أمل خيري
جريدة الشعب
عدد 33
جريدة الشعب
عدد 33
العنف له كلفة كبيرة ومتعددة تصيب البلاد في مقتل ولخطورة ذلك كتب الدكتور حسين شحاتة الأستاذ بجامعة الأزهر والخبير الاستشارى فى
المعاملات الاقتصادية الشرعية عن الرؤية الإسلامية للعنف والاعتصامات، مبينا
الخسائر الاقتصادية التي تعود على الدولة جراء استمرار العنف والاضطرابات.
وأكد الدكتور شحاتة
على أن من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ
الأمن وتحقيق التنمية، وأن العنف بكافة صوره وأساليبه إعتداء على الحاجات الأصلية
للإنسان؛ لأنه يسبب الرعب والخوف والفزع والقلق بين الناس، وهذه من الأمور التى
نهى الشرع عنها باعتبارها من صور الإفساد فى الأرض، وأوجب على ولي الأمر محاربته
بالوسائل والسبل المشروعة، فقد ورد فى سورة المائدة قول الله تبارك وتعالى: }إِنَّمَا
جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ
فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ
وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ
فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ{، كل هذا إضافة إلى ما يترتب عليه من أبعاد اقتصادية سلبية.
ومن بين هذه الآثار
الاعتداء على الإنسان، الذى هو مناط التنمية، كما أنه اعتداء على المال الذى هو
قوام الحياة والتنمية، ويُضاف إلى ما سبق فإنه اعتداء على البنية الأساسية التى هى
من مقومات التنمية، كما أنه اعتداء على القواعد والمبادئ والأحكام والأسس التى
تحكم وتضبط المعاملات وتحقق التنمية الشاملة للمجتمع، وتأسيساً على ذلك فإن العنف
يسبب خسائر اقتصادية تصيب الفرد والأسرة والمجتمع والدولة بالإضافة إلى الخسائر
المعنوية .
وأشار الدكتور شحاتة
إلى أن التنمية لن تتحقق إلا من خلال نظام آمن، فالأمن والرزق مقترنان وهما من
مقومات الحياة الكريمة للإنسان، ولا يتحقق الرخاء الاقتصادي إلا من خلال الأمن
الاجتماعي، ولقد أكد علماء الاقتصاد الإسلامى أن من مسئولية ولي الأمر فى الدولة
الإسلامية تحقيق الأمن للناس وعدم ترويعهم، وكذلك توفير الحاجات الأصلية لهم،
وتَرك أساليب وسبل ووسائل ذلك لكل زمان ومكان، وهذا من موجبات التنمية الاقتصادية.
كما يؤدي التحريض على
العنف إلى الخوف والفزع والقلق والخلل فى آليات المعاملات الاقتصادية وهذا يقود
إلى التخلف والحياة الضنك، فعلى سبيل المثال: إن الإنسان سواء كان عاملاً أو صاحب
عمل وهو لا يأمن حياته وحريته وعقله، يعمل فى قلق وهذا يقود إلى ضعف الإنتاجية
وقلة الإنتاج، إضافة إلى هروب الاستثمارات ورؤوس الأموال ومن ثم إعاقة التنمية.
وأضاف الدكتور شحاتة
أن التخريب فى البنية الأساسية -والتى تعتبر من مقومات التنمية- يعد تدميراً
للاقتصاد وتتطلب أموالاً باهظة لإعادة بنائها وتعميرها وهذا كله على حساب الاستثمارات
التنموية، كما أن التصدى لأعمال العنف والتخريب يحتاج إلى نفقات وتكاليف باهظة كان
من الممكن أن توجه إلى مشروعات تنموية فيما لو كانت الحياة آمنة مستقرة.
ودعا الخبير
الاستشاري في نهاية دراسته إلى مضاعفة العمل بحماس وحمية وبعزيمة لزيادة الإنتاج
وتنمية الموارد حتى نعوض الخسائر الاقتصادية وإعادة البناء وتطويره إلى الأفضل،
بنفس الحماس فى التعبير عن المشاعر يكون الحماس أيضاً فى الأعمال والأفعال، ولن
يبنى وطننا إلا سواعد أبنائنا، مع نشر الوعى الاقتصادى الإسلامى وقت الأزمات والذى
طبقه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعده الخلفاء الراشدين ومن تبعهم بإحسان
وبرشد والذى يقوم على الاقتصاد فى النفقات، والتقشف، وتجنب الإسراف والتبذير،
والادخار ليوم الحاجة، ومضاعفة الجهود والأعمال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق