أمل خيرى
جريدة الشعب الورقية
عدد الجمعة رقم (41)
حذر "روبرت ووكر" مدير مركز الدراسات
السكانية الأمريكية من استمرار اعتماد مصر على المعونة سواء من الولايات المتحدة
أو من أشقائها العرب، مشيرا إلى أن عدد سكان مصر سيصل إلى 136 مليون نسمة في أقل
من 40 عاما، وأن الاستمرار على الاعتماد على الواردات الغذائية خاصة القمح من أجل
البقاء من أخطر ما يمكن أن تواجهه الدولة.
وقال "ووكر" في مقاله المنشور بجريدة "هافنجتون
بوست" الأمريكية أن استيراد مصر لنصف احتياجاتها الغذائية من القمح بالعملة
الصعبة على المدى الطويل سيجعلها في حاجة لمزيد من الاعتماد على الخارج وعلى
الاقتراض لسد حاجتها من العملة الأجنبية، وبعد أن كانت مصر تصدر النفط أصبحت الآن
أحد المستوردين له، ومع انخفاض عائدات السياحة وعدم الاستقرار السياسي والأمني فإن
البقاء على قيد الحياة لا سبيل له إلا التوجه نحو التصنيع أو التوسع في الإنتاج
الصناعي أو كليهما معا.
وأكد ووكر أن مصر لديها يد عاملة كافية ولكنها غير
مدربة، وعلى الرغم من فائض الأراضي القابلة للزراعة إلا أن نقص الوقود يقف حائلا
دون التوسع في استصلاح الأراضي الصحراوية، ناهيك عن هدر كثير من الأراضي بسبب
التملح المتزايد في دلتا النيل.
وأشار ووكر إلى أن مصر ليست الدولة الوحيدة على
قائمة الدول المعرضة للخطر؛ فهناك العديد من البلدان التي ليست لها إمكانية واقعية
لزراعة ما يكفي من الغذاء أو كسب ما يكفي من احتياطيات العملات الأجنبية لتغذية
نموها السكاني المتوقع، ومن بين هذه الدول الصومال واليمن ومالي وحتى باكستان،
لافتا إلى أنه ما لم يتم بذل المزيد لتلبية احتياجات السكان فإنها لن تتمكن من
تحقيق السلام والازدهار، وسوف تبقى إلى الأبد من بين أقل البلدان نموا في العالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق