الثلاثاء، 2 أبريل 2013

أزمة السولار هل تشهد انفراجة بعد الزيارات والاتفاقات الخارجية للحكومة ؟




أمل خيري
جريدة الشعب
عدد الثلاثاء

يتراوح حجم الاستهلاك المحلى لمصر من السولار بين ‏35‏ و‏40‏ مليون لتر سنويا، تستورد منها مصر ما بين ‏8‏ و‏10‏ مليون لتر، ونظرا للأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد وانخفاض الاحتياطي النقدي الأجنبي تواجه الحكومة صعوبة في استيراد الكميات المطلوبة من السولار، لذا تأتي الزيارات والاتفاقات الخارجية الأخيرة للحكومة لتعطي شبه انفراجة في هذه الأزمة.
ففي زيارته السريعة لإيطاليا بحث "أسامة كمال" وزير البترول سبل التعاون بين مصر وإيطاليا فى عمليات الاستكشاف وتنمية الحقول بصحراء مصر؛ وكذلك دراسة إمكانية استيراد السولار والبنزين من إيطاليا لسد احتياجات السوق المحلية وموسم الحصاد.
كما أعلنت مؤسسة النفط الليبية أنها ستزود مصر بما يعادل مليون برميل من النفط شهرياً لحل الأزمة التي يعانيها الاقتصاد المصري، ولتوفير احتياجات البلدين من السولار .ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن رئيس مؤسسة النفط نوري بالروين إن أسعار هذه الكمية ستكون حسب الأسعار العالمية المعلنة، مضيفا أن "الدفع سيكون بالآجل من خلال ضمان معزز من المصرف الليبي الخارجي". وبالفعل أعلنت ليبيا عزمها وضع وديعة بنكية لدى البنك المركزي المصري بقيمة ملياري دولار.
ويأتي هذا الاتفاق بعد قيام السلطات في القاهرة بالقبض على أحمد قذاف الدم الذراع الأيمن للعقيد الراحل معمر القذافي وعدد من رموز النظام الليبي السابق المتواجدين في مصر، وكانت ليبيا قد علقت  في وقت سابق استثماراتها في السوق المصري لرفض الجانب المصري طلبا ليبيا بتجميد أموال وأرصدة رموز من النظام الليبي السابق، إلا أن القبض على قذاف الدم أعطى دفعة للحكومة الليبية التي سبق وأن وافقت على منح مصر حصة من مشروعات إعادة الأعمار في البلاد التي تنافس فيها شركة المقاولون العرب للحصول على مشروعات بقيمة 3 مليارات جنيه.
في الإطار نفسه وخلال زيارة هشام قنديل الأخيرة للعراق اتفقت الدولتان على صرف مستحقات العمال المصريين التي تقدر بـ 60 مليون دولار، وتوريد أربعة ملايين برميل من النفط،  وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي أشرف العربي، إن مصر ستستلم في أوائل شهر إبريل أول شحنة من النفط الخام العراقي لتكريره، والتي تم الاتفاق عليها خلال زيارة الوفد المصري برئاسة رئيس الوزراء هشام قنديل لبغداد مؤخرا، مما يوفر حوالي 4 آلاف طن من السولار لسد جزء من الفجوة بين إنتاج مصر من السولار الذي يبلغ 22 ألف طن يوميا والاستهلاك الذي يصل إلي 35 ألف طن. كما بحث الجانبان مقترح إيصال النفط العراقي إلي خزانات سيدي كرير علي البحر الأبيض المتوسط من خلال ضخه من موقع "عين السخنة" خلال أنبوب "صمد" حيث تم الاتفاق علي زيارة وفد رسمي من شركة تسويق النفط بعد استلام المعلومات الفنية والتجارية لغرض مناقشة الشروط الفنية والتعاقدية المتعلقة بالموضوع.
وتتلخص جدوى هذه الإتفاقيات في قيام مصر بتكرير البترول الخام لكل من العراق وليبيا، بتكلفة متدنية جدا، نظراً لأن التكاليف الثابتة مدفوعة بالكامل مقدماً، وتستفيد مصر من عملية التكرير بحصولها على السولار الذي يعد أحد مخرجات عملية التكرير، إضافة إلى استخراج المازوت، الذي يتميز بزهد ثمنه مقارنةً بالمشتقات البترولية مثل البنزين، فيتم إعادة تدويره للحصول منه على المشتقات البترولية المرتفعة الثمن من خلال الوحدات الجديدة التي يتم إنشائها في شركات التكرير المصرية كلها بعد أن كانت حكراً على شركة "القلعة" في عهد مبارك.
يذكر أن هيئة البترول تطرح فى المتوسط 35 ألف طن يوميا من السولار فى أغلب شهور السنة، وتقوم برفعها إلى 38 ألف طن بدءا من منتصف شهر مارس من كل عام لمواجهة ارتفاع الطلب من جانب المزارعين، وتوفر وزارة المالية والبنك المركزى نحو 350 مليون دولار شهريا لهيئة البترول من بين مليار دولار تخصصه الهيئة العامة للبترول لتمويل استيراد واردات الوقود المختلفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق