لذا فقد أفرد لها ملفاً خاصاً وفتح باباً لتلقي الاستشارات وحقيقة فإن قضايا اختيار شريك الحياة مع تنوعها وتشابكها فإنه يوجد قاسم مشترك بين جميع الدول العربية فيها وإن كانت منطقة الخليج قد حظيت باهتمام وافر لما لهذه المنطقة من خصوصية انعكست على طبيعة القضايا المحورية في اختيار شريك الحياة مثل الأعراف القبلية والتقاليد الخليجية التي تحظر الزواج من جنسيات أخرى....وهي مسائل ينبغي إعادة النظر فيها في ظل الانفتاح العالمي وزوال الحواجز بين الدول وسهولة الحراك الاجتماعي بين الطبقات إذ تقف هذه التقاليد كثيراً أمام الشباب من الجنسين وفي كثير من الأحيان يترتب عليها إرتفاع نسب العنوسة في هذه المجتمعات وموقع إسلام أون لاين يدق ناقوس الخطر تجاه هذه التقاليد والأعراف وإن كان لا يدعو إلى الخروج عليها بل ضرورة التغلب عليها بالتدريج عن طريق العودة للقيم الإسلامية التي تعلي من شأن الدين والخلق دون أن تفاضل بين أبيض وأسود أو عربي وأعجمي إلا بالتقوي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق