أمل خيري
جريدة الشعب الجديد
عدد الجمعة
الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما يستقبل السيد الرئيس محمد مرسي |
شارك الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية في اجتماع رؤساء دول مبادرة النيباد للبنية التحتية في أفريقيا مع رؤساء دول تجمع البريكس، وذلك في مدينة ديربان بجنوب أفريقيا.
وذكر بيان رئاسي أن الرئيس ألقى كلمة خلال الاجتماع تناول
فيها رؤية مصر تجاه سبل تعزيز التعاون بين الدول الأفريقية وتجمع البريكس،
وذلك من خلال إقامة مشروعات من شأنها الارتقاء بالبنية الأساسية، ودفع
عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول الأفريقية، وضخ المزيد من
الاستثمارات المباشرة إليها، مع الاستفادة من الطاقات البشرية الضخمة
المتوافرة لديها والإسهام في تنميتها وتطويرها، بما يُلبي طموحات وتطلعات
الشعوب الأفريقية.
وتشير كلمة بريكس إلى مختصر للحروف الأولى باللغة اللاتتينية المكونة لأسماء الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادي بالعالم. وهي (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا)، وقدعقدت أول قمة بين رؤساء الدول الأربع في ييكاتيرينبرغ ، روسيا في يونيو 2009، حيث تتضمنت الإعلان عن تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية. وعقدت أول لقاء على المستوى الأعلى لزعماء دول البريكس في يوليو عام 2008، وذلك في جزيرة هوكايدو اليابانية، حيث اجتمعت آنذاك قمة "الثماني الكبرى". وقد انضمت دولة جنوب أفريقيا إلى المجموعة عام 2010, فأصبحت تسمى بريكس بدلا من بريك سابقا.
وتشكل
مساحة هذه الدول ربع مساحة اليابسة، وعدد سكانها يقارب 40 % من سكان
الأرض. ومن المتوقع بحلول عام 2050 أن تنافس اقتصادات هذه الدول، اقتصاد
أغنى الدول في العالم حاليا - حسب مجموعة جولدمان ساكس البنكية العالمية، والتي كانت أول من استخدم هذا المطلح في عام 2001، ومن المتوقع أن تشكل هذه الدول حلفًا أو ناديا سياسيا فيما بينها مستقبلا. لذا فإن توطيد العلاقات بين مصر وهذا التجمع من شأنه دفع عجلة التنمية في مصر.
ومن
المقرر أن يبحث قادة دول مجموعة بريكس، إنشاء بنك للتنمية برأسمال 50
مليار دولار، على أن تسهم كل دولة من الدول الخمس الأعضاء ب 10 مليارات
دولار. وتتضمن
أجندة قمة الاقتصاديات الناشئة، مقترحا بإنشاء صندوق لمواجهة الأزمات
بالدول المشكّلة للمجموعة، فضلا عن إنشاء مؤسسة للتصنيف الائتماني وذلك على
غرار المؤسسات الأمريكية، وأخرى لتصنيف الجامعات للدول الخمس الأعضاء.
كما عقد الرئيس، خلال تواجده في جنوب أفريقيا، اجتماعاً آخر يضم رؤساء دول مبادرة النيباد، حيث تم خلاله تناول عدد من القضايا والتحديات التي تواجه القارة الأفريقية، وتعد مصر من الدول الخمس المؤسسة لمبادرة النيباد (وهي: الجزائر، جنوب أفريقيا، نيجيريا، السنغال، مصر)، والتي أقرها القادة الأفارقة في مؤتمر القمة الأفريقية والذي انعقد في لوكسا في يوليو 2001 ، وهي عبارة عن وثيقة وخطة شاملة لتحقيق التنمية الاقتصادية والقضاء علي الفقر وسد الفجوة بين أفريقيا والعالم المتقدم، وتستند هذه المبادرة علي وثيقتين منفصلتين هما: المبادرة الأولى، وهي تعبر عن رؤية الرئيس تابو مبيكي بحسابها جزاء من مشروعه الخاص بتحقيق النهضة الأفريقية، وقد أطلق علي هذه الوثيقة بعد تطويرها "برنامج المشاركة الألفية لإنعاش أفريقيا"، وتم تقديمها أمام المنتدي الاقتصادي العالمي في دافوس (سويسرا) في يناير 2001 ، ثم قدمت في صورتها النهائية إلي مؤتمر القمة غير العادية لمنظمة الوحدة الأفريقية في سرت (ليبيا) في مارس 2001 .
أما المبادرة الثانية، فقد أعدها في نفس الوقت تقريباً الرئيس السنغالي عبد الله وادي، وأطلق عليها "خطة أوميجا OMEGA"، وعرضها لأول
مرة أمام مؤتمر القمة الفرنسية / الأفريقية في ياوندي في يناير 2001 أيضاً
. وقد أخذت هذه المبادرة طريقها إلي قمة سرت غير العادية حيث عرضها الرئيس
وادي أمام المؤتمر.
وتم دمج الوثيقتين في مبادرة موحدة، باسم النيباد، والتي تطرح برنامج عمل من أجل تحقيق التنمية المستدامة في أفريقيا في القرن الحادي والعشرين، وتهدف إلى القضاء علي الفقر ، ووضع الدول الأفريقية علي طريق النمو المطرد والتنمية المستديمة، ووضع نهاية لتهميش إفريقيا في عملية العولمة، وتعزيز دور المرأة في جميع الأنشطة.
وقدمت النيباد برامج للعمل في مختلف القطاعات ذات الأولوية، وتالتي تشمل البنية الأساسية وبصفة خاصة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والطاقة، والنقل والمياه والصرف الصحي، وتنمية الموارد البشرية والتي تشمل تخفيف الفقر، والتعليم والصحة وتحويل اتجاه هجرة العقول الأفريقية.
كما تدعو النيباد إلي قيام "شراكة عالمية جديدة" بين أفريقيا وشركائها في التنمية،
تقوم علي أساس تقاسم المسئولية في تصحيح المظالم وأوضاع عدم المساواة التي
شهدتها القرون الطويلة الماضية، وتعبئة الجهود كافة للارتفاع بنوعية
الحياة للشعوب الأفريقية في أسرع وقت ممكن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق