الثلاثاء، 31 يوليو 2012

تهالك الشبكات وازدياد الاستهلاك وراء الانقطاع المتكرر للكهرباء



أمل خيري
جريدة الشعب العدد الثالث 
"بدلا من أن تلعن الظلام أوقد شمعة" هكذا أصبح شعار وزارة الكهرباء في الآونة الأخيرة. فما هي الأسباب الحقيقية وراء تكرار انقطاع الكهرباء؟
ربما يعتبرها البعض مؤامرة لإفشال خطة مرسي، في حين يؤكد المسئولون أن إضرابات العمال في شركات الكهرباء تقف وراء هذا الانقطاع، واتهم بعضهم الشعب نفسه بزيادة الاستهلاك وطالبوا المصريين بترشيده.
إلا أن وزارة الطاقة الأمريكية أشارت في تقرير لها صدر مؤخراً عن أوضاع الطاقة في مصر أن السبب الرئيسي وراء انقطاع التيار الكهربائي المتكرر يعود إلى وجود شبكات كهرباء متهالكة في البلاد، إضافة إلى ازدياد الطلب خاصة في القطاع الصناعي، فقد ذكر التقرير "أن البنية التحتية المتهالكة علاوة على الطلب المتزايد تؤدي الى انقطاعات متكررة".
وأكدت وكالة معلومات الطاقة الأمريكية التابعة لوزارة الطاقة الأمريكية والتي تصدر معلومات دورية عن استهلاك وإنتاج الطاقة في العالم أن معدل استهلاك الطاقة في مصر قد زاد بمتوسط 7 % في العام منذ عام 2000 وحتى 2009، فقد ارتفع من حوالي 61 بليون كيلو وات في 2000، إلى 116 بليون كيلو وات عام 2009، وأنه في حين زاد الإنتاج بنفس المعدل، إلا أن ضعف جودة الشبكات وتهالكها ساهم في تكرار الانقطاعات التي سادت جميع المحافظات.
ومن حيث توليد الكهرباء، فإن الكهرباء الحرارية التقليدية، والتي تستمد من الوقود الأحفوري التقليدي وعلى رأسه الغاز تبلغ ما يقرب من 90 % من إجمالي طاقة توليد الكهرباء في مصر (121,4 بليون كيلو وات)، في حين يصل توليد الكهرباء من الطاقة الكهرومائية 14 بليون كيلو وات تأتي كلها من السد العالي وسد أسوان، مقابل 1,2 بليون كيلو وات باستخدام طاقة الرياح.
وبحسب وزارة الطاقة الأمريكية فإن إنتاج مصر من الكهرباء بلغ 137 بليون كيلو وات في عام 2010، وأن طاقة توليد الكهرباء تزيد بنسبة 4% سنويا على مدى العقدين الماضيين. وأكد التقرير أن استهلاك مصر من الكهرباء يتزايد بشكل أسرع من توسع قدرات التوليد، وأن هناك خطط لتوسيع طاقة توليد الكهرباء باستخدام الرياح وموارد الطاقة الشمسية وكذلك تطوير الطاقة النووية، كما تخطط الحكومة المصرية لاستثمار 100 بليون دولار في قطاع الطاقة على مدار العقد القادم.
أما عن جهود وزارة الكهرباء في حل مشكلة انقطاع الكهرباء فقد ذكرت الوزارة أن قطاع الكهرباء بدأ في تجارب تشغيل الوحدة الأولى قدرة 650 ميجاوات من محطة كهرباء أبوقير البخارية بقدرة إجمالية 1300 ميجاوات على مدى 24 ساعة يوميا، ومن المنتظر أن تنتهي تلك التجارب هذا الأسبوع لتعمل هذه الوحدة بكامل طاقتها على الشبكة القومية ويليها بدء تجارب تشغيل الوحدة الثانية. كما يجرى أيضا الانتهاء من تنفيذ خط الربط الهوائي غرب دمياط / الجمالية بطول 16 كيلومترا بعدد 65 برجا كهربائيا لتفريغ القدرات المنتجة من محطة كهرباء غرب دمياط إلى مراكز الأحمال بعد التغلب على المشاكل التي كانت تواجه التنفيذ.
وفي بيان أصدرته الشركة القابضة لكهرباء مصر حول المعوقات التى تواجهها لتوفير الطاقة الكهربائية أرجعت أسباب الانقطاع المتكرر في الكهرباء إلى  تأخر تشغيل محطتى دمياط وأبوقير بقدرة 1800 ميجاوات باستثمارات وصلت إلى 12 مليار جنيه، واللتان كان من المخطط تشغيلهما فى مايو 2012، إضافة إلى عدم توافر كميات الغاز الطبيعى والسولار والمازوت التى يتم استيرادهما لتشغيل كامل قدرات التوليد المتاحة، وكذلك بسبب زيادة معدلات سرقة التيار الكهربائى غير المسبوقة نتيجة الانفلات الأمني، وزيادة عدد التكييفات بمعدلات غير مسبوقة ومعظم تلك الأجهزة منخفضة الكفاءة، مما أدى إلى  زيادة معدلات الاستهلاك والتى وصلت إلى 12%، لذا ناشدت الشركة المواطنين ترشيد استهلاك الكهرباء لتفادى انقطاع الكهرباء.
وكانت مصر ممثلة في فايزة أبو النجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولي قد وقعت يوم الخميس الماضي اتفاقا جديدا للتعاون المالي مع ألمانيا خاص ببرنامج مبادلة ديون 20 مليون يورو لتوفير تمويلات ميسرة لمشروعات انمائية، سيتم استخدامها في تطوير معدات نظم الإنارة ومنظمات الجهد ومنظمات السرعة بمحطة كهرباء السد العالى، ومنظمات السرعة بمحطة أسوان ونظام التحكم بما يرفع كفاءة الكهرباء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق