أمل خيري
جريدة الشعب - العدد الرابع
أعرب البنك الدولي عن قلقه
بشأن استمرار ارتفاع أسعار الأغذية نتيجة لتقلُّبات الأحوال المناخية بما في ذلك الجفاف غير
الطبيعي الذي يجتاح الولايات المتحدة، إضافة إلى الأوضاع الحالية للمحاصيل في
المناطق الأخرى المنتجة للحبوب.
وقال رئيس مجموعة البنك الدولي جيم
يونج كيم في بيان له في 30 يوليو نشر على الموقع الالكتروني للبنك: " يجب
ألا نسمح للقفزات القصيرة الأجل في أسعار الغذاء أن يكون لها تأثير مُدمِّر طويل
الأجل على أشد سكان العالم فقرا وحرمان"، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار الغذاء
يدفع بالأسر الفقيرة لإخراج أطفالها من المدارس، وإلى تناول طعام أرخص ثمنا وأقل قيمةَ غذائية، وهو ما يترك "آثارا
مأساوية تستمر طوال الحياة على الرفاهة الاجتماعية والمادية والعقلية لملايين
الشبان".
وأكد
يونج أن البنك لديه مجموعة من البرامج لمساعدة الحكومات في حال تفاقم
الوضع، مشيرا إلى أنه لا مخاوف حتى الآن من احتمال حدوث نقص فعلي في الحبوب
الرئيسية، إلا أن هناك مؤشرات على انخفاض مخزون المحاصيل في ظل استمرار اعتمادها على
أحوال المناخ العالمية، الأمر الذي يجعل الأسعار عرضة بدرجة أكبر لمزيد من
التقلبات. وحذر يونج من أن ازدياد أسعار الغذاء لن تُؤثِّر على الخبز
والمنتجات الغذائية المُصنَّعة فحسب، بل وعلى علف الحيوان أيضا وفي نهاية الأمر
على أسعار اللحوم.
وذكر
البنك الدولي أنه خلال عام 2012، ارتفعت أسعار كل الحبوب عدا الأرز، وهي القمح
والذرة وفول الصويا؛ فقد ارتفعت أسعار القمح أكثر من 50 % منذ منتصف يونيو، كما
زادت أسعار الذرة أكثر من 45 % منذ منتصف يونيو، أما أسعار فول الصويا فقد زادت
قرابة 30 % منذ بداية يونيو، وارتفعت نحو 60 % منذ نهاية العام الماضي.
وعلى
العكس من توقعات المحللين السابقة بتراجع أسعار الغذاء العام الحالي، إلا أن أزمة
الجفاف الأمريكي التي لم تكن في الحسبان قد غيرت من كل التوقعات، وهي الموجة
الأسوأ منذ عام 1965، والتي أثرت على محصولي الذرة وفول الصويا لدى أكبر دولة
مصدرة للحبوب في العالم. وزاد الأمر سوءا ما تعانيه دول أخرى منتجة للحبوب من
مشكلات مناخية؛ فعلى سبيل المثال تضرر محصول القمح هذا العام في البلدان الأوروبية
من الأمطار المتواصلة، على حين تضرر نفس المحصول من نقص الأمطار في روسيا
وأوكرانيا وكازاخستان، ومن المتوقع أيضا أن تشهد الهند نفس المأساة إذا لم تزد
كميات الأمطار خلال الشهر الجاري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق