الثلاثاء، 29 يناير 2013

امبراطورية آل ساويرس تصفي أعمالها في مصر بعد تهربها من سداد الضرائب




60 مليار جنيها حجم ثروة العائلة و14 مليار جنيها ضرائب لم تسدد

جريدة الشعب (عدد28)
شهدت الأسابيع الماضية عدة تحركات من جانب شركات عائلة ساويرس لتصفية أعمالها في مصر ونقل استثماراتها للخارج، ووفق ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير لها فإن حجم ثروات عائلة ساويرس المصرية القبطية، يبلغ نحو 9 مليارات دولار أى ما يعادل 60 مليار جنيها مصريا، تم تحويلها كاستثمارات للخارج.
وكان الملياردير ناصف ساويرس مؤسس شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة -إحدى كبرى شركات التشييد والأسمدة في العالم- قد قرر إنهاء الوجود القانوني لشركته في مصر، حيث أعلنت أوراسكوم في بيان لها عن تلقيها عرضا من شركة (أو سي أي إن) الهولندية لمبادلة كل أسهم أوراسكوم المصرية بأسهم في الشركة الهولندية، وأكد البيان أن الشركة الهولندية ستشتري أسهم الشركة المصرية في لندن، كما ستتقدم بعرض للاستحواذ على كل أسهم الشركة المتداولة في البورصة المصرية، سواء بمبادلتها بأسهم لديها أو بشرائها مقابل 280 جنيها للسهم وفقا لقانون سوق المال المصرية الصادر عام 1992. وقد فسر بعض المراقبين إدراج شركة أوراسكوم ببورصة "أمستردام" بمثابة تخارج من السوق المصرية، وأرجعوا السبب الرئيسى لذلك إلى الاتهام الذى وجهه رئيس الجمهورية للشركة بالتهرب من دفع الضرائب فى صفقتها مع شركة لافارج الفرنسية.
أما نجيب ساويرس فقد باع معظم أسهمه في شركة أوراسكوم تليكوم للمجموعة الروسية فيمبلدون في 2010، كما أعلن في 2012 أنه توصل لاتفاق مع شركة فرانس تيليكوم الفرنسية لبيعها معظم أسهمه في شركة موبينيل لخدمات الهواتف المحمولة التي لم يعد يحتفظ بأكثر من 5% منها، وإن كان لا يزال يمتلك شركة لينك لخدمات الإنترنت، كما باع نجيب شبكة تلفزيون أون تي في، التي كان أسسها قبل سنوات في مصر لرجل الأعمال الفرنسي التونسي طارق بن عمار.
أما الشقيق الثالث سميح ساويرس فاحتفظ بشركته إنترناشيونال هوتل هولدنغ (آي إتش إتش) في مصر، وكان سميح قد أسس شركة للتنمية السياحية في سويسرا قبل ثلاث سنوات.
من جانبها قامت الهيئة العامة للرقابة المالية بإخطار شركة أوراسكوم بضرورة الإفصاح عن عرض شراء أسهم الشركة في البورصة من جانب الشركة الهولندية، مع ضرورة الافصاح عن العلاقة بين شركة "أوراسكوم" وشركة "أو سي أي إن" قبل وبعد إتمام هذه العملية، وما إذا كان هناك تغيير في السيطرة على الشركات التابعة من شركة لأخرى، وموقف شركة "أوراسكوم للإنشاء" من الالتزامات تجاه الجهات السيادية واتجاه دائنيها في حالة إتمام عملية المبادلة والاستحواذ.
في الوقت نفسه أحال جهاز حماية المستهلك شركة موبينيل إلى نيابة الشئون المالية والتجارية لقيامها بتقديم معلومات مضللة للمستهلكين تفيد بتفوق الشركة على كل الشركات الأخرى فى مجال جودة خدمات المحمول فى مصر؛ حيث قامت الشركة بنشر إعلان في جريدة الأخبار الشهر الماضي يؤكد تفوق شبكة موبينيل وصدارتها لجودة خدمات المحمول في مصر فى مختلف الخدمات الصوتية، وأن موبينيل هي الشبكة الوحيدة التي لم تسجل أي حالات تجاوز للنسبة المسموح بها علي مستوي الجمهورية سواء في معايير الخدمات الصوتية أو معايير خدمات نقل البيانات، مع حجب معلومات من تقارير الجهاز القومي للاتصالات، مما يترتب عليه تضليل الجمهور، وهو ما يعد مخالفة صريحة لنص المادة 6 من قانون حماية المستهلك رقم 67 لسنة 2006 والمادتين: 17 من اللائحة التنفيذية والمادة 4/2 من المواصفة القياسية رقم 4841 لسنة 2005 بشأن اشتراطات الإعلان عن السلع والخدمات.
يأتي هذا في الوقت الذي نشر فيه نشطاء على الفيس بوك صورا لمستندات تكشف عن تهرب شركة أوراسكوم من سداد ضرائب تقدر بنحو 14 مليار دولار، فقد نشرت صفحة "احنا كمان بنهزر يا ساويرس" على صفحتها صورًا لثلاث مستندات تضم  كشوف حسابات شركة "أوراسكوم للإنشاء والصناعة" تكشف عن عدم سداد الشركة للضرائب المستحقة عليها لعام 2007، حيث تأتى خانة الضرائب فارغة دون وجود أى أرقام، ويوضح التقرير المالي لعام 2008 عدم دفع الضرائب كاملة لصافي أرباح عام 2007 والتي تقدر قيمتها بـ 66,621,261,386 جنيها مصريا، ومن ثم فإن إجمالي مبالغ تهرب الشركة من الضريبة طيلة تلك الأعوام يصل إلى 14 مليار جنيها، بما يعادل 2,1 مليار دولار.
وأشارت الصفحة إلى حصولها على هذه المستندات من موظف مخلص لوطنه من "هيئة الاستثمار" على حد تعبير الصفحة، التي ذكرت أن ساويرس عرض التصالح مع الحكومة بدفع 4 مليارات فقط من الضريبة المستحقة إلا أن الحكومة رفضت، فلجأت الشركة للضغط على الحكومة ببيع أسهمها في مصر ومن ثم الهروب بالأموال خارج البلاد.
ونقلت الصفحة على لسان مالك سلطان الخبير المالي أن القانون 95 لسنة 92 ينص على أن أرباح بيع وشراء أسهم الشركات المقيدة فى البورصة معفاة من ضرائب الأرباح، ولذلك قامت شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة بإدراج شركة بلدينج ماتريال وهى الشركة المالكة لكل مصانع الأسمنت فى مصر والجزائر وباكستان وأسبانيا، لإعفائها من الضرائب ووعدت أن تصبح شركة نشطة وفقًا لشروط القيد بالبورصة ولكن ذلك لم يحدث، وأضاف "سلطان" إلى أنه فى هذه الحالة يكون القيد كأن لم يكن ويكون مستحقًا على شركة أوراسكوم بلدينج 14 مليار جنيها.
وتعد عائلة ساويرس المصرية القبطية واحدة من أكثر الأسر ثراء في مصر وأفريقيا بشكل عام، فوفقا لمجلة فوربس يحتل ناصف الذي يستثمر في مجال التشييد والبناء المرتبة الرابعة في قائمة أغنى الأفارقة وتقدر ثروته بنحو 5,5 مليارات دولار، أما شقيقه نجيب الذي يستثمر في الاتصالات فيأتي في المرتبة التاسعة من القائمة نفسها، بثروة تقدر بنحو 2,5 مليار دولار، كما جاء نجيب أيضا في المرتبة السابعة في قائمة أكثر السياسيين ثراء في العالم –باعتباره مؤسس حزب المصريين الأحرار-، وقدرت فوربس أيضا ثروة الشقيق الثالث سميح الذي يعمل في مجال السياحة بأكثر من نصف مليار دولار، أما الوالد أنسي ساويرس فتقدر ثروته بنحو 2,17 مليار دولار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق