الأربعاء، 8 مارس 2006

لماذا يتجاهلون الجرائم الإنسانية ضد المرأة المسلمة؟



تقرير: أمل خيري .................
08/03/2006
يأتي اليوم العالمي للمرأة في ظل ظروف بالغة الصعوبة تعاني منها المرأة على مستوى العالم نتيجة الحروب أو الاحتلال العسكري خاصةً المرأة المسلمة التي تتعرض للعديد من الانتهاكات والجرائم في حقها وتنص اتفاقية جنيف الثالثة الصادرة عام 49 في المادة 13 منها الخاصة بمعاملة أسرى الحرب، على أنه تجب معاملة أسرى الحرب معاملةً إنسانيةً في جميع الأوقات كما تنص المادة 14 على أنه تجب معاملة النساء الأسيرات بكل الاعتبار الواجب لجنسهن وأن يتمتعن بالحماية، لا سيما ضد الاغتصاب والإكراه على البغاء وضد أية صورة أخرى من صور خدش الحياء.

إلا أنه على الرغم من هذه المواثيق الدولية تتصاعد جرائم العنف والقتل والاغتصاب والاعتقال ضد المرأة المسلمة في ظل الاحتلال والحروب بزعم مكافحة الإرهاب.
جرائم باسم محاربة الإرهاب


ففي التقرير العالمي لـ(هيومن رايتس ووتش) لعام 2006م بعنوان "سياسة الولايات المتحدة المبنية على الانتهاكات تقوض حقوق الإنسان عبر العالم" وردت شهادة لكينيث روث، المدير التنفيذي لـ(هيومن رايتس ووتش) ذكر فيه "إن محاربة الإرهاب أمر شديد الأهمية بالنسبة لحقوق الإنسان، لكن استخدام أساليب غير قانونية ضد من يُدعى بأنهم إرهابيون أمرٌ خاطئٌ وعكسي النتائج أيضًا".
وفي المقدمة التي كتبها للتقرير العالمي، قال روث: إنه بات من الواضح في عام 2005م أن إساءة الولايات المتحدة معاملة المحتجزين أمر لا يمكن رده إلى خلل في التدريب أو الانضباط أو الإشراف، كما لا يمكن نسبته إلى "قلة من العناصر الفاسدة"، بل هو يعكس خيارًا سياسيًّا مدروسًا تتبناه القيادة العليا.

ويقول روث: إن من جملة الأدلة على تلك السياسة المتعمدة، التهديد الذي أطلقة الرئيس بوش باستخدام الفيتو ضد قانون يناهض "المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة"؛ ومنها أيضًا محاولة نائبه ديك تشيني استثناء وكالة المخابرات المركزية من ذلك القانون.. كما قال المدعي العام ألبرتو جونزاليس: إنَّ بوسع الولايات المتحدة إساءة معاملة المحتجزين لديها في الخارج طالما أنهم من غير الأمريكيين، في حين قال مدير وكالة المخابرات المركزية بورتر جوس: إنَّ الإغراقَ في الماء وهو أسلوب تعذيب استخدمته محاكم التفتيش الأسبانية، هو مجرد "أسلوب مهني في التحقيق".

المرأة العراقية


وما زال مسلسل الانتهاكات ضد النساء يتوالى في العراق حيث تقوم قوات الاحتلال الأمريكي بمداهمة المنازل واعتقال النساء والفتيات والزج بهن في معتقلات سيئة السمعة حيث يتعرضن للتعذيب والاغتصاب حيث نقلت مصادر إعلامية عن القوات الأمريكية المحتلة، تأكيدها أنها تقوم باحتجاز زوجات مَن يشتبه بانتمائهم للمقاومة العراقية المسلحة، كمحاولةٍ للضغطِ عليهم لتسليم أنفسهم للاحتلال.

وبناءً على روايةٍ لضابطٍ في وكالة استخبارات الدفاع المدني، قامت قوات الاحتلال الأمريكية باعتقال عدة نساء كرديات، بهدف الحصول على معلوماتٍ من أجل العثور على زوج واحدة منهنَّ!

وأشارت وكالة "رويترز" في 28/1/2006م إلى أنَّ أفرادَ "قوة المهام 6-26" ذكروا ضمن وثائق أخرى متصلة بتعذيب مسجونين أنه كان يتم القبض على زوجات المتهمين بالإرهاب في منطقة الطارمية قرب بغداد في حالة عجزهم عن القبض على أزوجهن.

وأضافت الوثيقة، التي كانت ضمن وثائق أخرى حصل عليها اتحاد الحريات المدنية الأمريكي بموجب أمر قضائي استنادًا إلى قانون حرية المعلومات، أن "امرأةً تبلغ من العمر 28 عامًا ولديها 3 أطفال، أحدهم لم يتجاوز عمره 6 أشهر، تمَّ احتجازها".

كما طالت هذه الانتهاكات الأطفال فقد أماطت وزارة حقوق الإنسان العراقية اللثام عن تقارير جديدة تؤكد قيام جنود الاحتلال الأمريكي باغتصاب فتيان وفتيات تتراوح أعمارهم ما بين الـ 15 عامًا و17 عامًا في مدينة الطارمية شمالي العاصمة بغداد خلال عام 2005م، إضافةً إلى قيام قوات الاحتلال باعتقال الفتيات من منازلهن، فوفق المنظمة الإسلامية لحقوق الإنسان في الموصل تم اعتقال 7 نساء بينهن طفلة في الصف السادس الابتدائي وتُدعى رغد محمد أحمد.
كما لم تسلم الطفلة حديثة الولادة التي أشبعها الجنود ضربًا وركلاً بالأقدام هي ووالدتها حيث قامت قوة مؤلفة من ثلاثين جنديًّا أمريكيًّا في الساعة الواحدة والنصف من17 من يناير 2006م بإنزال جوي بواسطة ثلاث مروحيات على دار المواطن جليل عبود في حي المهدي الأولى المجاور لمحطة كهرباء الدورة، وهو من الأحياء الشعبية.

وبعد مداهمة الدار قاموا بالاعتداء بالضرب المبرح على جميع أفراد الأسرة ومن بينهم امرأة كانت قد وضعت مولودًا قبل الحادث بأيام وقد شملها الضرب والرفس وهي تصرخ مستغيثة وتشير إلى وليدها الحديث لتفهم جنود الاحتلال صارخة: بيبي.. بيبي.. فأجابها جنود الاحتلال بهستيرية وكلام فاحش وبذيء.

جرائم الاغتصاب
ونقلت قناة العالم عن مصادر عراقية مأساة فتاتين عراقيتين تبلغان من العمر "13، 15" عامًا حيث قام 20 جنديًّا أمريكيًّا باغتصاب الفتاتين بعدما أدخلوهما أحد المباني التابعة لهم، وقام الواحد تلو الآخر باغتصابها، ثم قاموا بإلقائهما أمام أحد المستشفيات، إحداهما لقيت مصرعها والثانية أدخلت في المستشفى وما تزال بها حتى الآن!!

وأفردت جريدة "روبنز بنورث" الأمريكية على صدر صفحاتها الداخلية قصة اغتصاب 5 جنود أمريكيين امرأة حتى فقدت وعيها، ولم يحاول المغتصبون إنقاذ ضحيتهم وتركوها تصارع الموت.

ومن جرائم الاحتلال الموثقة ما أورده موقع تابع للأكراد أن الجنود الأمريكان قاموا باقتحام دارٍ للأيتام، قبل أن يقوموا باغتصابهم، حيث سجلت 75 حالة اغتصاب لفتيات وأطفال صغار، و80 حالة اغتصاب لبالغين.

وذكرت منظمة نسوية تهتم بشئون المرأة العراقية: إن أكثر من 400 امرأة عراقية تعرضن للخطف أو الاغتصاب أو البيع منذ سقوط نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.

واتهمت المنظمة القوات الأمريكية بغض الطرف عما يحدث، وأكدت أنها توجهت إلى مجلس الحكم الانتقالي وطلبت تعزيز الأمن وتشديد عقوبة التحرش الجنسي، لكن دون جدوى.

فلسطين جرح لا يندمل
أما في الأراضي الفلسطينية المحتلة فوفق تقرير صادر عن المركز الفلسطيني للإعلام يبلغ عدد الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الصهيوني 126 أسيرة بينهن 8 قاصرات، يتعرّضن جميعهن لأقذر وأشد أساليب التعذيب والإذلال والتنكيل وحشية، فالاعتداء بالضرب المبرح، الشبح، العزل، التحرش، التفتيش العاري، الإهمال الطبي، الضغط النفسي، التجويع.. عناوين تلخص حياةَ الأسيرات في سجون الاحتلال.

وتتوزع الأسيرات على السجون الصهيونية التالية: سجن "الرملة" 26 أسيرة، سجن "تلموند" 90 أسيرة، سجن "الحلمة" 4 أسيرات، وهناك 6 أسيرات لا تتوفر معلومات دقيقة عن مكان اعتقالهن.

ومن بين الأسيرات هناك 10 من بيت لحم، و40 أسيرة من نابلس، و8 أسيرات من القدس المحتلة، وأسيرتان من الناصرة، و27 أسيرة من جنين، و5 أسيرات من رام الله، و15 أسيرة من الخليل، وأسيرة من سخنين، و10 أسيرات من طولكرم، وأسيرتان من غزة، و4 أسيرات من قلقيلية، وهناك أسيرتان لا يوجد معلومات دقيقة عن مكان سكنهما.

من جهةٍ أخرى أفاد تقرير إحصائيّ صادر عن مكتب نادي الأسير الفلسطيني أنَّ من بين المعتقلين في مدينة الخليل وحدها خلال عام 2005م، 14 فتاة تتراوح أعمارهن ما بين 15 و20 عامًا.

ويتعرَّض المعتقلون- حسب التقرير-، بكافة فئاتهم العمرية إلى "أساليب تعذيب وحشية وعديدة"، ومن بين هؤلاء المعتقلين على سبيل المثال لا الحصر: الطفلة هبة الله يغمور (14 عامًا) من مدينة الخليل، التي تمَّ إطلاق النار عليها أثناء عودتها من المدرسة إلى بيتها من قِبَل أحد جنود الاحتلال؛ حيث أُصيبت بخمس رصاصاتٍ فتَّتت أحشاءها، ونُقلت على إثر ذلك إلى مستشفى هداسا/عين كارم في القدس المحتلة لتتلقَّى العلاج، ومن ثمَّ تم اعتقالها بحجة محاولة طعن جنديّ صهيونيّ في المدينة.

الضرب والتحرش
يصف نادي الأسير الفلسطيني جهاز (الشاباك) الصهيوني بأنه جهاز "فاسد أخلاقيًّا وإنسانيًّا ويعمل في حماية حكومة الاحتلال التي أجازت له استخدام وسائل محرمة دوليًّا في استجواب المعتقلين الفلسطينين.. وأشار إلى سياسة التفتيش العاري المذل بحقِّ الأسيراتِ واقتحام غرفهن وفرض عقوبات بالزنازين والغرامات لأتفه الأسباب.

ففي سجن تلموند للنساء في 29/9/2005م قامت إدارة السجن بالاعتداءِ الوحشي على الأسيرات: أمية الدمج/ راوية الشيخ/ نسرين أبو زينة/ وعبير ندى؛ حيث قيدوهن بأيديهن وأرجلهن وضربوهن ضربًا مبرحًا ثم اقتادوهن للعزل الانفرادي وحاكموهن 5 أيام زنازين مع عدم زيارة للأهل لمدة شهرين وغرامة مالية بقيمة 480 "شيكل" لكل أسيرة.

ووصف تقريرٌ صادرٌ عن نادي الأسير الفلسطيني في 23/1/2006م أوضاع الأسيرات الفلسطينيات في أقبية التحقيق:
• حرمان من العلاج وعدم مراعاة الوضع الصحي.
• التهديد بالاغتصاب وشتائم قذرة.

وروت بعض الأسيرات وقائع التعذيب التي تعرضن لها في سجن شارون: حيث وصفن الزنازين بأنها سيئة جدًا والأكل سيئ حيث الحشرات الميتة، الخبز مليء بالعفن، وحيطان الزنازين خشنة الملمس لونها أسود ومن الصعبِ الاتكاء عليها، ولا يوجد هواء طبيعي وكان هناك مكيف هواء بارد جدًّا يعمل 24 ساعة وكانوا يرفضون إطفاءه.

وفي الثاني من شهر يناير 2006م حولت محكمة الاحتلال العسكرية الناشطة الاجتماعية المعروفة، عطاف داود عليان، إلى الاعتقال الإداري وتؤكد محاميتها أنها منذ اعتقالها بتاريخ 22/12/2005م، لم تُعرض للتحقيق ولم توجه لها أية تهمة، حيث اعتقلت من بيتها ووصلت لبيت إيل وفي الصباح نقلوها لـ"عوفر" ومن هناك نقلت لسجن تلموند.

أوزبكستان
وفي أوزبكستان أصدرت محكمة العاصمة "طشقند" في 26/7/2005م الحكم بسجن المسلمة الداعية "رحيمه أحمد علي يفا"، (زوجة الشيخ الداعية روح الدين فخر الدينوف) بتهمة السفر إلى الخارج بطريق غير قانوني لأداء فريضة الحج.

وقد كانت السلطات الأوزبكية- ولا تزال- تبذل كل طاقاتها واستخباراتها من أجل إلقاء القبض على هذا الشيخ الداعية وأمثاله.. وبعد أن فشلت في ذلك اتجهت لزوجته الداعية فألقت عليها القبض ومارست تجاهها كل أنواع الوحشية حتى تجبر زوجها للاستسلام.

ويعرض مركز "ميموريال" لحقوق الإنسان بموسكو، مقطعًا واضحًا من حال المسلمات المستضعفات المسجونات وما يُحيط بهن من ظروفٍ قاسية، حيث تُنزل السجينات في بنايات سكنية غير قابلة للتدفئة بعدد ما بين 140 و150 امرأة في كل منها. وتنام المسجونات على الأسرة ذات طابقين أو 3 طوابق وإذا نقصت أماكن النوم فتنصب بين طوابق عليا للأسرة لوحات، عليها توضع "زائدات". فالمكان الأسفل أكثر ملائمةً في السرير يمكنه أن يُبتاع بإعطاء رشوة لـ"قائدة الفرقة".

وما زال المسلسل الدامي يتتابع وما زال العالم بأسره يغض الطرف عن هذه الانتهاكات للمسلمات في كل أنحاء العالم، وفي اليوم العالمي للمرأة نتذكر المستضعفات من المؤمنات في فلسطين والعراق والشيشان وأفغانستان وكشمير.. فلا تنسوهم من صالح دعائكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق