الاثنين، 16 أبريل 2007

تلعفر المنكوبة لم تعد مصدر أمل لبوش

أمل خيري - عمر صلاح الدين
إسلام أون لاين

الاثنين. أبريل. 16, 2007

Image
العديد من الأطفال فقدوا ذويهم
بسبب العنف الطائفي
الموصل- أضحت تلعفر -المدينة العراقية الواقعة شمال شرقي البلاد- مبعثا للألم والذكريات المريرة لسكانها، بعد أن اعتبرها الرئيس الأمريكي، جورج بوش، قبل أكثر من عام، بارقة أمل للتأكيد على نجاح إستراتيجيته في العراق. واقع المدينة يعكس أبو علي -المدرس العراقي المتقاعد- أحد جوانبه بقوله: "لقد فقدت ابنتي خديجة، وحينما ذهب ابني لإنقاذ والدته وشقيقته سقط أيضا مضرجا بدمائه فوق أشلائهما".
وأبو علي، الذي ظل مقيما في حي الوحدة السني في تلعفر طيلة الأعوام السابقة، أصبح الآن مجرد لاجئ في معسكر لإيواء اللاجئين في موقع آشوري قديم يطلق عليه "باب الشمس" شرق مدينة الموصل.
ويعد أبو علي واحدا من ألفي شخص اضطروا للنزوح نهاية مارس الماضي عقب الهجوم الطائفي الذي راح ضحيته رجال وأطفال من العرب السنة على يد مسلحين شيعة وعناصر من قوات الشرطة كرد فعل انتقامي على تفجير عد شاحنات مفخخة أودت بحياة 152 شخصا في الحي الشيعي بتلعفر.
وما زالت حكومة رئيس الوزراء، نوري المالكي، تواصل التحقيقات حول تورط الشرطة في هذه المذبحة، ويوجد بالفعل 18 عنصرا من عناصر الشرطة رهن الاعتقال.
وعقب أحداث العنف الدامية في تلعفر أنشأ الهلال الأحمر العراقي معسكرات للاجئين في الموصل، حيث تم نصب الخيام في أحد الحقول لإيواء أكثر من 250 عائلة أغلبهم من السنة. وليس بوسع هذه المخيمات سوى تقديم الخدمات الأساسية كالطعام والمياه والأغطية، ويشكو الهلال الأحمر من نقص الإمدادات الطبية.
المشردون
وتقدر المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عدد النازحين العراقيين في الدول المجاورة بحوالي مليوني شخص، بينما لا يزال 1.9 مليون شخص بالداخل في عداد المشردين وبلا مأوى، وبالتالي لا تبدو أي بادرة أمل في التحسن، إذ تشير التقديرات إلى نزوح ما بين 40.000 إلى 50.000 من ديارهم سنويا.
ومن بين هؤلاء النازحين تروي حسنية داود -شاهدة عيان من تلعفر- أحداثا دامية بعد مشاهدتها قوات من الشرطة والميليشيات العسكرية تجبر نحو 10 من الرجال على الوقوف إلى الحائط رافعين أذرعهم في الهواء.
إذ تقول حسنية: "رأيتهم يتساقطون (الرجال) أمام عيني مضرجين بدمائهم بعد أن قامت الميليشيات بفتح النار عليهم". وتضيف: "ذهب زوجي وشقيقي لمراقبة ما حدث، ولكنهما لم يتمكنا من العودة".
تصاعد التوترات الطائفية
وفي مارس 2006 صرح الرئيس بوش بأن مدينة تلعفر تعد دليلا على نجاح ما أسماه بإستراتيجيته في العراق، واصفا تلعفر بأنها "مدينة حرة تعطي بارقة أمل لعراق حرة".
أما اليوم، وبعد مرور أكثر من عام على هذا التصريح، تعاني المدينة من نفس التوترات الطائفية التي أودت بحياة عشرات الآلاف من العراقيين في أنحاء البلاد.
فعلى حد قول إحدى الشيعيات المتزوجة من سني فإن "الوضع مثير للشفقة، فلا أحد يعرف من ضد من".
وأردفت السيدة التي لم ترد الكشف عن اسمها: "القاعدة وراء هذه التفجيرات في تلعفر، فهم يقصفون الشيعة، ونحن لا نريد أيا من الميليشيات الشيعية أو القاعدة".
وكانت هذه السيدة قد فرت مع أطفالها بعد عمليات إطلاق نار، ولم تلتق زوجها منذ ذلك الحين.
بلا ذنب
أما عبد السلام -وهو عامل بلدية- فيقول: "في هذا اليوم المشئوم قتلت اثنتان من شقيقاتي.. راحتا بلا ذنب أو جريمة.. سوى أنهما من إحدى الطوائف دون غيرها".
بينما يعتبر أبو فضل -الكفيف ذو الأعوام السبعين أحد سكان تلعفر- أن الاحتلال الأمريكي قد جر الخراب على بلاده.
ويحن أبو فضل -الذي فقد ابنا وحفيدا في هذا اليوم- إلى الأيام الجميلة الماضية قبل الغزو الأمريكي لبلاده في مارس 2003، حيث يقول: "منذ دخول القوات الأمريكية العراق، ومدينة تلعفر تعيش في عنف وإرهاب
ناشئ عن التوترات الطائفية".

ويقدر عدد سكان تلعفر بأكثر من 200.000، رغم إعلان مسئولين في القوات الأمريكية أن عدد السكان انخفض حاليا إلى 80.000 نسمة. وينحدر معظم سكان المدينة من أصل تركماني، وهم 70% من السنة والبقية من الشيعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق