الثلاثاء، 2 أكتوبر 2012

126,1 مليار دولار حجم سوق السياحة الإسلامية ومصر بلا نصيب منها



في الاحتفال باليوم العالمي للسياحة


أمل خيري

احتفل العالم باليوم العالمي للسياحة 27 سبتمبر، وهو اليوم الذي يوافق اعتماد النظام الأساسي لمنظمة السياحة العالمية عام 1970، وتم الاحتفال به لأول مرة عام 1980، وحمل شعار الاحتفال هذا العام "السياحة والطاقة المستدامة".
وتحتل السياحة في مصر أهمية بالغة؛ ويبلغ عدد السائحين الوافدين لمصر من كافة مناطق العالم 5,2 مليون سائح خلال النصف الأول من عام 2012 مقابل 4,1 مليون سائح خلال نفس الفترة في العام الماضي، بزيادة قدرها 26,8%، ومع ذلك لم تصل هذه الزيادة إلى معدلات السياحة خلال نفس الفترة من عام 2010 والتي بلغ فيها عدد السائحين 6,9 مليون سائح، جاء ذلك في بيان صحفي للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء يوم الأربعاء الماضي.

وتعد السياحة الإسلامية أو السياحة الحلال من بين المنتجات الجديدة الواعدة في مجال صناعة السياحة، والتي تهتم بتوفير أماكن يمكن للعائلات المسلمة الراغبة في الالتزام بقواعد الشريعة أن تقصدها، وتضم فنادق خالية من الكحوليات، وحمامات سباحة تفصل بين الرجال والنساء، وتشمل كذلك رحلات جوية لا تقدم الكحوليات أو لحوم الخنزير على متنها، كما تلتزم بأوقات الصلاة، وتحرص على توفير أماكن للصلاة وعرض برامج دينية ترفيهية. ولا تقتصر السياحة الإسلامية على الشواطئ والآثار فقط، بل تشمل السياحة الرياضية و
العلاجية وسياحة المؤتمرات والندوات، وسياحة المعارض والأسواق، والسياحة الصحراوية والريفية وغيرها.

وتنمو سوق السياحة الإسلامية بمعدلات كبيرة؛ حيث بلغت قيمتها 126,1 مليار دولار في عام 2011، مع توقعات بارتفاع إنفاق السياح المسلمين ليصل إلى 192 مليار دولار سنويا بنسبة 4,8%، مقابل ارتفاع 3,8% في الإنفاق السياحي العالمي بنسبة 3,8% وذلك بحلول عام 2020، وهو ما يمثل 13,4% من إجمالي الإنفاق السياحي العالمي، وذلك بحسب دراسة أعدتها مؤخرا شركة السياحة السنغافورية "كرشنترايدينج" ومؤسسة "دينارستاندارد" المتخصصة في دراسة السوق الإسلامية، والتي شملت 47 دولة، ولا تشمل هذ الأرقام رحلات الحج والعمرة. وأشارت الدراسة إلى أن العالم مقبل على انتعاش في السياحة الإسلامية خاصة مع ارتفاع عدد المسلمين الأثرياء في دول الخليج الذين يحرصون على السياحة الملتزمة بالآداب الشرعية؛ فقد بلغت نسبة نفقات السياح من الدول الإسلامية العام الماضي نحو 12,3% من إجمالي نفقات السياحة العالمية (تريليون دولار)، وأهم الدول المقبلة على السياحة الإسلامية السعودية، تليها إيران والإمارات العربية وإندونيسيا والكويت.
ويشير التقرير إلى أن أهم الدول المستقبلة لهذه الأفواج السياحية هي ماليزيا وتركيا والإمارات العربية، ثم تأتي بعدها سنغافورة وروسيا والصين وفرنسا وتايلاند وإيطاليا. وعلى الرغم من انتشار السياحة الإسلامية في بلدان مسيحية بل وبوذية، فإن مصر كانت بعيدة عن اجتذاب هؤلاء السياح وفق ما أشارت إليه الدراسة؛ حيث استحوذت أوروبا على 51% من سوق السياحة الإسلامية، تليها دول آسيا بنسبة 22%، ثم الأمريكتين بنسبة 16%، وأفريقيا بنسبة 5%، أما منطقةالشرق الأوسط فلم تزد عن 6%، ومن بينها مصر التي لم ترد أي بيانات عن حجم هذه السوق فيها.

ومع وصول أول رئيس إسلامي للسلطة في مصر زادت التوقعات بنمو سوق السياحة الإسلامية، وبالفعل بدأت أول شركة سياحية لتقديم "السياحة الحلال" في مصر وفقاً للشريعة وضوابطها، تحت اسم شركة "شوق للسياحة الإسلامية"، والتي تطلق عليها اسم السياحة العائلية، تحت شعار "رحلات ترفيهية بضوابط شرعية. وتضع الشركة شروطاً لعملائها، مثل ارتداء الملابس الخاصة بارتياد الشواطئ وحمامات السباحة والنوادي الصحية، ويتم التفريق بين الرجال والنساء في هذه الأماكن، بتخصيص وقت محدد لكل منهما على حدة حسب قواعد الشركة. كما تضع الشركة شروطاً لوجود النساء، من بينها أن يكُنَّ محجبات، وأن يصحبهن محرم.
ومع ذلك فإن سوق السياحة الإسلامية في مصر مازال بعيدا تماما عن الخريطة العالمية، رغم تميز مصر بالعديد من الآثار الإسلامية والشواطئ الطويلة التي يمكن استغلالها في هذه الصناعة الواعدة، فهل استعدت مصر ببرنامج تنال فيه نصيبا معقولا من هذه السوق الرائجة؟.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق