الأحد، 6 مارس 2011

تسونامي الغضب العربي. . رؤى غربية



هل تجهض الثورات العربية على يد حراسها؟
أمل خيري
إسلام أون لاين
استأثرت الثورات العربية الداعية للتغيير والحراك الديمقراطي في العالم العربي باهتمام الكثير من الكتاب والمفكرين الغربيين. هناك بالطبع من اتفق في تفسيره لهذه الثورات مع الفكرة القائلة إن النار ظلت كامنة تحت الرماد حتى انطلقت شرارة الغضب التي فجرت سيلا من الأحداث غير المتوقعة. وذهب البعض لتفسيرات أكثر بعدا، فرأى البعض دورا لشركات النفط، وهناك من ألقى بالمسؤولية على الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في المنطقة.
واهتم بعض الكتاب بسيناريوهات المستقبل سواء على المستوى الداخلي أو على المستوى الدولي والدروس المستفادة من هذه الثورات، وهناك من قدم نصائحه للحركات الثورية للحفاظ على مكاسب الثورة وتقويض محاولات الالتفاف عليها.
هل تخلت أمريكا عن حلفائها؟
حول التوقيت الذي انطلقت فيه الثورات كتب جوين داير في عموده بصحيفة World View مقالا بعنوان "الثورة العربية: لماذا الآن؟" عبر فيها عن وجهة نظره في أن الفراغ الأمني الذي سيحدثه انسحاب الولايات المتحدة من العراق وأفغانستان يقف وراء هذه الأحداث التي تشهدها المنطقة، فلا يمكن حسبما يرى داير أن يكون الغضب من الاستبداد وحده أو تزايد حدة الفقر هو المفجر لهذه الثورات لأن هذه الأسباب متجذرة في هذه المجتمعات فلماذا التحرك الآن فقط؟.
ويعتقد داير أنالشيء الوحيد الذي اختلف حقا في الشرق الأوسط، فقط في العام أو العامين الماضيين، يتمثل في حقيقة بديهية وهي أن الولايات المتحدة بدأت سحب قواتها من المنطقة. فقد كانت الولايات المتحدة راغبة في التدخل عسكريا للدفاع عن الأنظمة العربية التي تشاء وإسقاط تلك التي لم تعجبها. ولكن كل هذا انتهى الآن.
والشعوب تعرف أنه مع رحيل آخر القوات الأمريكية من العراق بنهاية 2011 لن تعود الولايات المتحدة للتدخل العسكري مرة أخرى، وبالتالي ستنهار شبكات الأمان التي كانت تحمي الأنظمة العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة، وفي هذا فرصة للانقضاض على هذه الأنظمة وإزالتها. ويضيف داير أن هناك أيضا إعادة تقييم استراتيجية كبرى تجري في واشنطن، وأنه من شبه المؤكد أن ترتكز هذه الاستراتيجية الجديدة على الانتقاص من أهمية الشرق الأوسط في السياسة الأمريكية.
والنخب العربية تعلم جيدا أن الدوافع التقليدية للمشاركة الاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط تنحصر في النفط وإسرائيل. إلا أن الحرب الباردة قد انتهت، والولايات المتحدة تدرك أنها ليست بحاجة للسيطرة العسكرية للحفاظ على النفط فيكفيها دعم عملائها في المنطقة من الأنظمة الحاكمة، إلى جانب ذلك، فإن أقل من خمس واردات أميركا من النفط تأتي من العالم العربي.
أما عن إسرائيل، فيرى داير أن قيمتها العسكرية للولايات المتحدة قد تراجعت تراجعا حادا منذ نهاية الحرب الباردة. كما أنها لا تحتاج إلى حماية أمريكا فقد أصبحت قوة عظمى يتضاءل بجانبها العرب من الناحية العسكرية. لذلك يتساءل داير مستنكرا: لماذا يتعين على الولايات المتحدة أن تعتبر "الاستقرار" في الشرق الأوسط مصلحة وطنية حيوية؟.
ويعود داير ليؤكد مجددا أن قيام الشعوب العربية بثورتها الآن هو نتيجة لإدراكها أن الولايات المتحدة لن تتدخل عسكريا لحماية الأنظمة الحاكمة، تماما كما حدث في ثورات 1989 حين أدركت شعوب أوروبا الشرقية أن الاتحاد السوفيتي لن يتدخل عسكريا للحفاظ على الأنظمة الشيوعية الحاكمة.
النفط وأشياء أخرى
في المقابل يختلف ستيفان هاوزن Stefan Huzan مع داير في رؤيته تلك فيتساءل في صحيفة كرونيكل الكندية Chronicle Journal "هل الثورة العربية من إخراج شركات النفط الكبرى؟". فستيفان لا يعتقد أن هذه الثورات جاءت بشكل عشوائي أو نتيجة للفراغ الأمني الذي سيحدثه رحيل القوات الأمريكية بل يذهب لأبعد من ذلك فيطرح فكرة أن تكون هذه الثورات مدبرة بفعل شركات النفط الكبرى.
وتقوم وجهة نظر ستيفان على طرحه لسؤالين مهمين حول هذه الثورات: من المستفيد؟ وكم ستكون التكلفة؟
ويجيب أن الأزمة في تونس أدت على الفور لارتفاع أسعار النفط. والجميع مقتنعون أننا نتعرض حاليا لابتزاز من قبل شركات النفط كلما كان ذلك ممكنا، ولأي سبب من الأسباب المحتملة. وأنه في ظل الاضطرابات دوما ترتفع أسعار النفط، وهناك الكثير ممن كتبوا عن دور نائب الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش في التلاعب به للزج بالولايات المتحدة في حرب العراق والتي استفاد منها مباشرة في صفقات سرية لصالح شركة النفط التي كان يملكها قبل توليه منصبه السياسي، وبالتالي كان أكبر المستفيدين من ارتفاع أسعار النفط.
ويتصور ستيفان أن قوى المعارضة العربية حين تعرف أنها تم التلاعب بها لإحداث الفوضى في المنطقة لصالح شركات النفط الكبرى ربما تغضب وتشعر بالإهانة لكن شعورها هذا سيزول حين تعلم أن الشعب الأمريكي لم يكن أكثر ذكاء منها وأنه خدع من قبل. ويتفق ستيفان مع نظرية الدومينو، فيرى أن ما حدث في بعض الدول العربية سيتوالى في جميع الدول، ولكن المستفيد لن يكون سوى شركات النفط. وتكلفة إعادة توجيه الغضب العربي لن تزيد عن بضعة ملايين تنفقها هذه الشركات ولكنها نفقة تستحق كل هذا الجهد من التخطيط لكسب المزيد من المليارات.
صناعة محلية ودروس عالمية
بالطبع نظرة ستيفان تقلل من فاعلية الدور الشعبي العربي لتبدو كما لو كانت الجماهير العربية دمية تحركها مصالح كبرى. كما تقلل من إرادة التغيير التي شهد بها الغرب قبل الشرق. بل وتروج هذه النظرة أيضا لفكرة القوى الخارجية المحركة التي تتعلل بها الأنظمة الحاكمة نفسها. لذلك نجد فيدار هيلجسين[1]Vidar Helgesen يؤكد أن هذه الثورة محلية الصنع ولا يوجد أي دور خارجي، فالأمر ببساطة أن الرجال والنساء في العالم العربي قد اتفقوا على تحديد مستقبلهم بأيديهم. اتفقوا على أن ينتخبوا من يمثلونهم بحرية وبطريقة ديمقراطية.
ومع هذه الصناعة المحلية يرى هيلجسين أن هذه الثورات علمت المجتمع الدولي أربعة دروس أساسية ذكرها في مقاله على موقع أوبن ديموكراسي openDemocracy، والذي جاء بعنوان "تصاعد الديمقراطية العربية: دروس دولية". وتتمثل في الآتي:
* أن الدور الهامشي الذي لعبته الديمقراطية في العلاقات الدولية في العقد الأخير لم يقلل من مركزية الديمقراطية في طموحات المواطنين في جميع أنحاء العالم. فالانتفاضات الديمقراطية في تونس ومصر أخذت العالم على حين غرة، إذن الدرس المستفاد أن الديمقراطية تتحدى التنبؤات.
* أنه في ظل العولمة وتعدد الأقطاب يمكن للديمقراطية أيضا أن تصبح عالمية حقا. ولم يعد من الممكن رفض الديمقراطية باعتبارها ثقافة غربية مستوردة، بل لقد صنعت محليا في دول الجنوب التي تفوق أعداد السكان فيها ضعف سكان أوروبا وأمريكا الشمالية معا.
* قدرة وسائل الإعلام الجديدة لنشر المعلومات، وزيادة الوعي والتعبئة السياسية التي تجاوزت قدرة الحكومات الاستبدادية على حماية مواطنيها من الاتجاهات الإقليمية والعالمية. فالشبكات الاجتماعية ذات روافد متعددة مثل تيارات المياه تجد دائما طرقا بديلة.
* أن الثورة أثبتت أن الأنظمة الاستبدادية التي نصبت نفسها للأمن والاستقرار في المنطقة لم تعد مقنعة ولم تعد ذات مصداقية، وبالتالي، لم يعد ينبغي أخذها في الاعتبار مستقبلا.
ماذا تفعل الولايات المتحدة؟
كتب ريتشارد باركر[2] مقالا في صحيفة بيلنجهام هيرالد الأمريكية heraldBellingham بعنوان "الثورة العربية: ما الذي ينبغي على الولايات المتحدة فعله؟"[3]. ينتقد فيه الموقف الأمريكي تجاه الثورات العربية. ففي نظر باركر أن هذه الاحتجاجات التي اجتاحت الدول العربية والتي نجحت حتى الآن في خلع رأس النظام الديكتاتوري في كل من تونس ومصر، وما زالت تتواصل في ليبيا والبحرين واليمن وغيرها من دول المنطقة لا يمكن التقليل من شأنها فهي رحلة طويلة من الثورة إلى الديمقراطية.

هذه الثورات التي انطلقت شرارتها عبر الفيس بوك لا تعبر عن غضب عابر بل هي ثورات حقيقية تسعى للوصول إلى الديمقراطية والإطاحة بأنظمة سلطوية فردية ظلت قابعة على كراسي الحكم لعقود طويلة. إلا أن هذه الثورات في نظر باركر كشفت عن جانب خطير ومظلم حول دور الولايات المتحدة. ليطرح السؤال "ماذا تفعل الولايات المتحدة؟" نفسه بقوة.
والجواب هو التركيز على الاستقرار والديمقراطية. لكن في نظر باركر كان هذا أكبر خطأ ارتكبته الإدارة الأمريكية التي يجب عليها أن تعمل مستقبلا على الاستقرار على المدى الطويل، حيث تركز على دعم القوات المسلحة الصديقة، وينبغي أن تدعم أيضا الطبقات الوسطى في العالم العربي، والتي تمثل قوة رأس المال البشري غير المستغلة والتي لديها أعظم قدرة على الانتقال إلى الديمقراطية، حتى لو كان ذلك سيستغرق سنوات.
وفي حين يعتقد كثير من الأمريكيين أن تورط الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يعود لحوالي عقد من الزمن وتحديدا منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فإن باركر يرى أن الاهتمام الأمريكي بالمنطقة يعود لأبعد من ذلك ربما إلى الخمسينيات من القرن العشرين منذ انسحاب بريطانيا من المنطقة، حيث كثفت الولايات المتحدة من الحفاظ على نشر قوات كبيرة داخل وحول منطقة البحر المتوسط وكذلك في شمال أفريقيا والخليج العربي.
وقد يثير دافعي الضرائب الأمريكيين معرفة أن الولايات المتحدة استثمرت أكثر من 24 مليار دولار من المساعدات إلى البلدان التي تعاني الآن من حالة اضطراب فقط في العقد الأخير، وبالطبع فإن الكثير من تلك المساعدات كانت عسكرية تشمل المعدات والأسلحة، والعمليات ، وزيارات الموانئ، والتدريب، ومكافحة الإرهاب والاستخبارات. وهذا الاستثمار الآن على المحك، منها 18 مليار دولار في مصر ، 5 مليارات دولار في الأردن، 215 مليون دولار في البحرين، 16 مليون دولار في الجزائر، و91 مليون دولار في تونس حيث انطلقت شرارة التغيير.
الجيش والطبقات الوسطى
ويؤكد باركر أنه لا يمكن أن يكون من قبيل الصدفة تماما أن الثورات حاليا تجتاح البلدان التي كانت تدعمها الولايات المتحدة مما يعني أن الولايات المتحدة تنفق أموالها ببساطة لدعم الأنظمة الأضعف والأكثر فسادا. ففي حين أن الولايات المتحدة قامت بتسليح الجيش المصري، فإنها تجري أيضا مناورات مشتركة مع مصر سنويا تحت مسمى النجم الساطع. ورغم رفض الجزائر لوجود قواعد أمريكية بها إلا أنها تراجعت في العقد الماضي بالسماح لطائرات أمريكية للتزود بالوقود، والسماح لسفن وغواصات بإجراء تدريبات، كما تجري مناورات عسكرية بين قوات الجزائر الخاصة والقوات الأمريكية، والمعروفة باسم عملية فلينتلوك Flintlock. كما سمح اليمن بغارات جوية شنتها طائرات البحرية الأمريكية، وحتى تونس كان بها لجنة عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة.
ومع اهتمام الولايات المتحدة بالجيوش ينبغي لها أيضا كما يرى باركر أن تولي اهتمامها بالطبقة الوسطى التي بدأت في الظهور مرة أخرى واتضح أنها ذات قاعدة عريضة، وأنها قررت في نهاية المطاف أن تضع حدا للفساد وعمليات النهب التي مارستها الطبقة الحاكمة. خاصة أن كل محاولات الإصلاح الاقتصادي كانت هزيلة جدا وجاءت متأخرا جدا، كما هو الحال في مصر. وقد تكون الطبقة الوسطى تقلصت في الولايات المتحدة، ولكنها نمت بشكل واسع في العالم العربي، حيث تشكل 79% من السكان في عام 2005 مقابل 75,5% عام 1990، وفقا للمعهد العربي للتخطيط في الكويت.
ويؤكد باركر أنه لن يكون هناك تحول سريع للديمقراطية في هذه الدول، بل ربما تستمر عمليات الإصلاح لسنوات، ومن الجائز أن يتحول الحلم إلى كابوس مع استمرار إراقة الدماء لسنوات. صحيح أن رصد هذا الجزء من العالم والتحولات فيه قد يشكل عبئا طويلا على الإدارة الأمريكية وقد يكون مهمة مملة. إلا أن هذه الثورة التي انطلقت لا يمكن أن تتوقف لأنها نتاج سنوات من الظلم. وللولايات المتحدة مصلحة في الاستقرار في الشرق الأوسط اليوم، والديمقراطية على المدى الطويل. وهي لا تستطيع أن تملي قرارات ولكنها تملك فقط أن تفعل ما فعلته دائما وهو محاولة التأثير على الوضع. والجيوش العربية والطبقات الوسطى هي التي بيدها الآن مفتاح هذا المستقبل الضبابي والخطير.
مباركية بدون مبارك!
وحول سيناريوهات المرحلة المقبلة بعد الثورات العربية كتب ريشارد فولك[4] Richard Falk في جريدة فورين بوليسي Foreign Policy مقالا بعنوان "ما هو الفوز؟ المرحلة المقبلة للانتفاضات الثورية"[5]. أكد فولك أن الثورة التونسية أو المصرية لم تكتمل بعد، فالمطلب الحقيقي لا يقتصر على خلع بن علي ولا مبارك بل يتعدى ذلك إلى الإصرار على إعادة الكرامة المادية والروحية للحياة في جميع جوانبها.
وهناك العديد من السيناريوهات المتوقعة بعد الثورة أكثرها تشاؤما أن يظل النظام الحاكم القديم بعد اقتلاع رؤوسه ليأتي بوجوه جديدة فقط. أو كما يقول شاندرا مظفر العالم الماليزي "المباركية بدون مبارك"، ويعني أن تظل الأنظمة القمعية المتغلغلة في المجتمع مع تغيير الوجوه والأسماء فقط، وهذا السيناريو بالطبع سيكون مخيبا للآمال ولا يتلاءم مع تضحيات المحتجين والدم الذي قدموه.
من هنا يرى فولك أن ما هو مطلوب أكثر من مجرد الديمقراطية الدستورية إذ يجب تحقيق الموضوعية للحكم الرشيد والعادل. ويشمل هذا قبل كل شيء السياسات الاقتصادية الموجهة للشعب، ووضع حد للفساد، وحماية حقوق الإنسان، بما فيها الحقوق الاقتصادية والاجتماعية خصوصا. مثل هذا البرنامج لا غنى عنه لأنه بلا شك كان أحد الدوافع الأساسية للثورة.
لذا يتوقع من الحكومات الجديدة أن تهتم ببرامج الإصلاح الاقتصادي وتوفير فرص العمل ورفع الأجور، كما تحتاج أيضا أن تضع في الاعتبار أن كثيراً من شعارات المتظاهرين تسلط الضوء على التعطش للحرية والحقوق. ورغم وجود القليل من الخبرة في الممارسة الديمقراطية في جميع أنحاء المنطقة، فإنه سيكون هناك على الأرجح محاولة جادة من قبل المؤسسات الحاكمة الجديدة لتمييز ممارساتها عن ممارسات أسلافهم المكروهة، وانتهاج سياسة السماح بممارسة كل أشكال النشاط المعارض، بما في ذلك حرية التعبير والتجمع وتشكيل الأحزاب.
حتى لا تُجهض الثورة
ومع ذلك حسبما يرى فولك فإن القوى القديمة ستسعى حثيثا لاستعادة دورها وامتيازاتها لتقويض الثورة. وهنا يأتي دور الحركة الشعبية في عدم السماح بشق الصفوف، وإذا كان البعض ينادي بالمصالحة مع أطراف النظام السابق فإن هذه خيانة للثورة تماما كما انتقد الكثير نهج نيلسون مانديلا الذي اتبعه للمصالحة والتحول في جنوب أفريقيا والتي جعلت البعض يصفه بخيبة أمل ثورية إن لم تكن خيانة. وهناك من سيظل ينادي بملاحقة الفساد والمال المنهوب حفاظا على مكاسب الثورة.
ويؤكد فولك أنه ستكون هناك أيضا اختلافات تكتيكية واستراتيجية حول كيفية التعامل مع الاقتصاد العالمي، لا سيما فيما يتعلق بخلق ظروف الاستقرار وجذب الاستثمارات الأجنبية. والتي ستبدو كما لو كان هناك توترات بين حماية حقوق العمال من جهة، وجعل المستثمرين يشعرون بالأمان ويتوقعون الربح في البيئة السياسية الجديدة.
ويعود فولك ليؤكد أن هذه التحديات لا تعني التقليل من شأن الإنجازات الرائعة للانتفاضات الثورية، ولكنها إشارة إلى الأعمال غير المنجزة التي يجب التصدي لها من قبل الثوار لتجنب خيبة الأمل للتطلعات الثورية. وغالبا ما يتم الالتفاف على المكاسب الثورية بعد فترة وجيزة من إزاحة النظم الظالمة السابقة، لذا فإن هذه المرحلة هي المرحلة الأكثر حاجة من أي وقت مضى لليقظة حيث يحتضر النظام القديم ويولد الجديد. والوليد الجديد قد يلقى مقاومة شديدة وقد يتعرض للقمع من قبل عناصر منعدمة الضمير لذا لا بد من استمرار الروح الثورية، ولا بد من رفع شعارات الدفاع عن الثورة ضد أعدائها. والصعوبة هنا كما يعتقد فولك تتمثل في أن الأعداء قد يكونون ظاهرين وقد يكونون مختفين. وكثير من الثورات في الماضي تم إجهاضها على يد حراسها المفترضين.

[1]الأمينالعام للمعهد الدولي للديمقراطيةوالمساعدة الانتخابية (International IDEA)
[2]ريتشارد باركر مراسل عسكري لصحيفة نايت ريدر Knight Ridder.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق