الاثنين، 17 أكتوبر 2005

أعلني الحرب على الفوضى

تحقيق : أمل خيري

هل تسقط الملابس من دولابك حينما تفتحينه؟
هل ترغبين في مطالعة كتاب فتبحثين عنه في المكتبة بلا جدوى ؟
هل عند مرض أحد أفراد الأسرة تجدين أنه من الأسهل شراء الدواء بدلا من البحث عنه في الأدوية الموجودة؟
هل ينتهي مصروف البيت في أقل من أسبوع؟
إذا كانت الإجابة نعم عن أي من هذه الأسئلة فقد حان الوقت لتبدئي تنظيم حياتك.42-15536536 - Untidy Room

من المسئول؟
تقول هدى كانت أمي أثناء الدراسة لا تشركنا معها في الأعمال المنزلية حتى لا نتعطل عن المذاكرة و في الأجازة كنا نضيع أوقاتنا أمام التليفزيون أو في اللعب و التنزه و الرحلات و حينما تزوجت صدمت بكبر حجم المسئولية الملقاة على عاتقي أعود من العمل متعبة فأبدأ في إعداد الطعام فاكتشف خلو الثلاجة من الطماطم أو انتهاء صلاحية المعلبات أو عدم وجود ملح ......فأتحير و غالبا كان زوجي يعود قبل انتهاء الطعام فيجد الأطباق المكدسة في الحوض و أكوام الملابس المتسخة و الدولاب غير مرتب فيبدأ مسلسل النكد اليومي.

و إذا كان هذا هو حال الزوجة العاملة فبعض الزوجات الغير عاملات لسن بأسعد حالا فتقول منال فشلت تماما في إدارة ميزانية البيت. فالأعمال المنزلية أكثر من الأوقات المتاحة ظللت لمدة عام في بداية الزواج أستعين بأمي في إدارة الميزانية وشئون البيت و إعداد الطعام فكانت النتيجة تدخلها بعد ذلك في كل صغيرة و كبيرة حتى ضاق زوجي و كان الانفصال و أنا ألقي باللوم و التبعة على أمي التي قصرت في إعدادي لهذه المسئولية الكبيرة.

على الجانب الآخر تقول الحاجة فاطمة بدأت في تعويد أبنائي على دخول المطبخ من سن العاشرة لا أفرق بين البنين و البنات الكل تعلم الطبخ و تنظيم البيت و تنظيفه و الحياكة و التطريز من سن مبكرة و بالتالي لم أكن أحمل هما عندما أمرض أو أسافر للعمرة فشئون البيت تسير و لله الحمد و حينما تزوجت ابنتي أثناء الدراسة كان الجميع يتساءل كيف توفق ابنتك بين البيت و الزواج و الدراسة و الامتحانات؟
و قبل زواج الفتاة بعام على الأقل كنت أترك لها مصروف البيت لتدير الميزانية و تتحمل كل المسئولية عن إدارة البيت .و الأهم هو تعويد البنت من سن مبكرة على الصبر و الإيمان و القناعة فلبس الحجاب سهل و الزواج سهل و لكن الصبر على المكاره لا يستطيعه إلا القليل .AX046875 - Dirty Dishes and Food in Kitchen Sink
و تضيف الحاجة أم عادل أن إحاطة البنت بصحبة صالحة قبل و بعد الزواج يعينها على حسن إدارة بيتها حيث تتبادل معهن الخبرات المفيدة.
و تؤكد عايدة محمود على دور الأسرة الممتدة في تعليم الفتاة تنظيم و إدارة شئون البيت فالجدة و الخالة و العمة حيث تستقي منهم الفتاة الخبرات الجيدة و لكن للأسف هذه الأسر اندثرت و أصبحت الفتاة لا تتلقى إلا من والدتها التي ربما تفتقد هي الأخرى لهذه المهارات.
عنق الزجاجة

و يوضح الدكتور صلاح عبد المتعال أستاذ الاجتماع والخبير بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن فترة بداية الحياة الزوجية تكون بمثابة عنق الزجاجة نتيجة تضارب الطباع و العادات الشخصية و إذا تنازل كل طرف عن بعض هذه العادات سينجحا في تجاوز عنق الزجاجة إلا أن عادة الفوضى لدى أحد الطرفين و خاصة الزوجة من العادات التي لا تغتفر لأن التخطيط هام جدا في كل مناحي الحياة سواء في العمل أو البيت أو شئون الدولة و آفة مجتمعاتنا العربية هي عدم اتباع المنهج العلمي في ادارة شئون الحياة و هذه نقيصة في الأمة كلها رغم أن إسلامنا هو دين التخطيط و نبينا هو القدوة في التخطيط.
و يؤكد أن التخطيط هو فن كبير يحتاج لنوع من التوعية قبل الزواج و كذلك نوع من الترشيد و المشكلة أن الشباب قبل الزواج يأخذوا القدوة من الأباء الذين غالبا ما يفتقدون لهذه المهارة و بالطبع فاقد الشئ لا يعطيه .
إضافة إلى أن هؤلاء الشباب يتناقلون التجارب الزواجية من الآخرين فيكون لديهم خلفية سلبية فتسمع الفتاة من زميلة لها أنها حاولت بشتى الطرق مع زوجها و لكنها فشلت في التفاهم معه غير مدركة أن سوء تصرفها و اهمالها هو السبب و بالطبع فإنها لا تحاول لوم نفسها بل دائما الآخر هو السبب في المشكلة.
و يكمن الحل في نظر الدكتور صلاح في أن تتسلح الفتاة قبل الزواج بهذا الفن قبل أن تدخل الحياة الزوجية كما يقع عبء كبير على المدارس و وسائل الإعلام التي يجب أن توجه الخطاب للزوجين لوضع أسس الحياة الصحيحة و كذلك الآن السماء مفتوحة سواء من الفضائيات أو الانترنت فيجب أن نأخذ منها ما يفيدنا و هناك مواقع معظمها للأسف أجنبية تقدم نصائح و تجارب عملية وواقعية تساعد الزوجة في إدارة شئون بيتها .
كما تنتشر في الغرب مراكز تدريب للزوجة و كذلك معاهد تعدها قبل الزواج لتعلم مهارة إدارة شئون الحياة و للأسف نحن في حاجة شديدة لمثل هذه المراكز و المعاهد في الدول العربية حيث نفتقدها بشدة.
في بيتنا وزيرة تخطيط
و إذا كانت أغلب المشكلات الأسرية تعود إلى فقدان مهارة التخطيط لدى الزوج أو الزوجة و تقع المسئولية الأكبر على الزوجة التي تعتقد أن هذه المهارة متطلبة في الوظائف القيادية الخطيرة فقط و لتصحيح هذا الاعتقاد تقول د/ سحر محمد أستاذ مساعد بطب القصر العيني إذا كان الطبيب لا يستطيع ممارسة الطب إلا إذا تعلم و تدرب فمن باب أولى عند بناء أسرة و هي الكيان المحوري في المجتمع أن أدرب نفسي قبل الزواج و أحصل على دورات تدريبية عن كيفية إدارة الوقت ، اقتصاديات الأسرة ، فهم شريك الحياة ، إدارة الغضب و الخلاف ،و قد أصبح كل ذلك متاحا في الكتب و على شبكة الانترنت و الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها.
شركة مساهمة أسرية
و تضيف د / سحر أن التخطيط يستلزم عدة أمور منها :
1 - التفاهم و الترابط بين أفراد الأسرة فينبغي أن تجمعهم هوايات و اهتمامات مشتركة و الاتفاق على استراتيجيات تتبع قبل الزواج و إن لم يكن فلنتداركها بعد الزواج.
2 – التعاون بين جميع أفراد الأسرة و كل يؤدي دورا لكن الزوجة عليها أن تدرك أنها كالمايسترو لا تنفذ كل مسئوليات البيت بنفسها و بمفردها و لكنها توزع الأدوار و تمسك بكل الخيوط بيدها.
3 - للزوج أيضا دور في مساعدة الزوجة في شئون البيت وليكن له في رسول الله أسوة حسنة فهذا هو سيد الرجال عليه أفضل الصلاة والسلام تحدث عنه عائشة وقد سئلت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يصنع في بيته؟! قالت : كان يكون في مهنة أهله "تعني في خدمة أهله" فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة. كيف لا يكون كذلك وهو الذي يقول صلى الله عليه وسلم: "أنا خيركم لأهلي".
و لكن على الزوجة أن تحدد للزوج دورا محددا فيقول العلماء أن طبيعة الرجل تختلف عن المرأة في انه لا يستطيع تنفيذ مهمة كلية فمثلا لا تقول له الزوجة ذاكر للأبناء و لكن تقول له من فضلك راجع إجابات التدريبات.
4 – المسئوليات كثيرة فعلى الزوجة أن تتعلم التفويض في المسئوليات وتربي أبناءها على تحمل المسئولية كل حسب عمره و قدراته و مع الوقت تزداد مسئولية كل منهم حتى يقوم الكبير برعاية الصغير.
و أيضا وزيرة مالية
نأتي الآن للمشكلة التي تعاني منها كثير من الأسر و هي عدم كفاية الدخل لمتطلبات الأسرة و السر هنا يكمن في يد الزوجة الحكيمة التي تدير اقتصاديات الأسرة فقد أسفرت الدراسات عن أن حسن تصرف الزوجة في دخل زوجها يزيد من قوة هذا الدخل بنسبة تتراوح بين 30 و 60 %.
و قدرت مجلة لايف في موضوع صحفي بعنوان ( مشكلة المرأة ) ما كان ينفقه الرجل في استخدام أشخاص يؤدون له الخدمات التي تؤديها زوجته و ربة بيته بنحو 2500 جنيه في السنة .
لذلك تنصح د / سحر محمد الزوجة ببعض الأشياء الهامة مثل:
1 – ترتيب الأولويات و تدوينها من الأهم إلى الأقل أهمية.
2 – وضع نظام للإنفاق الشهري و إذا كانت الزوجة لا تستطيع ذلك فلتقسمه لوحدات صغيرة كأسبوع أو يوم بحيث تضع ميزانية لا تتخطاها.
3 – الابتعاد عن الأقساط و التطلعات الاستهلاكية قدر المستطاع .
4 – توعية الأولاد و تدريبهم و إشعارهم بوجود أزمات مادية فقد تكون لديهم أفكار مبتكرة أو على الأقل يتنازلوا عن بعض متطلباتهم .
5 – مهما كان متاع الدنيا نضع نصب أعيننا الآية الكريمة (ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم) و ذلك حتى لا نغرق أنفسنا في كماليات معتقدين أنها أساسيات .
سلعة غالية
و تؤكد دورثي كارنيجي زوجة ديل كارنيجي مؤسس معهد العلاقات الإنسانية بنيويورك و مؤلف كتاب كيف تكسب الأصدقاء أن هناك بعض القواعد التي يمكن أن تستغل الزوجة بها هذه السلعة الثمينة و هي الوقت:
1 – تأملي الطريقة التي تنفقين بها وقتك مدة أسبوع على الأقل لتضعي يديك على الثغرات التي يتسرب منها الوقت.
2 – اجعلي للوقت ميزانية تنفقينه على أساسها و غيري هذه الميزانية كل أسبوع
3 – ابتدعي وسائل لاختصار الوقت مثل توفير الوقت الذي تقضينه يوميا عند البقال إذا اشتريت حاجتك من البقالة لمدة أسبوع.
4 – استخدمي اللحظات المضيعة فيما يعود عليك بالفائدة.
5 – عودي أصدقائك و معارفك ألا يزورونك في أوقات انشغالك بعملك.
ماذا أنت فاعلة الآن؟
لقد تحددت لديك الرؤية الآن فأعلني الحرب على الفوضى فورا و لا تترددي في إعادة تنظيم شئونك و إسألي الله الصبر و العون و البركة في الوقت و المال و الصحة واضعة نصب عينيك عظم الأمانة الملقاة على عاتقك (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالإمام راع ومسئول عن رعيته والرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها والعبد راع في مال سيده ومسئول عن رعيته ).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق