الثلاثاء، 5 فبراير 2013

متى يتوقف النزيف الاقتصادي؟ ومن يدفع فاتورة أحداث الفوضى والتخريب؟



أمل خيري
جريدة الشعب
عدد (29) 

 تسببت الأحداث الدامية التي أعقبت الحكم القضائي في قضية مذبحة بورسعيد وأحداث الفوضى والعنف التي تزامنت مع الذكرى الثانية للثورة المصرية، في سقوط العشرات من القتلى والجرحى، إضافة إلى مزيد من الخسائر الاقتصادية اليومية التي تستنزف الاقتصاد المصري الذي هو في أشد الحاجة لاستعادة عافيته، مما يهدد بتوقف الاستثمارات والسياحة.
فقد أعلنت معظم القطاعات الاقتصادية حالة الطوارئ لديها، واقتربت معدلات الربحية من الصفر، فضلا عن ضرب قطاع السياحة في مقتل بعد أن كان قد استعاد بعضا من الانتعاش التدريجي خلال الفترة  السابقة، فتم إلغاء العديد من الحجوزات وانخفضت الإشغالات الفندقية.
وقدرت الخسائر الناجمة عن اقتحام مجموعة من عصابات البلاك بلوك لفندق سميراميس بنحو 12 مليون جنيها، نتيجة لتكسير عدة أقسام رئيسية، بجانب الخسائر التى يتحملها الفندق بعد إغلاقه نهائيا، ونفس الأزمة تكررت في فندق شبرد الذي تم إغلاقه بعد محاولة مجموعة من البلطجية تخريبه وسرقة محتوياته إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، ولكنها تسببت في هروب النزلاء وترويعهم، كما أنه يرسل رسالة سلبية للراغبين في زيارة مصر من الأجانب، خاصة مع استمرار قطع الطرق والمرور والسكك الحديدية.
فيما أكد خبراء اقتصاديون أن توقف العمل بالمجري الملاحي لقناة السويس لمدة ساعة واحدة فقط تفوق خسائره نصف مليار جنيها، إضافة إلى أن أي تهديد للمجرى سيؤثر على حركة الشحن والتفريغ مما قد يتسبب في ارتفاع أسعار البضائع، ناهيك عن الحرمان من الحصول على النقد الأجنبي، والأهم من ذلك كله عرقلة وتأخير تنفيذ مشروع تنمية قناة السويس.
وشهد قطاع المصارف أيضا شللا تاما بوسط القاهرة، حيث أغلقت العديد من البنوك أفرعها في محيط ميدان التحرير وشارع القصر العيني ومنطقة جاردن سيتي، والتي تصل أعدادها إلى 11 بنكا، إضافة إلى 20 ماكينة صرف آلي تعرض بعضها للنهب والتحطيم.
وتعرضت الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو -جراء توقف الخطين الأول والثانى للمترو عند محطة الشهداء- لخسائر قدرت بنحو 350 ألف جنيها، منها قيمة 500 تذكرة مرتجعة والباقى نقص فى الإيراد نتيجة تقليل عدد الرحلات، وهذه الخسائر يمكن أن تتكرر يوميا في حالة تكرار توقف الخطوط، وكان عدد من أعضاء البلاك بلوك قد قاموا عدة مرات خلال الأسبوع الماضي باقتحام محطات المترو وإيقاف حركة القطارات وترويع المواطنين.
أما قطاع الاستثمار، فإن الاضطرابات التي شهدتها البلاد تهدد المشروعات الحالية وكذلك المزمع إنشاؤها، وهناك تخوف من حدوث تراجع للمستثمرين الأجانب والمصريين عند بدء تلقي طلبات للاستثمار في 1692 مشروعا صناعيا جديدا في 10 مناطق صناعية والذي من المقرر أن يبدأ في الشهر الجاري.
يأتي هذا فيما أثارت الأحداث الأخيرة مخاوف مصدري الحاصلات الزراعية من توقف عمل الموانئ المصرية خاصة في بورسعيد، ويقدر إجمالى صادرات مصر الزراعية بنحو 12 مليار جنيه، وكانت عمليات التصدير قد شهدت تباطؤا ملحوظا عقب أحداث بورسعيد نتيجة انعدام الأمن وقطع الطرق، مما أدى لتكدس الحاويات في الموانئ، نتيجة خوف المصدرين من الاتجاه إلى موانئ منطقة القناة، إضافة إلى خوف شركات الشحن الأجنبية من الدخول إلى الموانئ المصرية نتيجة تلك الأحداث.
وكشفت لجنة حصر الخسائر بمحافظة السويس التى شكلها اللواء سمير عجلان محافظ السويس أن الخسائر المبدئية تعدت 30 مليون جنيه بمبنى ديوان عام المحافظة وأقسام الشرطة بالسويس والجناين وفيصل ومديرية الزراعة ومنطقة مكافحة المخدرات ومركز شرطة النجدة، إضافة إلى الممتلكات الخاصة للمواطنين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق