الأحد، 10 أكتوبر 2010

مسلمو أوروبا الغربية.. معركة الاندماج والهُوية

أمل خيري

قراءة في تقرير "بيو" حول "الحركات الإسلامية في غرب أوروبا"

على مدار العَقدين الماضيين تزايدت أعداد المسلمين في أوروبا الغربية باطراد؛ فقد ارتفعت من أقل من 10 ملايين في عام 1990 إلى ما يقرب من 17 مليون نسمة في 2010، وهذا النمو المستمر في أعداد المسلمين في أوروبا يثير مجموعة من المسائل السياسية والاجتماعية، والتوترات حول قضايا الدين ودوره في المجتمع ووضع المرأة وحقوق المهاجرين وواجباتهم.
وفي الوقت الذي يتم توجيه الاتهام لبعض القوى الإسلامية في الغرب بإعاقة اندماج المسلمين في المجتمع أو دعم الإرهاب؛ فإن هناك مجموعات إسلامية كثيرة تسعى للتأثير في آراء وأفكار المسلمين في الغرب وتشكيل عقولهم؛ وهذا ما دعا مركز "بيو للدين والحياة العامة" في سبتمبر الماضي لإصدار تقرير شامل بعنوان "الشبكات والحركات الإسلامية في غرب أوروبا"، ليكون بمثابة دليل شامل حول أهم الجماعات الإسلامية في أوروبا الغربية ودورها في إدماج المسلمين في المجتمع الأوروبي، ويقدم التقرير لمحات عن العلاقات بين هذه الجماعات وبينها وبين الحكومات الأوروبية، كما يناقش التقرير مستقبل هذه الحركات خاصة مع التحولات التي تشهدها هذه الجماعات على مستوى الصف والجماعة، فضلا عن استخدامها الإنترنت كمنبر إعلامي، وحضورها الملحوظ في مواقع الشبكات الاجتماعية كالفيس بوك وتويتر، والاستفادة من أدوات التدوين والملتيميديا للوصول لمزيد من الأعضاء.
لم يتعرض التقرير لكل الجماعات أو المنظمات الإسلامية المحلية التي نشأت داخل أوروبا؛ بل اقتصر فقط على أبرز الحركات العابرة للحدود، والحركات التي تقع أصولها في دول إسلامية؛ لذا جاء التركيز على: حركة جولن، وجماعة الإخوان المسلمين، والجماعة الإسلامية، ورابطة العالم الإسلامي، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، والطرق الصوفية، والحركات الإسلامية الراديكالية، وجماعة التبليغ، وشبكات من علماء الدين.
جولن والإسلام الحداثي
تشير حركة جولن -حسب تقرير بيو- لمجموعة من المنظمات الدينية والتعليمية والاجتماعية التي تأسست وفق أفكار فتح الله جولن المفكر الإسلامي التركي المعروف، وتجمع الحركة بين العلم والدين؛ لذا فقد قامت الحركة بإنشاء شبكة عالمية من المدارس وغيرها من مراكز التعلم التي تصل إلى أكثر من 1000 مدرسة ومركز تنتشر في أكثر من 100 دولة، وفي أوروبا وحدها ما لا يقل عن 50 مدرسة و150 مركزا تعليميا وثقافيا.
نشأت هذه المدارس والمراكز في البداية لخدمة أبناء الجالية التركية في أوروبا، وما لبثت أن فتحت أبوابها للجميع، وافتتحت أول مدرسة في شتوتجارت بألمانيا عام 1995، ويؤكد أصحاب هذه المدارس أنها ليست مدارس مملوكة لجولن بل مستوحاة من فكر جولن وحركته الإصلاحية، وتعتمد هذه المدارس اللغة الإنجليزية أو لغة البلد المضيف.
بالإضافة للتعليم فإن حركة جولن أيضا تهتم بوسائل الإعلام سواء المطبوعة أو المرئية أو حتى الإلكترونية، فهناك طبعة أوروبية لجريدة الزمان التركية تهتم بمتابعة أنشطة الحركة وزعيمها، كما تولي الحركة اهتمامها بعدد من الأنشطة الترويجية، مثل المؤتمرات والمحاضرات والحلقات الدراسية، ودورات اللغة، وتعليم الموسيقى والرحلات في الخارج، وغالبا ما تعقد هذه الفعاليات تحت رعاية منتدى حوار الثقافات في برلين.
ومن أبرز ما يميز حركة جولن في أوروبا الغربية-حسب تقرير بيو- انعزالها عن المنظمات الإسلامية الأخرى؛ مما يعكس الطابع التركي المميز للحركة، وأغلب نداءات الحركة موجهة للجالية التركية؛ لذا فمن غير المستغرب أن نجد تأثير الحركة الأكبر يقع في الدول التي تضم أكبر الجاليات التركية كألمانيا وهولندا.
وربما يعود السبب في انعزال الحركة عن غيرها من الشبكات الإسلامية إلى التزام الحركة بإدماج المسلمين في المجتمع الأوروبي بعكس بعض الحركات الأخرى التي تسعى لعزل المسلمين بغرض التأكيد على الهوية الإسلامية، وتحاول الحركة بناء شراكات مع المنظمات غير الحكومية والجامعات والمؤسسات العلمانية، وهي تقدم نفسها على أنها النموذج الحداثي للإسلام، غير أن ذلك لم يمنع بعض منتقديها من اتهامها بحمل أجندة خفية لتقويض الأسس العلمانية للدولة التركية، وربما لهذا السبب يحرص جولن دائما على تأكيد موافقته على العلمانية.
عالمية الإخوان المسلمين
الإخوان المسلمون ثاني كبرى الجماعات الإسلامية في أوروبا الغربية-والتي تناولها التقرير- والتي تعود بجذورها لمصر حين قامت عام 1928 على يد الشيخ حسن البنا، وهي تدعو إلى إقامة نظام حكم إسلامي تحت شعار "الإسلام هو الحل"، والإخوان المسلمون بلا شك من أكثر الجماعات الإسلامية تنظيما وانتشارا على مستوى العالم، بل إنها قدمت الأساس الأيديولجي لعدد من الحركات الإسلامية الأخرى خارج العالم العربي بما في ذلك الجماعة الإسلامية في باكستان.
ويعود انتشار جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا-حسب تقرير بيو- لفترة الخمسينيات من القرن العشرين حين تعرض أعضاء الجماعة للاعتقال والتعذيب في السجون الناصرية؛ فهاجر كثير منهم لدول عربية وأوروبية خاصة فرنسا وإنجلترا وألمانيا وسويسرا، وقد أدركت المجموعات المهاجرة منذ البداية أن إقامتها في أوروبا ستستمر لفترة طويلة؛ لذا فقد سعوا لتنظيم أنفسهم وفق مبادئ الجماعة الأصلية، ونتج عن ذلك نشأة العديد من المنظمات الإسلامية القائمة على فكر الإخوان مثل الاتحاد الفرنسي للمنظمات الإسلامية، ورابطة مسلمي إنجلترا، والجماعة الإسلامية في ألمانيا، وغيرها.
وهناك العديد من أقطاب الحركة الذين أقاموا في أوروبا الغربية من بينهم كمال الهلباوي وسعيد رمضان وراشد الغنوشي، وتتجمع أهم المنظمات الوطنية التابعة للإخوان المسلمين في اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، والتي تتخذ من بروكسل مقرا لها، وتتمثل أهدافها في تعزيز الإسلام بوصفه طريقة حياة شاملة، ودعم الجالية المسلمة في أوروبا، وتشجيع المسلمين للمشاركة في المجتمع الأوروبي، كما أنشئت منظمات ومراكز إسلامية أخرى مستوحاة من فكر الإخوان المسلمين في جميع أنحاء القارة للمساعدة في تلبية الاحتياجات الدينية للمجتمعات الإسلامية المحلية، إضافة إلى حوالي 400 مسجد في أوروبا ترتبط بشكل غير مباشر بجماعة الإخوان المسلمين اعتبارا من عام 2008.
وبالنسبة للجماعة الإسلامية المستوحاة من فكر الإخوان المسلمين فتنتشر بشكل خاص في إنجلترا، وترتبط الأجيال الأكبر سنا بفكر الجماعة الأصلي خاصة تعاليم أبي الأعلى المودودي، أما الأجيال الشابة فقد حاولت الابتعاد عن المواقف المتشددة للمودودي، وبدأت هذه الجماعة تتصل بالحكومات الأوربية خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وهجمات لندن، كما يشارك أعضاء الجماعة في بعض الأنشطة المعارضة للحكومات، فقد شاركت جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية بفاعلية في تنظيم عدة احتجاجات واسعة ضد الحرب في العراق، غير أن الجيل الثالث من المهاجرين- الذي ولدوا في أوروبا- وكثيرا من القيادات الشابة يضغطون في اتجاه التركيز على مصالح واحتياجات المسلمين في البلدان الأوروبية بدلا من التركيز على القضايا الإسلامية العالمية.
رابطة العالم الإسلامي
من أهم الشبكات الإسلامية في غرب أوروبا التي تناولها التقرير رابطة العالم الإسلامي والندوة العالمية للشباب الإسلامي وهما مجموعة من الشبكات الممولة من قبل السعودية ذات التوجه العالمي، وتولي اهتماما كبيرا بالمسلمين في أوروبا الغربية خاصة فرنسا وألمانيا وإنجلترا، وتستهدف تأكيد تعاليم الإسلام كما تهتم بتزويد غير المسلمين بمعلومات عن الإسلام، وتنسيق الأنشطة الإقليمية للدعاة وعلماء الدين وإنشاء المراكز الإسلامية، وتسعى رابطة العالم الإسلامي لإقامة شراكة مع شبكة من المنظمات الإسلامية في أوروبا لتلبية الاحتياجات الدينية للأعداد المتزايدة من المسلمين خاصة في تمويل بناء المساجد والمراكز الإسلامية.
أما الندوة العالمية للشباب الإسلامي فتركز على الشباب المسلم؛ فتقيم معسكرات شبابية وبطولات كرة قدم، وتقدم منحا دراسية لدراسة الإسلام وتهتم ببرامج التبادل الدراسي، إلا أن الاتهام دوما موجها للرابطة والندوة بالترويج للفكر الوهابي المتشدد، وتنتشر المواقع الإلكترونية للعلماء السعوديين البارزين، والتي يرتادها كثير من المسلمين الأوروبيين الذين يبحثون عن معلومات حول الإسلام أو فتاوى دينية، ومع ذلك يظل انتشار ونفوذ الرابطة محدودا في غرب أوروبا، ولكنها تظل منبرا لنشر الفكر الديني المحافظ.
الإسلام الراديكالي
بوجه عام يرتبط التطرف الإسلامي في أوروبا الغربية-حسب تقرير بيو- ببعض المنظمات الجهادية العالمية مثل تنظيم القاعدة، والتي اتهمت بالتسبب في تفجيرات مدريد ولندن، وتعود جذور التطرف الإسلامي في أوروبا الغربية للسبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين حينما هاجر عدد من المنشقين عن الجماعات الإسلامية الكبرى في الشرق الأوسط خاصة الإخوان المسلمين، كما شهدت فترة التسعينيات وصول أعداد كبيرة من هؤلاء الذين على صلة مباشرة بتنظيم القاعدة للمشاركة في الجهاد في البلقان، ورغم عدم توافر بيانات موثقة عن حجم وتأثير الجماعات المتطرفة فإن البعض يقدرها بثمانٍ وعشرين شبكة جهادية نشطة في أوروبا خلال الفترة من 2001-2006، وعدد أعضاء هذه الشبكات لا يزيد عن بضع مئات من الأفراد.
ورغم ذلك لا تمثل المنظمات الجهادية المسلحة سوى نوع واحد من المنظمات الراديكالية الإسلامية -حسب تقرير بيو- فهناك حركات راديكالية تنبذ استخدام العنف كحزب التحرير الإسلامي، والذي يختلف من حيث المبادئ والتنظيم الهيكلي عن الجماعات المسلحة، ويعود في نشأته للخمسينيات من القرن العشرين كامتداد لجماعة الإخوان المسلمين، ويسعى بعضهم لإعادة تأسيس الخلافة من خلال الوسائل السياسية، وللحزب تواجد قوي في أوروبا، ولا سيما في إنجلترا والدنمارك، وبعض التواجد في ألمانيا رغم حظر نشاطه فيها منذ عام 2003 بحجة معاداته للسامية.
ويحاول خطاب حزب التحرير-حسب التقرير- الاستفادة من الشعور بالاغتراب الذي يعاني منه كثير من أبناء الجيل الثاني والثالث من المهاجرين في أوروبا عن طريق تشجيع الحفاظ على الهوية الإسلامية؛ لذا يعتبر البعض أن أنشطة الحزب تقف عائقا أمام جهود منظمات أخرى لدمج المسلمين في المجتمعات الأوروبية، فالحزب يعارض حتى الآن مشاركة المسلمين في الانتخابات السياسية الأوروبية،وعلى الرغم من الالتزام المعلن من قبل الحزب بنبذ العنف فما زال بعض المحللين الغربيين ينظرون إليه على أنه جزء من الحركات الجهادية.
الطرق الصوفية
تحظى الطرق الصوفية بشعبية واسعة بين المسلمين؛ لذا فقد انتشرت في أفريقيا وآسيا وأوروبا، واليوم هناك العديد من الحركات الصوفية ذات توجه عالمي كالطريقة النقشبندية والقادرية، ويرى التقرير أن العديد من المهاجرين المسلمين لأوروبا في الستينيات من القرن الماضي حملوا معهم انتماءاتهم الصوفية، بل هناك طرق صوفية نشأت أصلا في أوروبا كالطريقة البكتاشية المنتشرة في منطقة البلقان.
وتعد الطريقة النقشبندية من أوسع الطرق الصوفية انتشارا في غرب أوروبا، كما يعود الفضل لفوزي الصقلي من خلال نشاطه في الطريقة القادرية في جعل التصوف أكثر جاذبية للطبقات العليا؛ فقد خرج بالصوفية من التقليدية للحداثة، ونجح في بث فعاليات الطريقة عبر التليفزيون الفرنسي، كما يشارك كثير من زعماء الطرق الصوفية في أوروبا في أنشطة غير روحية، فعلى سبيل المثال شارك زعيم الطريقة النقشبندية في إنجلترا في تنظيم احتجاج كبير في لندن عام 2006 ضد الرسوم الدنماركية المسيئة.
ويؤكد التقرير أن بعض الحكومات تسعى لتعزيز الصوفية في السنوات الأخيرة من أجل موازنة الحركات السياسية كالإخوان المسلمين، كما أن تركيز الطرق الصوفية على الروحانية الشخصية يتسق تماما مع مفاهيم العلمانية الأوروبية التي ترى الدين شأنا خاصا للفرد، إلا أن هذه الجهود الحكومية لم تلق النجاح دائما، حيث ينظر المسلمون غالبا بعين الشك للمنظمات الصوفية التي تنشأ بتشجيع من الحكومات الأوروبية.
وبغض النظر عن الجدل الدائر حول الدور السياسي للصوفية في أوروبا، فإن هناك دلائل على وجود اهتمام شعبي واسع بالصوفية، ويدل على ذلك تأثر كثير من المسلمين الأوروبيين بشخصيات صوفية كاليمني الشيخ الحبيب علي الجفري والأمريكي الشيخ حمزة يوسف هانسون مدير معهد الزيتونة بسان فرانسيسكو الذي اعتنق الإسلام ويركز على الروحانية الإسلامية، ويتخذه كثير من الشباب المسلمين في الغرب قدوة.
التبليغ والدعوة
وتناول التقرير جماعة التبليغ والدعوة التي تعد من كبرى الجماعات الدعوية الإسلامية ذات التوجه العالمي، وتنتشر في أكثر من 150 دولة ومن ضمنها أوروبا الغربية، تأسست في الهند عام 1926 على يد الشيخ محمد إلياس الكاندهلوي، وهو عالم إسلامي كرس جهده لمواجهة الهندوس الذين كانوا يعملون على تحويل المسلمين إلى الهندوسية، وتتبنى الجماعة فكرة إرسال الدعاة إلى القرى والنجوع لغرس قيم الإسلام لدى المسلمين؛ لذا فقد ظلت لعقود ذات طابع سلمي تنتشر في باكستان وبنجلاديش وأندونسيا، كما لها انتشار موسع في أوروبا خاصة إنجلترا وفرنسا وأسبانيا، ويقدر عدد أعضائها في أوروبا بأكثر من (150000) شخص.
وتعلن الجماعة التزامها بالمحافظة على تعاليم مدرسة ديوباند السنية، وهناك قواسم مشتركة بينها وبين نمط الإسلام الوهابي، إلا أنها أكثر مرونة وتقبلا للمناهج الإسلامية الأخرى خاصة الصوفية، وتفتقد الجماعة لوجود رقابة مركزية مما ينتج حدوث ارتجال في استخدام الوسائل الدعوية، فلا توجد إستراتيجية دعوية واضحة، بل تميل كل مجموعة للتركيز على الاهتمامات المحلية أو تلبية احتياجات المهاجرين.
وحسب التقرير فقد وجدت بعض جماعات التبليغ صعوبة شديدة في اختراق الجاليات الإسلامية في ألمانيا خاصة الأتراك؛ حيث لا يوجد أي حضور للجماعة هناك، وفي دول أخرى أظهرت الجماعة رغبة متزايدة في الدخول في شراكات مع المنظمات الإسلامية السياسية غير الحكومية في أجزاء كثيرة من غرب أوروبا، فعلى سبيل المثال نجحت جماعة التبليغ عام 2007 في إنهاء مشكلة بناء مسجد في مدينة مرسيليا بجنوب فرنسا عن طريق الشراكة مع عمدة المحافظة.

وفي السنوات الأخيرة، استخدمت جماعة التبليغ وسائل الإعلام لنشر رسالتها، لا سيما تكنولوجيا الاتصالات الحديثة التي كانت تنظر لها بتشكك كبير قبل عقد من الزمان، فأصبح لها الآن قنوات على اليوتيوب.
العلماء والدعاة
بالإضافة إلى الحركات الدينية والاجتماعية التقليدية في أوروبا تناول التقرير عددا من شبكات العلماء المسلمين والتي تتمايز عن الجماعات الأخرى، ولكنها تتقاطع معها في كثير من الأحيان، وبعضها يعتمد على نفوذ حركات رسمية كالإخوان المسلمين أو رابطة العالم الإسلامي، وغالبا تدور هذه الشبكات حول شخصية إسلامية تتمتع بالنفوذ والقبول الديني، وهناك عدد من المفكرين الإسلاميين المعروفين اليوم في أوروبا مثل طارق رمضان وعبد الحكيم مراد ومصطفى سيريتش مفتي البوسنة.
ومن أبرز الدعاة والمفكرين الإسلاميين ذوي التأثير في أوروبا الشيخ يوسف القرضاوي الذي له حضور واضح في الفضائيات وعبر الإنترنت خاصة على قناة الجزيرة، حيث يناقش العديد من القضايا المثيرة للجدل في برنامجه الأسبوعي، إضافة لانتشار كتبه في العالم العربي وخارجه، كما قام بتأسيس شبكة "إسلام أون لاين.نت" باللغتين العربية والإنجليزية، وأشار التقرير إلى أن كثيرا من الشباب المسلم المقيم في الغرب يعتبر "إسلام أون لاين.نت" مصدرا موثوقا حول الإسلام وقضاياه المعاصرة، كما لعب دورا فاعلا في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وهناك أيضا تأثير متزايد للمجامع الفقهية في أوروبا كالمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث.
وبالإضافة للعلماء والمفكرين هناك عدد من الدعاة الجدد ذوي التأثير الشعبي في أوروبا من أمثال الداعية المصري عمرو خالد المقيم في لندن حاليا، والذي نجح في تنظيم العديد من المبادرات لحل مشكلات اجتماعية كالإدمان، ويشجع أتباعه على انتهاج مبادرات محلية، يليه الداعية معز مسعود من مصر أيضا، ومن الهند يحظى الدكتور ذاكر نايك بإعجاب كثير من الشباب خاصة في بريطانيا لقدرته على معالجة القضايا المعاصرة باستخدام مزيج من الحس السليم والموسوعية في معرفة القرآن.
ويتساءل البعض إن كان هؤلاء الدعاة يمثلون شكلا جديدا من الحركة الإسلامية، ويعتقد كثيرون أن شخصيات مثل عمرو خالد أو نايك لم يعتمدوا في شعبيتهم على حركات أو جماعات منظمة، بل إن نجاحهم يعود لابتعادهم عن هذه الأشكال المؤسسية، وتركيزهم على إيجاد حلول عملية للمشاكل اليومية للشباب، وهناك أيضا دلائل على أن الأجيال الشابة من المسلمين الأوروبيين يبحثون عن العودة إلى النقاء العقائدي للتعاليم "الأصيلة" الإسلامية من خلال البحث عن المنح الدراسية المقدمة من السعودية؛ مما يظهر تنامي التأثير السلفي في أوساط مسلمي الغرب.
http://www.islamonline.net/ar/IOLStudies_C/1278407024362/1278406720653/IOLStudies_C

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق